ربع مقال

آلية حميدتي ..آخر سهام قحت..!!

د. خالد حسن لقمان

شيء أكثر من مضحك .. الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة و الوزراء وممثلي قوى الحرية والتغيير والذي عقد في ليلة (الخميس) الماضي ( وما إدراك ما الخميس الذي استعاد عافيته القديمة رقصاً وطرباً ومجوناً ) .. خرج هذا الاجتماع بقرار يقضي بتكوين ما أسماه آلية لمعالجة الأزمة الاقتصادية .. أتدرون ممن شكلت هذه الآلية ..؟ .. الفريق أول “محمد حمدان دقلو” المعروف بـ( حميدتي ) والذي يشغل نائب رئيس مجلس السيادة – رئيساً – الدكتورة “مريم الصادق المهدي” (ابنة السيد الإمام الصادق المهدي ) مقرراً – السيد ” محمد الفكي” – عضو مجلس السيادة عضواً – وأعضاء آخرين هم : وزير المالية / وزير الطاقة والتعدين / وزير التجارة والصناعة / وزير الزراعة / وزير الصحة / وزير الري / وزير الثروة الحيوانية / وكيل وزارة العدل / هذا بالإضافة إلى عدد سبعة من قوى الحرية والتغيير منهم “علي الريح السنهوري وإبراهيم الشيخ” .. تصوروا .. ؟؟!!! .. هذه هي اللجنة التي أسميت بآلية معالجة الأزمة الاقتصادية ..!!! .. إذاً الآن أدعوكم شاكراً استبعاد نائب رئيس مجلس السيادة و “محمد الفكي” عضو المجلس .. ما الذي ترونه على بقية أعضاء هذه الآلية ..؟؟ .. نعم هذا هو مجلس الوزراء الذي يمثل مع بقية أعضاء الآلية ( وبدون حميدتي ومحمد الفكي ) الحكومة التنفيذية بمكونها الحزبي ممثلاً في قوى الحرية والتغيير وهؤلاء جميعاً من المفترض علينا أن نعتقد إذا كان لا زال في دماغنا بقية عقل ( أنهم من يمثلون هذه الحكومة التنفيذية المختارة والمرشحة من قوى الحرية والتغيير بجانب حفنة من أعضائها ) وبالتالي فهم الآلية الدائمة المنعقدة أصلاً ومنذ حوالي الأربعة أشهر لتدبير حال البلد الاقتصادي والخروج به إلى بر الأمان وإن كان هنالك من ينقص من هذه الآلية فهو السيد “حمدوك” – رئيس مجلس الوزراء الذي قدر له ( عمداً ) أن يغيب عن هذه اللجنة ليشعر من يرأسها بأن المقود والدفة بيده هو وحده ليقوم بإنقاذ المركب من الغرق وهو إجراء فيما يبدو قد أشار به طبيب له علاقة بالجانب السايكولوجي لبني البشر ..!! .. بالله أليس هذا أمر مضحك بسذاجته ..؟؟ .. يعني كل هذه الآلية فقط المعني بها “حميدتي” الذي يسمع الآن نداء الاستغاثة الذي ألمح إلى أنه سيسمعه قريباً وذلك عندما قال في أحد تصريحاته الجماهيرية بأننا ( شايفين الوضع الاقتصادي الصعب ولما جينا ندخل يدينا للمساعدة قالوا لينا انفضوا أيديكم نحن بنصلحها برانا .. أهه .. خلاص نفضنا أيدنا نحن شيلوا شيلتكم انتو .. ) .. أو كما قال السيد “حميدتي” الذي عليه الآن أن يجتهد وهو رئيس هذه الآلية مع أصدقائه في الإمارات والسعودية لتحريك القروض المجمدة وبقية المساعدات اللازمة حتى لا يحدث الانهيار التام الذي يحذر منه الاقتصاديون المراقبون للوضع ..!! .. شيء بالفعل مضحك .. يا “حميدتي أنجدنا” .. هذا هو النداء مجرداً من أي آلية ولا يحزنون .. يعني بدلاً من أن تقوم قوى الحرية والتغيير بتغيير هذه الحكومة فوراً والتماس صيغة سياسية جديدة مع بقية القوى السياسية بالبلاد وصولاً لميثاق وطني جامع لتنقذ به الوضع المتأزم بالبلاد والذي اختنق الآن تماماً .. هاهي ترمي بآخر سهامها في فضاء معتم لا يرتد منه سوى الصدى صارخة برجاء يملأه عجز وأمل يدفع يأس : يا حميدتي أنجدنا .. يا حميدتي أنجدنا .. يا حميدتي أنجدنا .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية