{ إذا عُدنا إلى الوراء حيث العهد البائد (الإنقاذ) وعددنا الحكومات الجديدة التي تعاقبت في سنواتها الأخيرة سوف نجد كم هائل من (الحكومات) بمُسميات مختلفة آخرها حكومة الحوار الوطني وقبلها حكومة (وفاق الوطني) وسبقتهم حكومة (تراضي الوطني) وهكذا ظلت تتعاقب الحكومات وظللنا لسنوات خلت نتوقع حل الحكومة القديمة ونترقب (الحكومة الجديدة) ثم نستقبلها ولكن للأسف الشديد تمضي الحكومة الجديدة على خطى القديمة، ويظل الحال على ما هو عليه نفس الوجوه وذات الأسماء تتبادل المواقع والكراسي ونفس الرتابة والجمود والتخبط والفشل.
{ وعندما يقترب تشكيل أي حكومة جديدة نسمع بأنها تشكلت بهدف التغيير والإصلاح وتحقيق الرخاء والكفاية فيما يخص معاش الناس وعلى تلك البشريات ظل المواطن السوداني يضع الآمال العراض ويمني النفس المطمئنة بأن تنصلح الأوضاع الخربة وتتغير الأحوال المتردية في كل المجالات وعلى يد (الحكومة القادمة بعزم الإصلاح) وتنفرج الأزمات خاصة الأزمات الاقتصادية التي ضيقت على الناس كل الناس حتى باتوا ينتقلون بصبر جميل من ضيق إلى ضيق في انتظار الفرج البعيد.
{ وحتى في عهد الحكومة الانتقالية حكومة الحُرية والتغيير التي قادها الثوار لكي تتربع في السُلطة لم يعد الشعب السوداني الصابر يصدق بأن القادم أجمل، ووصل إلى مرحلة متأخرة من اليأس والإحباط وسلم أمره إلى الله مالك الملك، وأصبح لا يتوقع التغيير والإصلاح من أي حكومة قادمة بل وإن مفردة (حكومة جديدة) ظلت تعني عنده (إن لم يكن الحال على ما هو عليه فإن القادم اسوأ من وباء كورونا المرعب ) .!!
{ وصدق الراحل “حميد” عندما قال: (حيكومات تجي وحيكومات تغور تحكم بالحجى والدجل الكجور ومرة العسكري كسار الجبور ويوم باسم النبي تحكمك القبور) ..!!
{ الآن بخلاف الدكتور “حمدوك” تأكد تماماً بأننا محكومون من وزراء سليطي الألسنة بلا قدرات (أخيلة ماتة) لا يهشون ولا ينشون، وزراء يسخرون من عورات حُكم “البشير” ولا ينتبهون لعورات حكمهم الأعور، وزراء يعتذرون للشعب عن الفشل تلو الفشل ولا يملكون شجاعة الاستقالة والمغادرة إلى الجحيم .
{ وضوح أخير :
{ حقاً صرنا نفزع من عبارة (حكومة جديدة) تماماً مثلما يفزع العالم الآن من وباء (كورونا)، فهل يا ترى إذا ضممنا صوتنا للأصوات المنادية بتعجيل (صندوق الانتخابات) هل ستخرج من داخل الصندوق (الحكومة المنتظرة) (حكومة جديدة) اسماً ومعنى تقنع الشعب بأنها بالفعل تعمل بجدية وتأتي بالتجديد والتغيير والانتقال إلى الأفضل حتى ولو بالحركة البطيئة والمهم أن يحس الجميع ويشعروا بأن زمان التخبط والعشوائية والخداع والعتمة انتهى وأن هناك بالفعل ضوء مشع في آخر النفق، وهنا يمكن أن يواصل الشعب في صبره الجميل لانتظار نور الفرج القادم.
{ حقاً أننا نحلم بحكومة جديدة بالفعل حكومة فاعلة ورشيقة وقادمة بالجديد الذي يعيد الأمل والثقة إلى الشعب المحبط، وتؤكد له عمليا أنها جاءت للإصلاح ولتلبي تطلعاته في عيش حياة كريمة .
{ اللهم لا حول وقوة إلا بك، ولا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ.