الدولار زاد (ميّة جنيه)؟!!
{ الجشع وحده، وليس ارتفاع أسعار (الدولار) و(اليورو)، هو الذي يدفع الشركات الموردة للمواد الاستهلاكية والمصانع وشركات المقاولات، وتجار الجملة والقطاعي، للبيع بأسعار ترتفع في السودان كل يوم، وليس كل أسبوع..!!
{ ارتفاع (الدولار) حجة واهية يبرر بها المقاولون والمهندسون رفع أسعار الأراضي، والبناء والتشطيب، لتبلغ (مليارات) الجنيهات، دون أدنى منطق أو معقولية!! سعر (قطعة أرض) في (الحتانة) بأم درمان يكفي لشراء (شقة) في أمريكا..!!
{ بأي منطق، وبأي حسابات، يكون سعر منزل من طابقين في “الرياض” أو الطائف أو المعمورة أو كافوري، (أربعة) أو (خمسة) مليارات جنيه؟!!
{ بأي حسابات تكون قيمة قطعة أرض (سكنية) في “جبرة” مليار جنيه؟!
{ كم تبلغ تكلفة بناء (طابقين) بالمتوسط في أي حي من أحياء الخرطوم؟ الإجابة: لا تتجاوز (خمسمائة ألف جنيه)، فلماذا يغالي المقالولون والمهندسون و(السماسرة) في أسعار الأراضي والبيوت، حتى صارت المساكن في “الخرطوم” أغلى من فيلات “لندن” و”كاليفورنيا”!!
{ كل مقاول أو مهندس يشتري قطعة أرض ثم يبنيها طابقين (بنيان تجاري).. غرف صغيرة، و(صالون) لا يسع عشرة أشخاص، مع (شوية جبص)، و(نجف)، ولمبات ملونة، ثم يضع (رجلاً على رجل) ويعرض البيت بـ (مليار) جنيه، مع أن تكلفته لا تتجاوز ثمانمائة (مليون) بالقديم و(ألف) بالجديد!! أي أن الواحد من هؤلاء يريد أن يربح (مئتي مليون جنيه) كل شهرين في البيت (الواحد)!! لاحظ أنه يبني أكثر من (بيت) في وقت واحد!!
{ لا أحد في السودان يريد أن يربح “ألف جنيه”.. (عشرة).. (عشرين) ألف جنيه.. لا.. الكل يسعى إلى (حصد) المليارات في ضربة أو ضربتين!!
{ ثم يرددون بكل تبجح: (يا أخي الدولار الليلة بي كم؟! وبكرة ح يكون بي كم؟!)
{ وهكذا.. تماماً.. وقع الحافر على الحافر.. يفعل تجار وموردو (الدواء) ولبن الأطفال و(البامبرز) وزيت الطعام ولبن البودرة!!
{ لا يستحون.. لا يخجلون.. لا يشعرون بالرحمة وهم يطرحون (حقنة) واحدة من المضاد الحيوي لمرضى العناية المكثفة بـ (389) جنيهاً!! أعلى من الحد الأدنى للأجور زائداً منحتي السيد الرئيس!!
{ ثمن (حقنة واحدة) يساوي مرتب (عامل) في حكومة السودان!! هل تصدقوا أنهم زادوا سعر (الحقنة) الواحدة (مئة جنيه) دفعة واحدة هذا الشهر؟!
{ قال (دولار).. قال!! الدولار زاد (مية جنيه)؟!