بكل الوضوح

السودان من أرض الخير إلى سؤال الغير ؟ !

عامر باشاب

{ أجدادنا وآباؤنا الذين عايشوا سنين الإخضرار وزمان نضرة السودان عندما كان (سلة غذاء العالم) التي تمد جميع الدول القريبة والبعيدة بكل ما يحتاجونه من المنتجات الزراعية (غلال وخضروات وفاكهة) إذا أتيحت الفرصة لأجدادنا الآن للعودة للحياة لمعايشة حالة التردي التي وصلت إليها البلاد، وتحول الأخضر إلى يباس وجفاف والنماء إلى دمار والوفرة إلى (قحط) في زمان الأزمات والنكبات والمحن.
{ هل يصدقون بأن ( سلة غذاء العالم ) التي تركوها تتفضل بتقديم خيراتها الكثيرة ونعمها الوفيرة للآخرين في كل الدول العربية والأفريقية وحتى الغربية بلا من ولا أذى، كما تمتد السلة بخيرها حتى لدعم الدول الغربية من كل خيرات أرض الخير بما فيها الصمغ العربي هل تراهم يصدقون بأن هذه السلة (انسلت روحها) والسودان الذي اختير ضمن ثلاث دول لحل مشكلة الغذاء في العالم بل والسودان كان أن تقدم على (أستراليا وكندا) في الترشيح ليكون هو (سلة غذاء العالم) وقد كان، ولكنه الآن راح في خبر كان !!
{ نعم راح السودان وراحت (سلة غذاء العالم) في خبر كان بعد أن دمرنا مشروع الجزيرة وأهملنا الزراعة وتجاهلنا الأراضي الواسعة الشاسعة على امتداد البلاد الصالحة للزراعة على مدار العام وتقبل إنتاج أي محصول، هذا بالإضافة للموارد المائية الطبيعية التي حبانا بها الله على سطح الأرض وداخل جوفها بجانب أمطار السماء للأسف الشديد تجاهلنا كل ذلك واتجهنا كلياً باهتمامنا نحو (البترول) الذي فقدناه فيما بعد بأيدينا بفصلنا للجنوب، وفي الآخر حصدنا السراب وكانت بداية الخراب وحصرنا أنفسنا في الذهب الذي لم يذهب عنا الحزن وصار في قبضة شركات الاحتكار .!!
{ والنتيجة المخزية التي لا يمكن أن يتصورها ويصدقها أو يتخيلها أجدادنا وآباؤنا العظماء من جيل البطولات وجيل التضحيات أن (أيدينا الخضراء) من بعد أن كانت هي اليد العليا وأيادي الدول الأخرى من حولنا كانت هي اليد السفلى تبدل حالنا إلى اسوأ حال فانتكسنا وتراجعنا إلى أسفل سافلين وصرنا الآن نصعر خدنا لحكومات الدول العربية والأجنبية و(نمد القرعة) لهم نسألهم الدعم (البترولي) ونستجديهم القمح والدواء والمال أعطونا أو منعونا .!!
{ وضوح أخير :
{ حقاً بدل أن نحتاج للآخرين و(نمد القرعة) (للبسوى والما بسوى) علينا نمد أيدينا الخضراء إلى أرضنا الطيبة ونصل إلى قناعة أن بلادنا مازالت (أرض الخير) فقط نحتاج لإرادة سياسية وقيادات واعية وخبراء ومخططين مدركين بأن حل مشاكلنا ومعالجة جميع أزماتنا في العودة إلى الأرض وتسخير كل ما نملك من قدرات خبرات للاتجاه من جديد نحو الزراعة ولا شيء غير الزراعة.
{ يا ريت نمد أيدينا الخضراء فوقك يا أرض الطيبين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية