تقارير

“حسين عبد الباقي”.. نائب رئيس (خامس) في حكومة جنوب السودان

أول مسلم يتبوأ المنصب

تقرير – فائز عبد الله
أدت (4) شخصيات جنوبية القسم نواباً لرئيس دولة جنوب السودان الفريق أول “سلفاكير ميارديت” بموجب الاتفاق الذي وضع حداً لإزهاق الأرواح جراء الحرب الأهلية بين الفصائل المسلحة وحكومة جوبا، حيث شهد رئيس مجلس السيادة الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” والرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” التنصيب لهؤلاء النواب، بوصفهم وسطاء في الاتفاق الموقع بين الفرقاء الجنوبيين، بيد أن تعيين النائب (الخامس) من بين الفصائل التي وقعت الاتفاق، كانت عقبة لإكمال العرس في جنوب السودان، إلى أن تدخلت الوساطة السودانية برئاسة “البرهان” فجاء اسم “حسين عبد الباقي حسين أكول” ابن السلطان “عبد الباقي أكول أقانج” الذي يعد من أقدم الزعامات السياسية المسلمة في دولة جنوب السودان، وكان معارضاً لحكومة “سلفاكير” وله أكثر من “مائة” من الأبناء، ومعظمهم جزء من الحركة الوطنية التي يقودها السلطان والقيادي المعروف د.”كاستيلو قرنق” وابنه “حسين”.
وخاض “عبد الباقي” الذي تحرك من الخرطوم صوب العاصمة جوبا لأداء القسم، خاض خلافات مع والده السلطان “عبد الباقي” بسبب دعواته للحوار مع الحركة الشعبية، حيث يتمسك “السلطان” بموقفه الرافض للحوار مع الحركة الشعبية أثناء فترة اندلاع الحرب بين الجيش الشعبي والمعارضة في الجنوب، ولكنه يتمسك بحمل السلاح.
سلاطين الدينكا قادوا مبادرة صلح بين السلطان “أكول” وابنه و”كاستيلو قرنق” ليعلن مؤخراً طي الخلافات في الحركة الوطنية المعارضة لنظام “سلفاكير” بجنوب السودان.
وينحدر “حسين عبد الباقي أقانج” من قبيلة (دينكا أبيم)، التي ينتمي إليها السياسي المخضرم “ألدو أجو دينق أكوي”، ورئيس هيئة أركان الجيش الشعبي السابق الجنرال “فول ملونق”.
أبناء السلطان:
وقال عضو الحركة الشعبية “وليم أشول بيتر” عن “حسين عبد الباقي” ابن السلطان في حديثه لـ(المجهر) إن أبناء السلطان “عبد الباقي أكول” أكثر من مائة ابن، ويمثل “حسين “المستشار السابق لرئيس حكومة الجنوب “سلفاكير”، قبل تمرده على حكومة جوبا، الابن رقم (57). وأضاف “أشول” أن أبناء السلطان كانوا يرفضون الخطوة التي أقدم عليها والدهم بحمل السلاح ضد الحركة الشعبية الأم أو استخدام العنف لتحقيق مطالبهم. وأوضح أن أبناءه وصفوا قرار والدهم في بيان صحفي بالخطوة المتعجلة. وقالوا إنه يتعارض تماماً مع رغبة أسرته، ودعوه – على لسان “حسين عبد الباقي أكول” – للعدول عن موقفه والجلوس للحوار مع الحركة الشعبية. وقال “حسين” في البيان إن الحركة على استعداد للحوار مع السلطان “عبد الباقي”. واتهم جهات بدعم والده لنسف الحوار (الجنوبي – الجنوبي) وعرقلة استقرار الجنوب، وأضاف أن قوات السلطان “عبد الباقي” التي يشارك فيها بقدر كبير أبناؤه استوعبت في الجيش الشعبي، وليس هنالك من يرغب في الخروج عليه.
وقال “بيتر” إن الخلافات بين السلطان “عبد الباقي” وأبنائه الذين يفوق المائة شخص أغلبهم ضباط في الجيش الشعبي. ووقعت ملاسنات ومشادات بين السلطان “عبد الباقي” وأبنائه بمنزلهم بالكلاكلة إثر محاولتهم إثناءه عن موقفه الجديد، ويبلغ السلطان عبد الباقي من العمر (85) عاماً، وهو من أقدم الزعامات السياسية المسلمة.
خلافه مع “كاستيلو”:
ويقول القيادي بمجموعة (سوا) “أقوك اكانيج” إن الحركة الوطنية بقيادة “عبد الباقي” وابنه “حسين عبد الباقي” أنهوا خلافاتهم مع “كاستيلو قرنق” بعد الوساطة التي قادها سلاطين قبائل الدينكا بقبول المبادرة التي أفضت بحل جميع الخلافات الإدارية لحين عودة قائد الحركة “كاستيلو”.
وضربت موجة انقسام حاد جسم (الحركة الوطنية لجنوب السودان) بقيادة “حسين عبد الباقي أكول” وهي فصيل في تحالف المعارضة، عندما أعلن قائدها العسكري عزل زعيمها متهماً إياه بعرقلة السلام.
واعترف “أكول” بـ”كاستيلو” رئيساً للحركة الوطنية وقائداً أعلى للجيش الوطني، قائلاً: (أعلن لكم أن الخلاف انتهى داخل الجبهة، وأن الحركة الوطنية لجنوب السودان متوحدة تحت قيادة القائد العام ورئيس الحركة الوطنية “كاستيلو قرنق”.
إقالة “كاستيلو”:
وقال أستاذ العلوم السياسية “خميس أوكانج” إن الخطوة التي قام بها “حسين عبد الباقي أقانج” أثناء سير المفاوضات بالخرطوم في ملف اقتسام السلطة والثروة. وأعلن إقالة رئيس الحركة الوطنية “كاستيلو قرنق” فاجأت الوفود التفاوضية من خلال ببيان أدلى به رئيس أركان الحركة الوطنية لجنوب السودان الجنرال “أقانج عبد الباقي أكول” معلناً إقالة “كاستيلو قرنق”.
وقال “خميس” إن السلطان “عبد الباقي أكول” قبل أن يفاجئة ابنه إن الأطراف مستعدة لقبول أمر قيادة الحركة الوطنية والجيش الوطني.
اختياره نائباً:
وقبل مراسم التنصيب عقد تحالف (سوا) اجتماعات مكثفة مع قيادات التحالف الذي يضم “عشرة” لاختيار مرشح واحد من بين “ستة” مرشحين ليتوافق قيادات (سوا) حول اختيار “حسين عبد الباقي” ابن السلطان، وبذلك يتم إغلاق صفحة الخلافات في الجنوب باكتمال (النائب الخامس) لـ”سلفاكير ميارديت”.
بعد أن أدى زعيم المعارضة المسلحة “رياك مشار” اليمين الدستوري نائباً أول للرئيس في خطوة تمهد لاستكمال بنود اتفاق سلام وقع منتصف العام الماضي.
وبحسب اتفاق السلام أدى ثلاثة نواب هم “جيمس واني إيقا”، و”تعبان دينق قاي”، و”ربيكا نياندينق دمبيور”، اليمين الدستورية كنواب لـ”سلفاكير” بينما ترك اسم (النائب الرابع) شاغراً، قبل أن يعلن اختيار “عبد الباقي”.
وفي أول خطوة بعد تعيين النائب الأول أقال الرئيس “سلفاكير” الحكومة الانتقالية بالكامل.
توافق (سوا)
توافقت المعارضة الجنوبية (سوا) على اختيار “حسين عبد الباقي أكول” نائباً خامساً للرئيس “سلفاكير” ممثلاً لتحالف المعارضة
يذكر أن “عبد الباقي” من أبرز قيادات الحركة الوطنية بمنطقة بحر الغزال بجنوب السودان، وقد تم ترشيح (6) قيادات من بينهم السياسي المخضرم دكتور “كاستيلو قرنق” وآخرون، وقد وقع الاختيار على القيادي “حسين عبد الباقي أكول”.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحركة الوطنية لجنوب السودان، ونائب المتحدث باسم تحالف المعارضة الجنوبية (سوا) “استيفن لوال” عن تنصيب “حسين عبد الباقي أكول” نائباً للرئيس “سلفاكير” في القصر الجمهوري.
موافقة “سلفاكير”:
ووافق الرئيس “سلفاكير” على اختيار القيادي “حسين عبد الباقي” عن الحركة الوطنية لجنوب السودان لمنصب نائب الرئيس ممثلاً لتحالف (سوا).
وبترشيح “حسين” نائباً خامساً اكتمل نواب “سلفاكير” الخمسة، وهم: “رياك مشار”، “ربيكا قرنق”، و”تعبان دينق”، “جيمس واني إيقا” و”حسين عبد الباقي”. ورشحت “سوا” “عبد الباقي” بعد خلافات استمرت لثماني ساعات بين مؤيدين لدكتور “لام أكول” وآخرين رافضين له.
وعقدت تنظيمات وأحزاب تحالف (سوا) اجتماعات بين القيادات، واتفقت على ترشيح النائب الخامس لإكمال نواب الرئيس “سلفاكير”، وأدى “عبد الباقي” القسم. وقال زعيم المعارضة “رياك مشار” إن هناك عدداً من القضايا ما تزال عالقة ولم يتم حسمها. وأضاف أن الاجتماع مع “سلفاكير” هو بداية لاكتمال ما تبقى من مهام وملفات. ودعا إلى تضافر الجهود لدعم السلام في الجنوب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية