{ في منتصف شهر فبراير الماضي، نجحت السلطات الأمنية في القاء القبض على أفراد خلية إرهابية تقيم بمنزل بالحاج يوسف الردمية، وضبطت بحوزتهم عبوات وأحزمة ناسفة ومواد كيميائية وأجهزة إلكترونية وخرائط لبعض المدن السودانية، قيل إنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، وأحد المتهمين سجل اعترافاً بتلقيه تدريبات على صناعة وتركيب المتفجرات، وأنه تم إرساله وبقية أعضاء الشبكة للسودان عن طريق التهريب بجوازات سفر سورية مزورة، وصلوا الخرطوم قبل (6) أشهر، وظلوا خلال هذه الفترة في اجتماعات متنقلة بين مدن ولاية الخرطوم الثلاث، وأن هدفهم تنفيذ عمليات تفجيرية داخل السودان، وحينها رجل الشارع البسيط بحسه الأمني المتواضع، وبعد ضبط الخلية التي تدعو إلى القلق، وتنذر بالخطر توقع بأن هذه الخلية التي تم كشفها لن تكون هي الوحيدة التي دخلت البلاد لذات الهدف الإرهابي، وحينها المنطق يقول يجب على الجهات الأمنية المختلفة أن تتحسب لما هو قادم، وتتوقع وجود عناصر إرهابية أخرى وخيوط تتشابك مع تلك الخلية بخلايا حائمة وخلايا نائمة، ولكن يبدو أن السلطات الأمنية هي الأخرى ظلت نائمة، ولم تفق إلا بدوي التفجيرات التي استهدفت موكب رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” صباح أمس عند مدخل (كبري كوبر)، ولولا ستر رب العالمين ولطفه لوقعت الكارثة التي قصد بها ضرب ثورة ديسمبر في مقتل، عبر اغتيال أمل الشعب السوداني الرجل الوطني الأصيل والنزيه والعفيف “عبد الله حمدوك”.
{ ومع تطاير نيران وشظايا ودخان وغبار تفجيرات الغدر التي أدخلت السودان ولأول مرة في مربع العمليات الإرهابية يتصاعد سؤال مهم للغاية، ألا وهو إلى متى سنكون في غفلة واستكانة لا نشعر بالخطر القادم ولا ننتبه للكارثة إلا بعد وقوعها؟ .
{ وضوح أخير :
{ أخيراً نقول إن هذه العملية الإرهابية الأولى من نوعها التي هزت كل العالم بقبحها لن تخيف أهل السودان، ولن تهز فيهم شعرة، ومهما حصل ستظل الثورة ماضية في تحقيق أهدافها السامية في الوصول لسودان العزة والكرامة والعدالة .
{ ومثلما قال رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” بالأمس في رسالة طمأن بها الشعب السوداني (ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي)، الثورة محمية بسلميتها وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام .
م/ الصادق