بكل الوضوح

ماذا حدث لنا؟ أي مصيبة حلَّت بنا ؟!

عامر باشاب

{ في هذا الزمان الذي غابت فيه الكثير من القيم النبيلة والفضائل الجميلة التي كان ينفرد بها مجتمعنا السوداني، وللأسف الشديد ظللنا في كل يوم نتفاجأ بالظواهر الصادمة التي ظلت تتفشى بقبحها في كل مكان، انتشرت في المدن وانتقلت إلى الأرياف.
الأسرة السودانية لم تعد تلك الأسرة المترابطة على امتداد الأسرة الكبيرة بجذورها وتفرعاتها المتعددة (الأعمام وأبناء العمومة).

{ ومن ضمن ما تفشى بين أبناء هذا الزمان (صبيان وفتيات) انفصالهم عن الأسرة الممتدة وخروجهم حتى عن طوع الأسرة الصغيرة (الأب والأم) وصار ارتباطهم وتواصلهم واندماجهم العميق مع مجتمع وهمي ألا وهو مجتمع مواقع التواصل الاجتماعي الذي أوقع الكثير منهم فريسة إلى شياطين الإنس الذين ظلوا يقودونهم إلى دروب الرذيلة.
{ آخر الظواهر السالبة وارد الخارج تمرد الأبناء على الأسرة وعدم انصياعهم للموجهات والتوجيهات التي تصدر من كبار الأسرة،
بل إن كثيراً من أمهات وأبهات هذا الزمان ظلوا يرفضون بشدة تدخل (الجد والعم والخال) في تربية أبنائهم حتى ولو عن طريق التوجيه والإرشاد والكثير من الأسر تعرضت للخلافات والانشقاقات بسبب التدخلات التربوية الخارجية.
{ والطامة الكبرى هي الثورات والوقفات الاحتجاجية التي ظلت تعلنها الزوجة السودانية ضد زوجها إذا حاول فرض عقوبات تربوية قاسية على ابنته أو ابنه الذي انحرف عن المسار..

{ وفي أيامنا هذه ظللنا نقرأ عن الكثير من الحوادث والقضايا التي (تشيب الرأس) ونسمع عن قصص واقعية تؤكد تفشي عقوق الوالدين إلى درجة مشينة.
ليس هذا فحسب بل إن انحراف أبناء هذا الزمان للأسف الشديد والعياذ بالله وصل إلى حد الخروج عن الدين الإسلامي وإعلان الإلحاد، فقد حدثني أحدهم بأن الكثير من طلاب الجامعات ببعدهم عن الدين صاروا أقرب إلى هاوية الإلحاد.
{ وضوح أخير :
{ كثير مما نراه في الشارع السوداني يؤكد على أننا فقدنا ما كان يميزنا عن الكثير من البلدان حولنا وللأسف الشديد وصلنا إلى درجة من الانهيار والدمار في كل شيء، وانتشر بيننا الاحتيال الجرم حتى صرنا أفظع ممن كنا نراهم سيئين وفجار ومحتالين .
{ حقا ماذا حدث لنا وأي مصيبة حلت بمجتمعنا السوداني الذي كان يعيش فوق كنز من القيم والمثل ومكارم الأخلاق .
{ في هذا الزمن تف يا دنيا تف.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية