المهندس "مكاوي محمد عوض": أحداث شعبان 1973 باقية في ذاكرتي.. وكنا نحرض المواطنين على المظاهرات
المهندس “مكاوي محمد عوض” ارتبطت سيرته بعدد من المهام التي كلف بها.. وعرفه الناس شعلة من النشاط والإنجاز.. حاولنا أن نتعرف عليه من قرب.. مولده ونشأته ودراساته ومحطات مهمة في حياته.. أيام الفرح التي عاشها وأيام الحزن.. هواياته والفرق التي يحرص على تشجيعها.. ومتى التحق بالحركة الإسلامية.. وغيرها من الأسئلة تجدونها مع إجاباتها في هذا الحوار القصير:
{ با شمهندس.. نبدأ بالمولد والنشأة؟
– المهندس “مكاوي محمد عوض”، من مواليد قرية (أقجا) شمال دنقلا في 20/10/1950، والدتي من دنقلا ووالدي أصوله من منطقتين، والده من منطقة المحس، ووالدته من جزيرة بنارتي دنقلاوية.. درست المرحلة الأولية بدنقلا جزيرة بنارتي والثانوي بدنقلا، ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية الهندسة وحصلت على درجة الماجستير من إنجلترا في عام 1982م.
{ ما هي أول محطة عملت بها بعد تخرجك من جامعة الخرطوم؟
– كانت بالهيئة القومية للكهرباء، ومن ثم انتقلت للعمل بمحطة خشم القربة والدمازين ودنقلا وسنار، ومن ثم انتقلت للعمل بمصنع النسيج السوداني.
{ وما هو السر في هذا التحول؟
– وقتها بدأ إخواني يفدون إلى مطار الخرطوم بغرض الدراسة، وكان لا بد من موقع تتوفر فيه موارد مالية أكبر من الهيئة، لذلك انتقلت إلى مصنع النسيج، حيث تتوفر موارد مالية أكبر تساعدني على إعانة إخوتي.
{ والمحطة الأخرى بعد مصنع النسيج؟
– ذهبت في بعثة دراسية إلى إنجلترا، وبعد عودتي التحقت بالمجلس القومي للبحوث ولم أمكث طويلاً، وغادرت إلى المملكة العربية السعودية، والسبب أيضاً زيادة الدخل المادي، وعملت في مجال الكهرباء بمنطقة الباحة جنوب الطائف، ومع بداية الإنقاذ عدت إلى السودان والتحقت بسلك التعليم، حيث عملت بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كمحاضر، إلى أن أصبحت نائب بروفيسور ورئيساً لقسم الكهرباء، ومن ثم عدت مرة أخرى إلى الهيئة القومية للكهرباء وشغلت منصب مدير الإدارة العامة للتوزيع، ثم مديراً للإدارة العامة للمبيعات، ثم مديراً للإداريين، ثم مديراً للإدارة العامة للهندسة والتشغيل، وفي عام 1999م تم تعيني مديراً عاماً للهيئة القومية للكهرباء.
{ نتوقف عن هذه المحطة.. خلال الفترة التي عملتم فيها.. كيف ترى تطور الكهرباء؟
– احتياجات العاصمة من الكهرباء متسارعة، فبعد أن كان المواطن يطلب عدد ثلاثة خطوط هناك جهات صارت تطلب محطات كاملة.. وبرج الفاتح والإضافة الجديدة لقاعة الصداقة يحتاجان الآن إلى ثمانية ميقاواط، وهذه الطاقة لا تستهلكها مدينة دنقلا بمفردها.
{ إذا عدنا للماضي ما هي الهوايات التي كنت تمارسها؟
– السباحة، وكنا نقطع النهر شرقاً وغرباً بجانب قليل من كرة القدم.
{ وما هي الفرق التي كنت حريصاً على تشجيعها؟
– أنا هلالابي على السكين وعندما كنت بالصحافة كنت أتولى الإشراف على رابطة الصحافة شرق وفريق الأمل.
{ السياسة كالرياضة في السودان إلى أي تيارات كنت تنتمي؟
– التحقت بالحركة الإسلامية منذ أن كنت طالباً بدنقلا الثانوية، ووقتها مدرسة دنقلا لم يكن بها إلا الإخوان وقليل من القوميين العرب.
{ ومن الأساتذة الذين ما زالت تذكرهم؟
– أذكر الأستاذ “الدولب” وهو من قيادات الحركة الإسلامية بدنقلا وقتها.
{ ومن زملاء الدراسة؟
– كثر ، ولكن أذكر الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” وزير الخارجية والمهندس “خالد علي خالد” مدير عام الهيئة القومية للمياه.
{ وزملاء الدراسة بجامعة الخرطوم؟
– نحن الدفعة التي تخرجت في عام 1975 وأذكر من الزملاء “مجذوب الخليفة” و”جلال الدقير” و”أحمد بلال” والدولة تدار الآن بواسطة معظم خريجي 1975م.
{ أحداث ما زالت باقية بذاكرتك؟
– أحداث ثورة شعبان 1973 واحتلال جامعة الخرطوم. وشعبان كانت للتحرير والإخوان بقيادة “أحمد عثمان مكي”، حاولوا أن تكون شبيهة بأكتوبر.
{ ولماذا فشلت شعبان؟
– ربما لاختلاف الأحزاب وقتها، وربما لقوة النظام لأن النظام المايوي لم تمر عليه وقتها عدا أربع سنوات.
{ ومتى اعتقلت؟
– في شعبان 1973م.
{ أين كنت وقتها؟
– كنا نحرض المواطنين على المظاهرات بالمحطة الوسطى الخرطوم.
{ ومن الشخصيات التي كانت معك في المعتقل؟
– البروفيسور “عبد الرحيم علي”، و”ميرغني النصري” نقيب المحامين و”جعفر ميرغني”.
{ وماذا استفدت من السجن؟
– حفظت قدراً كبيراً من القرآن ودرست الفقه.
{ ومن أيام الفرح التي عشتها؟
– نجاح ثورة الإنقاذ، أما على الصعيد الشخصي فكل نجاح دراسي كان يمثل بالنسبة لي يوم فرح، ويوم الزواج وإنجاب الأطفال.