{ مساحة بكل الوضوح أفسحها اليوم للعم “عبد الرحيم محمد عبد الرحيم” أحد قيادات مشروع الجزيرة في عهده الأخضر أحد الموجوعين الآن بزمانه الأغبر حيث مدنا بقصيدة وطنية تفجرت كلماتها مع فجر ثورة أكتوبر المجيدة ومن بين أنفاس سطورها تشعر أنها بالفعل تشبه إبداعات تلك الثورة التي وثق لها عمالقة الأناشيد والملاحم الوطنية أعبر إبداعات شعرية خالدة من أمثال صاحب (الملحمة) الشاعر المخضرم الأستاذ “هاشم صديق” وشاعر (أكتوبر الأخضر) الدبلوماسي الفخيم “محمد المكي إبراهيم” ومبدع (أكتوبر 21) الشاعر والصحافي العظيم الراحل المقيم “فضل الله محمد” وتغنى لها فنان أفريقيا الأول والأخير “محمد وردي” وتغنى لها الموسيقار “محمد الأمين” وغيرهم من العمالقة، والمؤسف حقاً أن ثورة ديسمبر المجيدة برغم عظمتها التي دهشت العالم أجمع، لكنها حتى الآن تفتقر إلى الإبداعات ذات القيمة المضافة التي تحتفظ بقيمتها وقيمها لتبقى صالحة التناول في كل الأزمان وتحتشد بالمبدعين الذين يضاهون قامة الثورة ومقام النضال أينما كان.
{ وفي الرسالة التي بعث بها إلينا عم “عبد الرحيم” يقول: من ذاكرة التاريخ عن النضال الوطني والجهادي لجامعة الخرطوم كتبت هذه القصيدة بمناسبة انتصار ثورة (21 أكتوبر) المجيدة الثورة الحقيقية وليست مزيفة، وحينما قام الرئيس الراحل “عبود” بحل المجلس العسكري الحاكم آنذاك كتبت هذه القصيدة وهي بعنوان (قلعة الأحرار) قلت فيها :
{ قلعة الأحرار يحميها الإله .. ليعيش السود فوق ثراك مرفوعي الجباه .
وليدوم العلم فوق ثراك عالية زراه
قم شهيد الحق وأشهد نصرنا .. باندحار غاشم المنهزم
الرصاصات التي أطلقها .. ردها الشعب لصدر الظالم
دمك الطاهر أوقد شعلة .. في دُجى الليل الحلوك المعتم
فأنار الدرب وأنجاب الدُجى .. وأضاء الأفق فجراً باسم
يحمل الآمال للشعب الذي .. ظنه الفجار بعد صوائم
هاهو العملاق هب واقفا .. صوته الداوي يردد هاتفا
قد مضى عهد الخضوع .. ومضى عهد الخنوع
فإذا الفتيان قد لبوا الندا .. في سبيل الحق ما هابوا الردى
عطرت أنفاسهم وجه الثرى .. بالدم الغاني الذي لم يستكين
صعدت أرواح بعض الثائرين واستقرت في سجل الخالدين .
كعبة الأحرار يحميك الإله .
ليعيش السود فوق ثراك مرفوعي الجباه .
وليدوم العلم فوق بناك عالية ذراه
من لهذا الشعب غير بنيك من يحمي حماه
من لهذا الشعب غير بنيك من يحمي حماه
عبد الرحيم محمد عبد الرحيم
21 /أكتوبر/ 1964