*شقيق المتوفى المُشتبه بأول حالة (كورونا) في السودان يكشف لـ(المجهر) التفاصيل
أخي لم يصب بفيروس (كورونا) ووزارة الصحة كاذبة!!
لدينا المستندات القاطعة وفحص المعمل المركزي، وسوف نقاضي الوزارة وكل من سولت له نفسه
الحكومة تبحث عن دعم من منظمة الصحة العالمية والضحية هو أخي!!
قطع شقيق المرحوم “فيصل إلياس” الذي أعلنته وزارة الصحة الاتحادية (أمس الأول) أول حالة وفاة بفيروس (كورونا) في السودان، بعدم إصابة أخيه بالفيروس. وهدد بفتح بلاغ في مواجهة وزارة الصحة السودانية، لافتاً إلى أن الغرض هو الحصول على دعم من منظمة الصحة العالمية.
وبحسب “أسامة الياس” لـ(المجهر) فإن جميع الفحوصات التي أجريت على شقيقه جاءت خالية من إصابته بـ(كورونا). وذكر أن شقيقه كان يعاني من التهاب صدري ليس إلا، وأن كل ما قيل في المؤتمر الصحفي غير صحيح، وأنهم تفاجأوا به. وسرد للصحيفة تفاصيل مرض أخيه منذ عودته من الإمارات وحتى وفاته، فكيف كانت البداية، وما هي الحقيقة الغائبة، ومن الذي اتصل على وزارة الصحة الاتحادية، وما هي تفاصيل محادثتهم مع وزير الصحة، ولماذا رفض الوزير الرد على اتصاله عقب المؤتمر؟.. كل ذلك وأكثر في التفاصيل التالية..
*حوار ــ هبة محمود سعيد
*بداية أحسن الله عزاءكم، وجعلها الله آخر الأحزان؟
ـــ اللهم آمين، وأسأل الله أن يتقبل أخي “فيصل” القبول الحسن.
*أعلنت وزارة الصحة الاتحادية أمس الأول عن أول حالة إصابة بفيروس (كورونا) بالسودان، وهو شقيقك المرحوم “فيصل إلياس” تقبله الله، لكن سرعان ما قمت أنت بنفي ذلك وهددت بمقاضاة وزارة الصحة، فأين الحقيقة الغائبة؟
ــ الحقيقة الغائبة هي أن اخي المستشار “فيصل” لم يكن مصاباً بمرض (الكورونا) ونحن تفاجأنا بمؤتمر وزير الصحة وما قاله.
*كيف؟
ــ لأن جميع الفحوصات أثبتت خلوه من الفيروس، ولدينا المستندات التي تثبت صحة ما أقول.
*ما هي المستندات؟
ــ فحص من المعمل المركزي (استاك) بالخرطوم يفيد بذلك، عندما كان في غرفة الحجر بمستشفى الخرطوم.
*دعنا نمضي في التفاصيل رويداً رويداً، احك لي منذ البداية، ماذا جرى، ولماذا تم عزل المرحوم، هناك الكثير من التفاصيل الغائبة؟
ــ يوم (الأحد) الأول من مارس الجاري، ذهب فيصل إلى الإمارات في رحلة عمل استغرقت ثلاثة أيام، عاد بعدها يوم (الأربعاء) 4 مارس، وفي اليوم التالي (الخميس) اتصل بي صباحاً لأداء مهمة له تتمثل في إيصال زوجته وابنه إلى الميناء البري، لأنه يشعر بأعراض الملاريا..
*مقاطعة.. كم لديه من الأبناء؟
ــ لديه ابن واحد عمره (10) سنوات.
*تفضل بالمواصلة، ما الذي حدث بعدها؟
ــ بالفعل قمت بإيصال زوجته وابنه، وفي طريق عودتي اتصل بي طالباً إحضار عقار الملاريا معي، فقلت له هل قمت بالفحص، أخبرني بأنه لم يقم، ولكنه يعلم أعراضها، وبالفعل أتيته بالدواء، وبعدها لم أتابع معه إلى أن اتصل بي شقيقي ليخبرني بأنه سيقوم بالذهاب بـ”فيصل” إلى مستشفى الجودة، لأنه يعاني من التهاب في الصدر، وبالفعل ذهبوا للمستشفى، لكنها قامت بحجزه لمدة خمس ساعات لأنهم اشتبهوا به، وعقب ذلك طلبوا منهم الذهاب إلى الحجر الصحي في مركز (كورونا) بمستشفى الخرطوم، وبالفعل قاموا بحجزه، ومنعونا من مرافقته لحين ظهور النتيجة من معمل (استاك)، وأخبرونا بأن النتيجة سوف تظهر اليوم الثاني.
*كيف كانت حالته؟
ــ بصحة جيدة، وفي صبيحة اليوم الثاني اتصل بي أحد الأطباء يخبرني أن “فيصل” يريد عصاير، وبالفعل قمت بشرائها، وقاموا بإدخالها له، ومنعوني من الدخول لحين ظهور النتيجة، وفي الثانية والنصف ظهر يوم (الاثنين) اتصل بي الطبيب من الحجر، وهنأني بسلامة أخي وخلوِّه من (الكورونا)، وطلب مني الحضور لاستلامه رسمياً عقب استلامهم النتيجة، وذكر لي أنه عرف بسلامة أخي عبر الهاتف، وقال لي سوف نتصل بكم، وبالفعل حوالي الثالثة والنصف عصراً اتصلوا بي حتى أحضر لاستلامه وقد كان.
*ما شعوره وحالته وقتها؟
ــ كان سعيداً جداً بأنه لم يكن مصاباً بهذا المرض، وكان يمشي على قدميه.
*كان متعباً من الالتهاب أم ماذا؟
ــ كان ما يزال يعاني من الالتهاب، وتفاجأنا بأنهم داخل الحجر بدأوا معه علاجاً للالتهاب، لكنهم لم يكملوه، ولذلك عندما خرجنا للمنزل ذهب أخي إلى الصيدلية لإحضار العلاج، لكنهم رفضوا بذريعة أن المضاد الحيوي الذي كان يأخذه فيصل لا يصرف إلا بأمر من الطبيب، لأنه يؤخذ عبر الوريد، وتبرع الصيدلي بأن يصرف لأخي علاج (أموكلان) لكن “فيصل” رفض تناوله، قائلاً: (أنا أخذت علاجا بالوريد ولن أواصل إلا علاجا بالوريد).
*ما الذي حدث بعدها؟
ــ لم يحدث شيء انتظرنا حتى اليوم الثاني، وهو يوم الثلاثاء (10) مارس، اتصل “فيصل” بنفسه بابنة عمنا وهي طبيبة، وأخبرها بحالته، فقالت له صوتك متغير ويبدو أنك تعاني من نقص في الأوكسجين، وسوف أقوم بالحجز لك عند طبيب صدرية، بعدها اتصلت بي وطلبت مني إحضاره لها، ولم تلبث قليلاً حتى اتصلت بي مجدداً، وأخبرتني انها ستقوم لنا بالحجز عند الدكتور “علاء الدين” في مستشفى (الساحة)، وبعدها اتصلت مرة لتخبرنا أنها لم تجد حجزاً، وسوف تبحث عن حجز عند الدكتور “حمد الترابي”، ومرة أخرى اتصلت مجدداً بأنها لم تجد حجزاً، ولكنها قامت بالحجز لنا عند الدكتور “خالد غالب” في المركز الطبي الحديث وذهبنا إليه يوم (الثلاثاء) نفسه، لكن في وقت متأخر من الليل، وقام بالفحص وسأله عن ما إذا كان يعاني من استفراغ أو إسهال، ولم يجد شيئاً من هذا القبيل، وعقب الفحص أخبره أنه بحالة جيدة وضغطه جيد، ولكن قال إنه بحاجة لعمل صورة في الصدر، مع تنويمه بالمستشفى لأخذ المضاد الحيوي بالوريد، واقترح علينا إما مستشفى (الساحة) أو (سوبا) فاخترنا (الساحة)، ولكن لم نجد أسرَّة فارغة، فذهبنا إلى سوبا في صبيحة اليوم التالي، وهو يوم (الأربعاء) 11 مارس، بعد أن كتب لنا توصية لمسؤول العنابر الخاصة بتوفير غرفة في الجناح الخاص.
*مداخلة.. يومان والمريض بلا علاج كيف كانت حالته؟
ــ كانت جيدة، وكان يسير بقدميه، وقد كتب لنا دكتور خالد (بخاخ أزمة) عند اللزوم.
*ذهبتم إلى مستشفى سوبا.. ما الذي حدث؟
ــ ذهبنا إلى سوبا، وظللنا منذ الساعة الثامنة إلا ربعاً صباحاً وحتى الحادية عشرة في انتظار الطبيب أو وحدته، فلم يحضر أحد، حتى المسؤول عن العنابر الخاصة لم يحضر، وعندما ذهبنا لعمل الصورة للصدر وجدنا الجهاز لا يعمل، فاتصل “فيصل” بصديق له في مستشفى (دار العلاج) فطلب منه الحضور، وأخبره أنهم سيوفرون له غرفة، وعندما ذهبنا لم نجد جهاز التصوير يعمل، فعرجنا على مستشفى (يستبشرون) ووجدنا الجهاز يعمل، وآثرت في نفسي أن يظل أخي بالمستشفى نفسها، وقمت بالحجز عند طبيب الصدرية، وأخبرتهم أنه كان في غرفة الحجر للاشتباه في إصابته بـ(كورونا).
*كيف استقبلت إدارة المستشفى، صراحتكم معها؟
ــ في البداية توجسوا، لكنهم اقتنعوا عندما رأوا الفحص السالب من معمل (استاك)، وبعدها تم تنويمه بالطوارئ وإعطاؤه أوكسجيناً لحين حضور الطبيب، وفي العصر حضر الطبيب، وقام بالكشف عليه، لكن المدير الطبي رفض إعطاءنا غرفة لحين التأكد من صحة المستند، ولم يقتنع إلا بالاتصال بمعمل (إستاك).
*معنى ذلك أن شقيقك لم يخضع للعلاج إلا في وقت متأخر من ليل (الأربعاء)؟
ــ نعم.. تركناه بصحبة زوجته، بعد أن اطمأننا عليه، وفي صباح (الخميس) اتصلت بي الزوجة في السابعة صباحا لتخبرني أن نبضات قلب فيصل ضعيفة، والأطباء يخضعونه الآن للصدمات الكهربائية، فأخبرتها أنني في الطريق، وعندما وصلت المستشفى وجدتهم مازالوا يسعفونه، وبعدها أخرجونا من الغرفة، وحوالي الثامنة والربع صباحاً أخبرونا بالوفاة.
*توقعت الوفاة؟
ــ عندما وجدتهم ينعشون القلب بالصدمات والأيدي توقعت أن يتوفى.
*حتى هنا ووزارة الصحة بعيدة تماماً، ما الذي حدث حتى تتحول حالة الاشتباه إلى تأكيد؟
ــ ونحن في طريقنا إلى المنزل حاملين الجثمان اتصل بي شخص من وزارة الصحة الاتحادية، وقال إنه من طرف ابنة عمنا الطبيبة، وأنهم يريدون أخذ عينة من المتوفى، وقلنا لهم حاضر، وأخبرت الناس أن يقوموا بتأخير الغسل والتكفين.
*من الذي اتصل من الوزارة؟
ــ قال إنه الدكتور “عبد الله” من قسم الوبائيات.
*ولماذا أخطرتهم ابنة عمك، وهي التي كانت قبل الوفاة تساعدكم في إيجاد حجز لكم عند طبيب؟
ــ لا ندري والله .. وهذا الأمر أدهشنا.
*لماذا وافقتم على أخذ عينة من الجثمان؟
ــ للاطمئنان. وبالفعل أتوا وأخذوا عينة عند العاشرة صباحاً وأخطرونا أن نتيجة العينة ستظهر بعد (4) ساعات.
*ماذا فعلتم بعدها؟
ــ غسلنا وكفنا الجثمان، وعند الواحدة ظهراً كانت الصلاة بمسجد السيد “علي الميرغني” ودفناه بمقابر السيد “المحجوب” ببحري.
* هل النتيجة ظهرت في موعدها؟
ــ عقب الدفن وفي حوالي الثانية والنصف ظهراً اتصلت بالدكتور “عبد الله” وطلب مني ساعتين إضافيتين، فأمهلته ساعتين ونصفاً، ولكنه لم يرد على اتصالاتي وحاولت مرة أخرى ولم يتصل، وبعدها انشغلت بالمعزين، وفي حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً من يوم (الخميس) نفسه اتصلت أنا على دكتورة “جيهان” في معمل (إستاك) واستفسرتها عن النتيجة، فأخبرتني أنها لم تجهز بعد لانقطاع التيار الكهربائي، وأخبرتني أن وزير الصحة الدكتور “أكرم” بنفسه قائم على أمرها، فطلبت منها إخباره بأني “أسامة إلياس” شقيق المتوفى، وأريد التواصل معه.
*لماذا طلبت هذا الطلب؟
ــ دكتور “أكرم” دفعة دراسة، وكنت أريد معرفة ما حدث.
*اتصل بك؟*
ــ نعم.. بعد نصف ساعة، وأخبرته بكل التفاصيل، وقال لي هناك تقصير، و وعدني بمحاسبة المقصرين.
*ونتيجة العينة؟
ــ لم يخبرني بما حدث فيها، حتى تفاجأت في صبيحة (الجمعة) بالإعلان عن أول حالة وفاة (كورونا)، وتفاجأنا أكثر بحديث الوزير بأنه تم أخذ عينة من أهل المتوفى وكل المقربين، وهذا لم يحدث.
*لم يتم فحصكم حتى الآن؟
ــ حتى اللحظة التي أتحدث فيها معك، لم يأت أحد من وزارة الصحة، لفحصنا أو لفحص زوجته وابنه.
*من الذي يكذب؟
ــ وزارة الصحة كلها .. تكذب.
*هل حاولت الاتصال بالوزير؟
ــ نعم لكنه لم يرد على اتصالي.
*في تصريحات سابقة لك ذكرت أنك ستقاضي وزير الصحة؟
ــ نعم سنقوم بمقاضاة وزارة الصحة، وكل من سوّلت له نفسه نشر كتابات سالبة في الوسائط الاجتماعية، لدينا إجراء قانوني سنفصح عنه لاحقاً.. جميع أصدقاء المرحوم المستشارين القانونيين سيقومون بذلك.
*ما هو الدافع برأيك للوزارة في الإقدام على خطوة الإعلان عن (كورونا) في السودان؟
ــ الحكومة الآن تعاني من شح في الوقود والإمداد الكهربائي والخبز، وتريد إلهاء الناس عن هذه الأزمات، ليكون شقيقي المرحوم هو الضحية، وحولت المؤتمر الصحفي لمجلس الوزراء حتى تتلقى دعماً من منظمة الصحة العالمية، على حساب أخي المرحوم.