المؤتمر السوداني.. الراهن السياسي وتطلعات الحزب
سنار- سفيان نورين
أنهى حزب المؤتمر السوداني جولة “مكوكية” إلى ولاية سنار امتدت لأربعة أيام، طاف خلالها الحزب بقيادة رئيسه المهندس “عمر الدقير” وعدد من القيادات مدن ومناطق (سنجة، الدندر، اللكندي، أبونعامة، قوز بلعو، ود النيل، أم حجر، منطقة سكر سنار) التي شهدت عدداً من اللقاءات الجماهيرية بشأن الوضع الراهن. ووقف الحزب خلال الزيارة على هموم وقضايا إنسان الولاية الذي احتشد لحضور تلك اللقاءات والدفع بشكاوى (شفاهة) لرئيس الحزب “الدقير” القيادي بقوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية لحكومة الثورة.
تحديات المرحلة
وفور وصول التقى رئيس الحزب المهندس “عمر الدقير” بلجان المقاومة وتجمع المهنيين بمنطقة “سكر سنار”، وحيا نضالات لجان المقاومة وتجمع المهنيين على كل الأدوار التي يقومون بها منذ انطلاق الثورة حتى الوصول لمؤسسات الحكم الانتقالي، شارحاً التحديات والصعوبات التى تواجه حكومة الثورة.
أصوات ثورية
وفي أول لقاء جماهيري، لـ”عمرالدقير”، في ندوة سياسية بنادي الشعلة بمدينة سنار، تعالت فيها الهتافات الثورية التي تمجد الثورة وتناهض نظام الحكم البائد، كما قدمت عدد من الأعمال الفنية بمشاركة الفنان “أبوبكر سيد أحمد” وفرقة أطفال المزاد.
قضية مفتاحية
بدأ “الدقير” حديثه بقضية السلام، مؤكداً أنه قضية مفتاحية لعبور الوطن إلى بر الأمان. وانتقد تصريحات وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة “فيصل محمد صالح” التي قال فيها: (نحن ما عايزين نتخذ خطوات تجهض السلام، حنمد حبال الصبر لكن للصبر حدود)، مبيناً أن هذه اللغة لا تليق بحكومة الثورة، مشدداً بضرورة الصبر على السلام، ومد حبال التواصل لحين إيجاد الحل. كما تحدث رئيس الحزب بالولاية “سليمان الماحي” عن تحديات الفترة الانتقالية، وأهمية تحقيق السلام.
وأشار “الدقير” إلى أن شعار الثورة (تسقط بس) ليس المعنى به إسقاط النظام في شخوص قياداته التي في كوبر فقط، وإنما إسقاط المفاهيم الخاطئة، مقراً بصعوبات معيشية طاحنة تواجه المواطن، لكنه أكد أن المسيرة ماضية، وأن الوضع مدعاة لشحذ المزيد من الإرادة لعبور الوضع الاقتصادي المتأزم.
سلوك كيزاني
بدوره شدد القيادي بالحزب “خالد الحسن” بضرورة التغيير الاجتماعي لهزم مشروع نظام الإنقاذ البائد وترسيخ مبادئ وقيم الدولة المدنية بتكامل أدوار مؤسساتها، لافتاً إلى أن التغيير يبدأ من السلوك الشخصي، ومحاربة فكرة الجشع والأنانية والعنصرية، واصفاً ذلك السلوك بـ”الكيزاني” الذي يجب محاربته .
الشهيد (سوميت)
توقف رئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير” والوفد المرافق له في طريقه لولاية سنار، بمنزل الشهيد “ميرغني محمود النعمان” (سوميت) بمدينة الحصاحيصا لزيارة أسرته، وكان في استقباله والد الشهيد “محمود النعمان” وأفراد الأسرة الذين رحبوا بالزيارة. وتناول “الدقير” جانباً من سيرة وعطاء الشهيد، لافتاً إلى أن دماء الشهداء ونضالاتهم تُعد مهر الحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني، مؤكداً أن العدالة أساس لعملية السلام، وأن دماء الشهداء التي بذلت من أجل الحرية والديمقراطية لن تذهب سُدىً .
شكاوى مواطنين
وفي أولى محطات اليوم الثاني للزيارة، عقد الحزب لقاء تنويرياً بمنطقة (قوز بلعو) التابعة لوحدة ود “تكتوك”، دفع خلالها مواطنو المنطقة بعدد من المطالب المتعلقة بالخدمات التي يفتقدونها، ويجدون صعوبة في الوصول إليها، مشيرين إلى أنهم يفتقدون إلى ابسط الخدمات الأساسية من المياه والخبز والدواء والكهرباء، كما شكا مزارعو مشروع السوكي من صعوبات تواجه عملهم وتحول دون الإنتاج.
ووعد “الدقير”، بحل قضايا المنطقة عبر اللجنة المختصة بين قوى الحرية والتغيير وحكومة الفترة الانتقالية، متعهداً بمزيد من الزيارات للوقوف على أوضاع المواطنين والاستماع إلى شكواهم .
زراعة الفتن
وبمنطقة “أم حجر” احتشدت أعداد ضخمة من المواطنين بمختلف فئاتهم لحضور اللقاء الجماهيري لرئيس حزب المؤتمر السوداني الذي تم تكريمه من قبل مواطني المنطقة على زيارته لولاية سنار ومجهوداته في الثورة التي أسقطت النظام السابق، ورصدت (المجهر) حضوراً كبيراً للجان المقاومة في اللقاء دون المناطق الأخرى .
وخلال مخاطبته الحشد الجماهيري، أوضح “الدقير” أن الثورة قامت لينعم الأطفال والشباب والكهول بحياة كريمة تليق بهم كشعب يستحق أن لا يعاني، مشيراً إلى أن لجان المقاومة كانت كلمة السر في مواجهة النظام الباطش، وآلته القمعية لانتزاع حريتهم وكرامتهم، لافتاً إلى أن تحقيق السلام والتنمية الاقتصادية والحقوق الأساسية من أهم أهداف الثورة، متهماً النظام البائد بزرع الفتن وإشعال فتيل الحروبات التي حصدت أرواح الملايين من أبناء الشعب الواحد، مؤكداً أن الحكومة تعمل على إخماد النيران من خلال تحقيق السلام. وشدد على أهمية التعايش السلمي والتسامي عن الصغائر لصالح مصلحة الوطن.
محاكمة الوالي
وفي أول جولات اليوم الثاني للزيارة، عقد الحزب لقاءً تنويرياً بمنطقة “أبو نعامة” خاطبها رئيس الحزب، وتحدث عبرها مواطنو المنطقة عن المشاكل والقضايا يتواجه المنطقة، بجانب الفساد الذي ضرب مشروع الكناف، مطالبين لجنة ازالة التمكين بمحاكمة والي الولاية الأسبق “أحمدعباس” لارتكابه جرائم فساد إداري بمشاريع ومؤسسات بالولاية.
وفي رده على أسئلة المواطنين، أكد رئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير” أن مسألة التهميش التنموي التى كان ينتهجها النظام السابق قد انتهت، وأن حكومة الثورة من أولوياتها عملية التنمية المستدامة في جميع المناطق وعلى كل المستويات التعليمية والصحية وغيرها، داعياً الحكومة للتسريع في عملية تكوين مفوضية إصلاح الخدمة المدنية حتى تشرع في مهامها، وإكمال هياكل السلطة الانتقالية بتعيين الولاة المدنيين والمجلس التشريعي.
وأوضح “الدقير” أن الهدف من الجولة هو التواصل مع الناس في أماكنهم ومعرفة أولوياتهم ومشاكلهم، والمساهمة معهم في حلها لينعم السودانيون بالحياة الكريمة التي تليق بهم .
كلية أبونعامة
وعقب اللقاء التنويري زار وفد المؤتمر السوداني كلية “أبو نعامة” التي استقبلته بحفاوة كبيرة، وتحدث رئيس الحزب عن دور الجامعات في عملية التنوير والوعي والتفاعل مع المجتمع عبر خلق كادر مؤهل ومثقف يستطيع التفاعل مع المجتمع.
ووصف “الدقير” عملية التغيير بالعمل الممتد الذي لا ينتهي بإسقاط النظام المباد، وإنما يتعداه إلى ميادين أخرى على مستوى الفكر والثقافة والوعي واستغلال البحث العلمي والمعرفي لمواجهة الفقر والجهل، واصفاً عملية التغيير الحقيقية بالتغيير المفاهيمي في الحرية والسلام والعدالة، مناشداً إدارة الجامعة بالاهتمام في الاستثمار بالبحث العلمي وتوظيف المعرفة لمواجهة الفقر والجهل.
مساندة الحكومة
وشهدت مدينة ود “النيل” ثالث لقاء تنويري، تحدث فيه رئيس الحزب عن السلام والوضع المعيشي وتحقيق العدالة، وقدم عبره شرحاً عن الوثيقة الدستورية وتحديات الفترة الانتقالية والبناء التى وصفها بـ(الكبيرة)، مؤكداً مساندة الحزب لحكومة الثورة وتصويبها في حالة الخطأ، وزاد: (نحن لا نتنصل من الحكومة، وفشلها يعني فشلنا جميعاً، لذلك ندعمها حتى تحقق أهداف الثورة)، مقراً بصعوبة الأوضاع الاقتصادية، وأرجع السبب للخلل الذي خلفه النظام السابق في جميع المفاصل المختلفة للدولة .
واحتضنت مدينة سنجة لقاء سياسياً حاشداً خاطبه رئيس الحزب بالولاية “الماحي سليمان” وعضو الأمانة السياسية “خالد الحسن”، تناول اللقاء تحديات الفترة الانتقالية وقضايا السلام والاقتصاد والعدالة، كما شهدت مدينة “الدندر” لقاء تنويرياً حول الفترة الانتقالية وملفات السلام والعدالة والوضع الاقتصادي .