مشروع الحل الجذري لمياه القضارف .. كان بالإمكان أفضل مما كان
تأخر العمل فيه لأكثر من ستة أعوام
القضارف سليمان مختار
المشروع الذي مضى على انطلاقه أكثر من ستة أعوام وتقوم بتنفيذه الشركة الصينية للمياه والكهرباء (cwe) بتمويل من وزارة المالية الاتحادية عبر القرض المقدم من بنك جدة الإسلامي بكلفة قدرها (55)مليون دولار فيما تكفلت الحكومة بإنشاء وتشييد الشبكة الداخلية للمشروع بمدينة القضارف بكلفة بلغت حتى الآن (1.219142798) تريليون جنيه، تبعثرت أعماله عندما تولى أمره وزير المالية السابق في عهد النظام السابق منح العطاءات لزمرة منسوبي ومالكي شركاته حتى أضحت كل تلك الجهود والإمكانيات المالية والفنية الهائلة أثراً بعد عين، عصفت به الأحداث وتزعزع بنيانه بل كادت أن تتداعى الدعائم الأساسية والهيكلية لبنية المشروع العملاق، بلغ هذا التدهور مبلغاً أرغم الشركة الصينية العاملة في الخط الناقل على الانسحاب، فوق كل ذلك ورثت إدارة التنمية بوزارة المالية كل هذا الاضمحلال وسيرت دفة أعمال المشروع بكل حزم وعزم وإيمان وكانوا بمنأى عن الأهواء والأطماع وقاموا بتسخير ومضاعفة المخصصات المالية للإنفاق على كافة قطاعات الشبكة الداخلية التي شارفت على نهايتها في مراحلها المختلفة، بات الفراغ من المشروع مسألة وقت قصير لربما لا يتجاوز شهوراً لتبقى المعضلة الكبرى في اكتمال أركان المشروع استكمال الخط الناقل الذي يواجه مشاكل مالية كبيرة بسبب توقف الدفعيات للشركة الصينية التي انسحبت عن تنفيذ ما تبقى من عمل في الخط الناقل جراء عدم إيفاء وزارة المالية الاتحادية في عهد النظام البائد بتعهداتها المالية بدفع أقساط الاستحقاقات المالية للشركة، الأمر الذي أدى إلى عدم اكتمال العمل في المشروع في موعده المضروب، بعيداً عن الإخفاقات وأوجه القصور الذي لازم العمل في قطاعات المشروع المختلفة، لتفشل حكومة القضارف في عهد النظام البائد، إلا أن الحكومة الحالية بقيادة والي ولاية القضارف المكلف في حكومة الفترة الانتقالية استطاعت أن تحدث اختراقات كبيرة في كافة قطاعات المشروع رغم الظروف الاقتصادية والسياسية العام الماضي والحالي حيث انصبت كل جهودها في مضاعفة العمل بالمشروع وزيادة وتيرة القطاعات المختلفة في المشروع .
يقول والي ولاية القضارف المكلف اللواء ركن “نصرالدين عبدالقيوم محمد” خلال حديثه لـ(المجهر) إن العمل بالمشروع قطع شوطاً كبيراً في كافة مراحله، ولفت إلى أن العمل في الشبكة الداخلية لمدينة القضارف وصلت فيه عمليات تنفيذ الشبكة بكافة أحياء القضارف نسبة(99٪)، وأضاف أن العمل الذي اكتمل في مشروع الشبكة شمل النواقل الوسيطة المغذية لخطوط (110)مل التي تم تنفيذها بنسبة (72٪) إلى جانب اقتراب الفراغ من العمل في تنفيذ المنهولات الكبيرة والتشبيكات بتركيب (193)منهولاً من جملة (199) منهولاً وبلغت فيها نسبة التنفيذ(79٪).
وأشار “عبدالقيوم” إلى تنفيذ الأعمال الخرصانية للمنهولات الكبيرة بتنفيذ (135)منهولاً من جملة (191)منهولا فيما بلغت نسبة تنفيذ العمل(71٪)، و لفت إلى أن العمل في خطوط التوزيع للشبكة الداخلية بلغت نسبته(93٪ ) ، كاشفا عن إجراءات صارمة ومحكمة وضعتها حكومته بالتنسيق مع إدارة التنمية بوزارة المالية والاقتصاد بالولاية في عمليات التعاقد مع الشركات المنفذة لمشروع الشبكة الداخلية.
ومضي قائلاً إنها اشتملت على إجراء الاختبارات الأولية عبر التجربة العملية على الخطوط عقب الفراغ من تنفيذها من قبل الشركات، مشيراً إلى أن التكلفة المالية للمشروع حتى تاريخه بلغت (1.219142798)تريلون جنيه.
تحديات تواجه المشروع
وكشف الوالي عن اكتمال تنفيذ الأعمال المدنية للمشروع في المحطة الرئيسية بجسم السد التي تمثل الموقع المباشر لانسياب المياه في الخط الناقل علاوة على التقدم الكبير في مسار العمل الذي تحقق في أحواض التنقية والترسيب التي تعمل بطاقة إنتاجية تصميمية كلية (75000)ألف متر مكعب في اليوم التي شارفت على نهاياتها ووصلت فيه نسبة التنفيذ (88.7٪) حتى شهر أكتوبر الجاري، وزاد بأن العمل في الأعمال المدنية والخرصانية في خزان التوزيع العلوي في منطقة الشميلياب الذي يعمل على تعزيز عمليات ضخ المياه اكتمل تنفيذه بنسبة(97٪)، فضلاً عن بلوغ العمل في الخط الناقل الذي يبلغ طوله (68)كيلو متر للمياه لمدينة القضارف نسبة (78٪) ،في الوقت الذي كشف فيه عن توقف العمل في الخط الناقل بسبب انسحاب الشركة الصينية(cwe) المنفذة للخط الناقل قبل أكثر من خمسة شهور بعد عجز وزارة الاتحادية الإيفاء بسداد الالتزامات المالية للشركة، الأمر الذي يمثل تحدياً للانتهاء من العمل بالمشروع خلال الشهور القادمة، وطالب الحكومة الانتقالية بالمركز ووزارة المالية الاتحادية بضرورة الإيفاء بالتعهدات المالية الخاصة بالشركة الصينية لتمكينها من استئناف العمل في أقرب وقت ممكن قبيل فصل الخريف الذي يعتبر معوقاً للعمل بمسار الخط الناقل، فيما اتفقت مدير إدارة التنمية بوزارة والاقتصاد بالولاية “أسماء عبدالقادر” مع حديث الوالي وقالت خلال حديثها لـ(المجهر) إن المشروع شارف على نهاياته في الشبكة الداخلية وإن التحدي الماثل يكمن في الفراغ من العمل في الخط الناقل الذي لم يتبق من تنفيذه سوى (18)كيلو وتوقف فيه العمل بعد انسحاب الشركة الصينية جراء عدم السداد، وأردفت أن المشروع واجه جملة من التحديات خلال تنفيذه تمثلت في المتغيرات الاقتصادية التي تؤثر في أسعار التعاقد مع الشركات التي تعتبرها الشركات غير مجزية في ظل تأرجح وزيادة أسعار الدولار مقابل الجنيه علاوة على العوائق الطبيعية في مخالفات البناء داخل الأحياء وأعمدة وكوابل الكهرباء، لافتة إلى تجاوز كل تلك المعوقات ووصول العمل إلى هذه المرحلة المتقدمة واستكمال المشروع الذي أخذ بنيانه الصمود في كافة قطاعاته ومراحله المختلفة باتت المرحلة الأخيرة بوصول العمل في الشبكة الداخلية نسبة(99٪) رغم توقف العمل في الخط الناقل، وكشفت عن خطة إسعافية لمواجهة فصل الصيف، وقالت إنها اشتملت على صيانة المحطات الفرعية في كل من أبوالنجا والعزازة وصيانة أكثر من (22)بئراً إلى جانب صيانة محطة مياه الشواك التي تمد مدينة القضارف بالمياه.