حوارات

الشيخ “هاني عبد الرحمن” عضو هيئة علماء السودان والمجلس الأعلى للتصوف في حوار مع (المجهر)

أول شروط الطاعة من الساحر للشيطان رمي المصحف في القاذورات

عبَدة الشيطان يذبحون المخالفين بقطع الرأس ووضعه في الظهر مع تغيير تقييد اليدين والقدمين إشارة إلى نجمة الشيطان
شخصيات دينية كبيرة تدعي الانتماء للتصوف يتعاملون بالسحر وهم سحرة كبار
(الجمهوريون) ليسوا صوفية والرسالة الثانية تفسر القرآن وفقاً لهوى “محمود محمد طه”
حوار – عبد الرازق الحارث
مولانا الشيخ “هاني عبد الرحمن عوض الباري” والمعاهد العليا يعتبر من أبرز القيادات السياسية للصوفية وهو أحد المرشدين للطريقة السمانية الطيبية القريبية، ومؤسس جمعية أحياء الفلسفة الإسلامية بجامعة الخرطوم، وإمام وخطيب مسجد السيد “إدريس السيد الإدريسي” بالعرضة بأم درمان، وعضو هيئة علماء السودان وعضو المجمع الصوفي العام، وعضو المجلس الأعلى للتصوف، وعضو رابطة علماء التصوف. والشيخ “هاني” يعتبر من أبرز العلماء حراكاً في الساحة الدعوية وقدم أفكاراً ورؤى وآراء جريئة حول مستقبل التصوف والصوفية في السودان.. (المجهر) في إطار سياستها الرامية لفتح أبواب الحوار مع كل التيارات والجماعات الدينية التقت بالشيخ الداعية الإسلامية فإلى مضابط الحوار:
{ الصوفية لماذا أعرضوا عن رسالة الإرشاد؟
ــ التصوف منهج يقبل الناس بعيوبهم، وهو منهج إصلاح وتصحيح، والصوفية يمارسون التربية والإرشاد للذين انحرفوا – أما السلوك الذي تجده عند بعض المنتسبين للتصوف هو سلوك شخصي لا ينتسب للتصوف، لأن الإسلام فيه مرتكب المعاصي من شراب الخمر وغيرها من الموبقات، ويعتبر مرتكب مثل هذه المعاصي مسلماً عاصياً، والتصوف من أصول الدين وهو المرتبة الثالثة، كما قال العلماء أن تعبد الله كأنك تراه وإذا لم تكن تراه فإنه يراك.. والتصوف منهج إخلاصي وإرشادي، فلا بد أن يكون هنالك من يحتاجون إلى تصحيح الإشارات.
{ بعض الصوفية الكبار دعموا نظام “البشير”؟
ــ نحن نحسن الظن بالناس، الإنسان عندما يريد إصدار حكم على أي إنسان فلا بد أن نتعايش في الواقع.. الذين ساندوا الدولة السابقة من الصوفية تعاملوا مع الدولة السودانية، وكانوا يتعاملون مع رأس الدولة، ولم تكن لهم أجندة والدولة السابقة التي كان يقودها الإسلاميون قسموا المجتمع، إما أن يكون معهم أو ضدهم.. والدولة السابقة كانت سيفاً مسلطاً على المجتمع السوداني بكل شرائحه، صوفية سلفية، والحركات الفكرية.. انتماء بعض الصوفية لم يكن انتماء فكرياً، وإنما كان إنقاذاً من تسلط الإسلاميين الذين جعلوا من أنفسهم سيفاً قاطعاً على كل شرائح المجتمع السوداني.
{ “البشير” عندما سقط حكمه كان يحمل سبحة أوهمه أحد الصوفية بأن الحكم سيظل في يده طالماً أن السحبة في يده؟
ــ الصوفية تعاملوا بحسن الظن مع “البشير” وهم يحسنون الظن لأنهم أهل إصلاح وإرشاد، والسياسيون وغيرهم من شرائح المجتمع يأتون للصوفية، لأنهم قدوة في المجتمع.. والسبحة كما قال سيدنا “عمر بن الخطاب” من خدعنا بالدين انخدعنا له، والإسلاميون في فترة حكمهم المتسلط على الشعب السوداني رفعوا هذا الشعار شعار الدين والإسلام، والناس بعاطفتهم الدينية وأهل السودان يحبون الدين والإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام.. وكان التعامل مع السلطة بهذا المفهوم.. “البشير” في آخر ساعات حكمه إذا كان يحمل سبحة. يعتقد أنها ستحميه فهو واعتقاده، والشيخ الذي أهداه السبحة إذا كان يقصد ذلك ونحن لا نتهم أحداً.. ونقول إنه يحمل وزره يوم القيامة.. وهي تعتبر مخالفة للتصوف ومنهجه.. الصوفية بالسودان يتعاملون مع الناس سواسية الرئيس أو غيره، وكل من يأتي إليهم يكرموه فهم أهل الكرم.
{ بعض مشائخ الصوفية في عهد “البشير” امتلكوا المشاريع الكبيرة والأرصدة الضخمة في البنوك والعقارات والأراضي من أين لهم هذا؟
ــ نحن لا نبحث عن مصادر أموالهم أو التمويل المالي، وهم سودانيون لهم حقوق وواجبات.. ونحن لا نعرف أصول أموالهم حتى نحكم عليهم.. والأصل في كثرة المال الحل والإباحة، ولا يمكن أن تسأل إنساناً من أين اكتسب أمواله.. ونحن يجب أن نفرق بين الزهد عند الصوفية واكتناز الأموال، الغنى لا يعني أن المتصوف غير زاهد في طعام الدنيا، لأن الزاهد هو الذي امتلك الشيء.. أما إنسان لم تكن له أصول أموال وهو فقير مدقع لا يمكن أن نسميه زاهداً.. الذين ملكوا القصور ربما هذه أموالهم، وليس من الحقوق أن تسأل إنساناً من أين اكتسب أمواله، وما هي مصادر أمواله.. يحاسبه الله سبحانه وتعالى ونحن دعاة وليس قضاة.
{ السحر انتشر لماذا؟
ــ السحر حكمه في الشريعة الإسلامية كفر، وتعلم السحر كفر، والساحر يقتل.. وكل العلماء والفقهاء اتفقوا على أن السحر كفر.. والعلماء تحدثوا في أبواب أن معالجة السحر لا تكون بالسحر.. وأنا أتساءل ماذا يريد السحرة من تعلمهم السحر؟، العلاج بالسحر لا يجوز شرعاً، والسحر علم يضر ولا ينفع.. والقرآن الكريم جاءت آياته في “هاروت وماروت” (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ)، وهذه الآية تؤكد على أن تعلم السحر كفر. والساحر إذا قام بالسحر، وأدى لموت إنسان فإنه يقتل من أجل ذلك.. والساحر إذا قام بالنفث في العُقد بهدف التفريق بين اثنين يقتل، وكل الأحكام أشارت إلى أن الساحر يقتل.. ويستتاب الساحر (3) أيام، وحكمه حكم الكافر، وإذا لم يعلن التوبة والرجوع للإسلام يقتل وهو كافر.. وبغروب شمس اليوم الثالث في الاستتابة يقتل، ولا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يورث.. واستطرد محدثي قائلاً: السحر الذين يتعلمونه ليس فقط من المتصوفة، وحتى الحركات المناوئة للتصوف، والساحر إذا تاب لا يذكر ما كان يفعله بسحره، وتعلم السحر حرام شرعاً.
{ الرسول عليه الصلاة والسلام سحره الساحر اليهودي “لبيد”؟
ــ الساحر اليهودي “لبيد ابن الأعصم” سحر النبي عليه الصلاة والسلام عندما أخذ مشطاً للرسول وأخذ شعرة من رأس الرسول عليه الصلاة والسلام وعقد في السحر وعمل النفاثات في العقد، وربطها في لحاء نخل ووضعت في بئر – وعصرت بحجر.. والرسول عليه الصلاة والسلام مرض، وجاء “جبرائيل” و”ميكائيل” ودار بينهما حديث، قال الملك ما بال “محمد” قال (طبه الساحر “لبيد بن الأعصم” ووضع السحر في البئر – وأنزلت سورة في القرآن الكريم (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وكانت هذه الآيات تحصين للرسول عليه الصلاة والسلام ولكل المسلمين الذي يلتزم بالتحصين يمنع وصول السحر والسحرة إذا كان يلتزم بتلاوة القرآن فإن ذلك يكون له الحصن.
والسحر الذي وضع للرسول عليه الصلاة والسلام دلالة على أن هنالك بعض الناس يلجأون للسحر حسداً من عند أنفسهم، والحسد باب من أبواب السحر لأنه تمني زوال نعمة الغير.
{ هنالك همس بأن شخصية دينية كبيرة تعاملت بالسحر ما هو تعليقك؟
ــ الشخصيات كثيرة التي تدعي الانتماء للتصوف وهم ليسوا من أهل التصوف، والتصوف بريء منهم يتعاملون بالسحر من أجل أن يروضوا المنتمين إليهم تخويفاً بأن لهم تسلطاً عليهم، السحر لا يصيب إلا بالاعتقاد الفكري، بمعنى أن الإنسان المسحور الذي تنفذ فيه أعمال السحر تكون حالته النفسية والسيكولوجية تماماً على ضلالات الاعتقاد بأن الساحر وسحره يضرونه.. ومهما كانت مكانة الساحر في المجتمع الساحر كافر يجب استتابته ثلاث أيام من الفقهاء، ويأتون له بالعلماء يراجعونه فإذا لم يتب في غروب اليوم الثالث يقتل كفراً ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلي عليه ولا يرث ولا يورث.
{ ماذا يقدم الساحر من تنازلات حتى يصبح ساحراً؟
ــ تعلم السحر من الشيطان فأول فروض الطاعة من الساحر للشيطان أن يكفر بالله عز وجل، وأن يدنس القرآن ويكتبه بالنجاسات وكذلك فعل قوم “لوط” هذه من شروط الولاء طاعة للشيطان حتى يعتبر الساحر حتى يتم تنزيل أو تسخير الجان.. وهو في الأصل لم يسخر الجان وإنما الجان هو الذي سخره بعد أن كفر، وليس بعد الكفر ذنب.
{ ظهرت الآن طائفة من عبدة الشيطان؟
ــ عبدة الشيطان نوع من أنواع السحرة تتبع للماسونية العالمية المعروفة، وهم شباب أرادوا أن يتحللوا من الأخلاق الفطرية الإنسانية، وهم يدعون في اجتماعاتهم للتحرر من كل الأخلاق والقيود.. الحرية الشخصية في الاعتقاد والجنس، وهو نوع من الهروب من الواقع والفطرة الإنسانية.. والإنسان الذي يخرج من الفطرة الإنسانية يحتاج أن تكون له معالجات نفسية.
{ ما هي العلاقة ما بين الماسونية وعبدة الشيطان؟
ــــ عبدة الشيطان أصلاً هي من ضمن المحافل الماسونية وجزء لا يتجزأ منها، وتمارس فيها طقوس لعبدة الشيطان في أماكن معينة وأوقات معينة ووسط معين، بمعنى أن عبدة الشيطان يتم اختيارهم من الشباب من الجنسين الأولاد والبنات يحتفون بعد غروب الشمس وعند شروق الشمس ويمارسون الطقوس العبادية مراقبة وللشروق والغروب وإنزال الدم عبر جروح وفصد الدم بطريقة معينة وعمق الجرح كذلك.. والدم الذي يخرج يجعلون من أوشام في الجسم ورسومات معينة حتى إذا كان هنالك ماسوني حكمت عليه المحكمة الماسونية بالموت لديهم طريقة معينة للاغتيال، تبدأ المحاكمات بتلاوة نصوص القرار بأنه خالف الشروط الماسونية.. تربط يديه على جهة الظهر ورجليه مع اليدين ويلقي على وجهه ويذبح كذبح الشاه ويقطع الرأس تماماً ويوضع في الظهر وهذه علامة نجمة الشيطان هذه بعض من طقوس عبدة الشيطان التي يروجون لها في وسائط الاتصال و(السوشيال ميديا).
{ بمعنى أن يقدم الماسونية قرباناً للشطيان؟
ــــ ليست قرباناً فقط في بعض المرات يكون الماسوني كلف بعمل معين، ولم يقم بتنفيذه وخالف الأوامر وبذلك استحق عقوبة الإعدام.
{ ما هي قراءتك للوضع السياسي الراهن؟
ــــ الوضع السياسي الراهن به كثير من الضبابية وغير مرضي للمجتمع المترابط المتماسك في السودان.. واقترح أن تكون هنالك مكاشفة ما بين القيادة السياسية والعلماء والمواطنين حفاظاً على الثورة والمواطنين يشعرون أن القيادة السياسية تمارس المهمة التي من أجلها قامت الثورة.
{ الدعوة للعلمانية كبديل سياسي للدولة الدينية؟
الدعوة للعلمانية في الواقع السياسي لا تقوم أبداً.. وغير مرضية.. ولن تصح أبداً في بذر بذرتها في التراب السودانية.. وإن كان هنالك بعض الشخصيات السودانية تدعو للعلمانية وقليل منهم ولا يمثلون إلا فكراً مرفوضاً.
أهل السودان تربوا على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهم أهل التصوف ولن يرضوا بالعلمانية.. مثل هذه الأفكار ستصطدم بالمجتمع السوداني المتماسك بتقاليده الموروثة من الدين، لن يرضى الشعب السوداني أن يقام نظام سياسي دون موافقة المجتمع.
{ الجمهوريون هل يقولون إنهم صوفية؟
ــ الجمهوريون ليسوا صوفية.. وفكر “محمود محمد طه” أن الإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام انتهى في عهده.. وحدثت أحداث ووقائع في العالم المعاصر تحتاج إلى وقائع جديدة وكتب “محمود محمد طه” لها شواهد في (الرسالة الثانية) يدعي أنه رسول الإسلام والذي كان في عهد النبي علية الصلاة والسلام غير صالح للزمان – ويجب أن تطور الأحكام حتى تكون مواكبة للواقع.. الجمهوريون لهم تفاسير مختلفة للقرآن الكريم إذا نظرنا إلى أن “محمود محمد طه” في تفسير الآية (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) قال إن اليقين هي مرحلة يصلها الإنسان بدرجة من التعبد، والنبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل في تفسير الآية قال إن اليقين هو الموت.
الأستاذ “محمود محمد طه” اخترق بفكره وجعل اليقين مرحلة من مراحل التعبد والاجتهاد والطاعة والإنسان عندما يصل إلى هذه المرحلة ترفع عنه بعض التكاليف.
{ “محمود” كان يحترم شيوخ الصوفية ويردد الجمهوريون القصائد الصوفية.
{ لا غضاضة في أن تكون لـ”محمود محمد طه” قصائد تدل على الإرشاد والصوفية لكن فكره منحرف وإدعاءه أنه صاحب طريقة صوفية.. الطرق الصوفية تنتمي إلى أربع مدارس لأقطاب الصوفية الأربعة.. كل الطرق خرجت من هذه المدارس الأربع التي تصب في بحر الإمام “أبو القاسم الجنيد” الذي جعل للتصوف قواعد ومنهجاً ومدرسة صوفية تقوم على السلسلة والمنهج في التصوف أن هنالك تسلسلاً كسند الحديث (عن وعن) والتصوف أصله ثابت.. وكل من ادعى أنه على منهج التصوف مرجعيتنا قاعدة الإمام “الجنيد”.. بقوله علمنا هذا مضبوط بالكتاب.. والسنة، ومن لم يقرأ القرآن ولم يكتب الحديث والفقه لا يقتدى به.. هذه الضوابط في الشيخ المرشد والمربي.
{ اليهود ما هي العلاقة معهم؟
ــ العلاقة مع الآخر القرآن جددها (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم).. اليهود ظلوا مع المسلمين في عداوة والنبي عليه الصلاة والسلام عندما هاجر إلى المدينة المنورة وجد أن اليهود مسيطرين على الدولة واقتصاد الدولة، فلم يقم بإقصائهم، وإنما تعامل معهم بوثائق ومعاهدات سميت الوثيقة الدستورية الأولى وثيقة المدينة وحدد فيها التعامل ما بين المسلمين واليهود.. والنبي عليه الصلاة والسلام قام بإجلاء اليهود من المدينة لمخالفتهم العهود والمواثيق.. وإذا لم يخالف اليهود العهود والمواثيق أتاحت لنا الشريعة الإسلامية العهود والمواثيق معهم وفقاً للقاعدة الدينية (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، ويتعلم من هذا التصوف أن الإسلام دين المعاملة مع الآخرين عبر الحوار والدعوة بالحسنى.. إذا قبل الدعوة الإسلامية هذا المطلوب وإذا لم يقبل عاش إنما في الدولة الإسلامية ما لم يضر الدولة الإسلامية نوفر له الحماية وله ما للمسلمين العلاقة بين المسلمين واليهود أزلية في الإطار الديني أما ما جاء في لقاء “البرهان” ورئيس الوزراء الإسرائيلي في اللقاء جاء في زمن الفتنة.
{ وزير الإرشاد دعا اليهود للعودة للسودان؟
ـــ وزير الإرشاد يمثل فكره ولا يمثل أشواق السودانيين والمواطنين.. وهو يمثل فكره وبحديثه لا يمثل المؤسسة الدينية الكبرى في البلاد.. لأن هنالك شد وجذب وآراء متباينة وهو ليس وصياً على الشعب السوداني ليتكلم بلسانه ديناً وشرعاً.. يجب دعوة العلماء وأهل الحل والعقد حتى تكون هنالك نصائح.
{ تقييمك لأداء حكومة “حمدوك”؟
حكومة “حمدوك” أداؤها غير موفق وهذا رأيي الشخصي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية