تقارير

مبادرة الشيخ “الياقوت” .. حراك مجتمعي جمع كل الفرقاء من أجل للسلام

انطلقت أمس بقاعة الصداقة وخاطبها قادة الحركات من جوبا

الخرطوم ـ محمد على كدابة
بصورة لافتة وجدت مبادرة العارف بالله الشيخ “الياقوت” لجمع الصف الوطني والسلم المجتمعي التي انطلقت فعإلىاتها أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم تأييداً واسعاً من كل مكونات الطيف السياسي والمجتمعي بعد أن شهدت التفافاً كبيراً من معظم القوى السياسية في السودان، تقدمتها حركات الكفاح المسلح وقوى الحرية والتغيير ، وباركتها الحكومة الانتقالية عبر مجلسي السيادة و الوزراء.
ودشنت أمس مبادرة الشيخ “الياقوت” تحت عنوان “نحو وطن يسع الجميع” بحضور عضو مجلس السيادة الناطق الرسمي باسم المجلس “محمد الفكي سليمان” ووزير مجلس الوزراء السفير “عمر مانيس” وممثل نائب رئيس المجلس الانتقالي “محمد حمدان دقلو”، اللواء “نور الدين عبدالوهاب” وممثلين من قوى الحرية والتغيير “مريم الصادق” و”إبراهيم الشيخ” وعدد من القوى السياسية و رجالات الطرق الصوفية والإدارات الأهلية وتأتي المبادرة بحسب المتحدثين في ظرف أحوج من تكون البلاد إلىه للم شمل الصف الوطني عبر مبادرة أهل التصوف، ويرى الكثيرون أن الطرق الصوفية لازالت تقوم بأعباء عملها المجتمعي الرائد للذود عن حمى الوطن للتوصل للتسامي على المصالحات الوطنية.
ولأول مرة تجتمع حركات الكفاح المسلح على مبادرة سودانية لوحدة الصف الوطني لأجل رد التحية بأحسن منها بحيث أن حركات الكفاح المسلح تضع اعتباراً لكل ما يطلقه الشيخ “الياقوت” من مبادرات لعزمها واعتقادها في صدق نيته وعزيمته في تحقيق الهدف المنشود بعيداً عن الأجندات والمواقف الذاتية .
ودعت مبادرة الشيخ “الياقوت” إلى توطين الحلول وعرض القضايا الكبرى على الشعب وعدم النيابة عنه، وطالبت بضرورة جعل السلام أولوية والممازجة في تحصيله بين الجهد الرسمي والمجتمعي والتركيز على الحلول الحقيقية والابتعاد عن الحلول التكتيكية والبرغماتية غير الحميدة، وشددت على قيام مصالحة وطنية شاملة تستصحب الكوديسا الجنوب أفريقية للتوصل لحل يفضي لجعل حلم التبادل السلمي واقعاً والسلام دائماً.
وقال الشيخ “محمد الشيخ الياقوت” إن البلاد تبحث عن سلام يزيل تباين المواقف الوطنية ويؤدي إلى إعلاء روح التوحد والعمل بإخلاص وتفانٍ في خدمة الوطن .
وأشار إلى أن البلاد تحتاج إلى الرجال العاملين الغيورين على الوطن ليحققوا السلام المنشود . وأضاف “محمد” متحدثاً إنابة عن والده الشيخ “الياقوت” أن السلام المنشود يرجى منه إزالة الفوارق الاجتماعية بين كل المكونات في البلاد والتعبير عن الوحدة الوطنية . وتأتي مبادرة الشيخ “الياقوت” لوحدة الصف الوطني تحت شعار (نحو وطن يسع الجميع) وتقوم فكرة المبادرة وأهدافها على جمع أهل السودان على كلمة سواء.
المتحدث الرسمي باسم الشيخ “الياقوت” د. “ياسر عبدالله” أكد أن مبادرة الشيخ “الياقوت” لوحدة الصف الوطني غير مسيسة وهي حراك مجتمعي مجرد لعملية السلام ولا يبحث فيها عن قيمة إضافية من هذا العمل بل تاريخه ناصع تجاه الدعوة والأعمال الجليلة، موضحاً أن المبادرة تسعى بأن تكون المواطنة لكل سوداني نحو وطن يسع الجميع، مشيراً إلى أن المرحلة التي تمر بها البلاد تحتاج أهل الرأي والمكانة للتحرك لمصلحة السودان وهي فرض عين، قائلاً إن المبادرة تستهدف الكليات وتقدم بدائل واستشارات للوصول لسلام دائم محروس بعدالة وبإرادة الشعب وإذا طلب منها العون فهي جاهزة في أي مرحلة.
الفكي
عضو مجلس السيادة الناطق الرسمي باسم المجلس “محمد الفكي سليمان” أعلن ترحيب المجلس بالمبادرة وأكد فاعليتها ، وقال إن مبادرة الشيخ “الياقوت” تأتي في وقت السودان أحوج ما يكون إليها لأجل توحيد الشعب وتماسكه ، مؤكداً أهميتها في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، وقال هذه المبادرة جاءت لتزيح الظلم الذي حدث في السنوات السابقة داعياً إلى الابتعاد عن التشفي والانتقام .
مانيس
فيما قال وزير مجلس الوزراء السفير “عمر مانيس” إن مبادرة الشيخ “الياقوت” أتت في أحلك الظروف ووصفها بأنها بصيص أمل لوحدة الصف الوطني باعتبارها تدعم مفاوضات السلام الجارية في جوبا وأشار إلى برنامج الحكومة الانتقالية قائم على عشر أوليات في صدارتها السلام.
وأبدى اللواء “نور الدين عبدالوهاب” ممثل قائد الدعم السريع سعادته بالمبادرة التي وصفها بالوطنية ، وقال إنها أتت من العمق الصوفي الحقيقي الذي هو أصل وقيم الشعب السوداني، وأعلن تأييد “حميدتي ” للمبادرة باعتبارها داعماً لمفاوضات السلام وجامعة للطيف السياسي بكل مكوناته .
مريم الصادق
ممثل قوى الحرية والتغيير وممثل الإمام “الصادق المهدي”، “مريم الصادق المهدي” أعلنت عن ترحيب قوى الحرية والتغيير بالمبادرة، وأكدت وجود إجماع عليها من جميع مكونات قوى الحرية والتغيير، وقالت لا غرابة في أن يجمع الشيخ “الياقوت” أطياف السياسة في مبادرة والسودان في حاجة ماسة لها، وأكدت التعامل معها بصدق واحترام وأشارت إلى أنها تدعو للانفتاح الكامل للتعاون للخروج إلى براحات السلم المجتمعي.
رئيس الجبهة الثورية
وخاطب قادة حركات الكفاح المسلح احتفال تدشين مبادرة الشيخ “الياقوت” عبر الهاتف من جوبا، مؤكدين دعمهم للمبادرة والوقوف خلف الشيخ “الياقوت” لرد التحية بأفضل منها وذلك تقديراً لموقفه في احتواء أزمة طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا التي اعتصم فيها الطلاب بمسيده هناك.
وناشد رئيس الجبهة الثورية دكتور “الهادي إدريس”، الشيخ “الياقوت” بتوظيف علاقاته الدينية لدعم المفاوضات الجارية بين الحكومة والجبهة الثورية للتوصل لسلام شامل يدفع بالعملية التفاوضية في جوبا وأن يكون جسراً للتواصل بينهم.
عبدالواحد نور
رئيس حركة جيش تحرير السودان “عبدالواحد محمد نور” شن هجوماً لاذعاً على قوى الحرية والتغيير واتهمها بإدخال المصالح الحزبية التي حركت مسار الثورة ،وقال إن الشيخ “الياقوت” ظل يقدم المبادرات الوطنية بجهود الزاهدين العارفين وحل مشاكل البلاد دون من أو أذى، وأعلن عن مبادرة لحركته مكملة لمبادرة الشيخ “الياقوت” سيتم إعلانها قريباً، ودعا القوى السياسية لعقد اجتماع عام يضم كل مكونات الثورة، وقال إن قوى الحرية والتغيير تهافتت على السلطة وجلست مع المجلس العسكري الانتقالي وفاوضته وقطعت الطريق أمام أهداف الثورة.
جبريل إبراهيم
فيما رحب رئيس حركة العدل والمساواة السودانية د. “جبريل إبراهيم” بالمبادرة باعتبار أن الطرق الصوفية توحد الصف الوطني من خلال الخلاوي، وقال من يريد التثبت عليه الزيارة للخلاوي في همشكوريب في شرق السودان وخلاوي الشيخ “الياقوت” وغيرها من الخلاوي، وأشار إلى أنها تذوب الفوارق بحيث لا يتفاضل فيها الناس باللون والعرق، وقال إن المبادرة هي دوحة السلام التي يتطلب تنفيذها، وأكد وجود إرادة سياسية بين أطراف التفاوض .
وجدد رئيس وفد حركة جيش تحرير السودان بقيادة “مني اركو مناوي” العزم بأنهم لا يبارحون منصة التفاوض في جوبا دون الوصول لسلام شامل يحفظ البلد وسلامته .
فيما دعا ممثل أساتذة جامعة الخرطوم بروفيسور “منتصر الطيب” إلى الإسراع في تشكيل الحكم المحلي، وقال لن تستقيم الأمور ولن تنجلي الأزمات إلا بتشكيل الحكم المحلي، وأعلن “الشريف صديق الهندي” تأييده الكامل لمبادرة الشيخ “الياقوت”.
ويعد الشيخ “الياقوت” أحد القيادات الصوفية أصحاب المبادرات الذي يمثل الوسطية وظل يدعو لها ويقدم المبادرات حيث له مواقف مشهودة تمثلت في موقفه من اعتصام طلاب جامعة أفريقيا 2003م، ومبادرة الحوار الوطني مع اتحاد عمال السودان التي لم تبلغ غاياتها بسبب تعامل النظام السابق معها بعدم جدية، فضلاً عن مبادرته لحل أزمة طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا التي انتهت في 2020 م بصلح بين أولياء دم أسرة الشرطي “معتز الهدع” وأسرة الطالب “أبو بكر يوسف” من جامعة بخت الرضا، والذي كاد أن ينفذ فيه حكم الإعدام .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية