فشل ملتقى
حقق الملتقى الذي دعا إليه مولانا “أحمد هارون” والي جنوب كردفان فشلاً ذريعاً في أهدافه المعلنة والمسكوت عنها لعدة أسباب ودواعٍ، وتبدى فشل الملتقى شكلاً بغياب الحكومة المركزية وحزب المؤتمر الوطني أو حتى قيادات أحزاب المعارضة التي أبدت أولاً رغبة في المشاركة، ثم تراجعت لاحقاً.. ورسمياً كان الوالي قد بشر وهلل لافتتاح الدكتور “نافع علي نافع” رجل الحزب الأول أعمال الملتقى، إلا أن صواريخ الحركة الشعبية ومخططاتها الغادرة كانت هي الأكثر حضوراً في أحياء كادوقلي وأطرافها، وافتتح الملتقى الوزير “حسبو محمد عبد الرحمن” بصفته التنفيذية كوزير معني بشؤون الولايات وفي الجلسة الختامية لم يأت الرئيس “البشير” (مجاملة) وتسلم التوصيات رئيس مجلس الولايات الفريق “آدم حامد موسى” (ليموت) المؤتمر في مهده.. ذلك ما كان شكلياً..
{ أما من حيث المضمون، فالفشل تبدى في أبهى صوره وتجلياته حينما تخلى الوالي “أحمد هارون” عن الفكرة التي من أجلها أنفق مليارات الجنيهات بدعم أطروحته التي تدعو للتفاوض مع قطاع الشمال حتى لو أناب عنه محامياً.. وهي فكرة تجد دعماً وتأييداً من المؤتمرين، ولكن في اليوم قبل الأخير لنهاية الملتقى (تملص) “هارون” عن فكرته وتخلى عنها وعجز تماماً عن الدفاع عنها لأسباب تدبو غامضة للبعض، ولكنها معلومة لمن يقرأ جيداً موقف المركز من الملتقى وغياب اللاعبين الكبار يمثل دليل إثبات على أن المركز (جامل) “هارون” ولم يشأ تأجيل الملتقى أو تعليقه لوقت آخر، وقد انتصرت في نهاية المطاف رؤية د. “كمال عبيد”، وتمت صياغة توصيات (فضفاضة) بكلمات (حمالة أوجه)، ولكن الملتقى سكت تماماً عن التفاوض مع قطاع الشمال واستعاض عنه بوصف (حاملي السلاح)، وهي توصية تشرعن التفاوض لمن يحمل السلاح فقط..
{ الحركة الشعبية أو قطاع الشمال المعنية بالملتقى صوبت (صواريخها) نحو كادوقلي، وهي تخطط لإفشال الملتقى الذي من أهدافه التي سعى إليها “هارون” (شرعنة) التفاوض مع قطاع الشمال، ولكن تقديرات المتمردين الخاطئة وإحساسهم الكذوب بالانتصار دفعهم لتوجيه رسالتهم الخاطئة، وقد صرفت (صواريخ) الحركة الأنظار عن الملتقى والمناقشات التي جرت والآراء والأفكار التي طرحت، وبات كل السودان يضع الأيدي على القلوب خوفاً على مصير مدينة كادوقلي. وقد حاول الوالي في اليوم قبل الأخير بث رسائل (تطمينية) للرأي العام بالحديث عن إلقاء القبض على (الخلية) التي نفذت الهجوم الصاروخي على المدينة، ولكن الوالي نفسه سبق أن أعلن إلقاء القبض على (قتلة) الشهيد بلندية، ولكن حديث الليل يمحوه النهار، واتضحت بعده الحقيقة، ولم يقدم للمحاكمة حتى الآن أي شخص متهم بقتل بلندية، وانفض ملتقى كادوقلي، والتوصيات التي كتبت ليلاً في المسجل التشريعي طالتها أقلام (الرقيب) وهو نفسه ليعدل ويشطب كل ما هو غير مسموح به مركزياً لتعود وفود الخرطوم مسرعة.. وكادوقلي تتناثر في أحيائها (قاذفات) الحركة الشعبية، وتبقى وفود المحليات و(خشومها ملح ملح).. ويستفيد من المؤتمر فقط (المقاولون) والسماسرة ورهط الموظفين الوافدين لجنوب كردفان من كل فج عميق!!