بكل الوضوح

(كرهتونا) ثورة المليون أيقونة ؟!

عامر باشاب

{ في الوقت الذي تمر البلاد بأزمة وضائقة اقتصادية قاسية، بأن أثرها بكل القسوة على معيشة المواطن السوداني البسيط الذي أضحى حاله يغني عن سؤاله، وظل في حالة معاناة على مدار الساعة في البحث عن لقمة العيش ويخاطر يوميا في ركوب الصعاب للوصول إليها لكن دون أمل في لحاق سباق السوق (السوق فيك يسوق).
{ في هذا الظرف العصيب الذي يستمسك فيه غالبية الشعب السوداني بحبل الصبر والحكمة، يخرج علينا بعض قيادات قوى الحُرية والتغيير وتجمع المهنيين بتصريحاتهم العجيبة محرضين الشباب للخروج في مليونية لمناصرة المدعو (دسيس مان) الذي أدين بتهديد رجل قانون ورد الجميل له بمليونية باعتباره (أيقونة الثورة) والغريب (الخميس) الماضي، خرجت مليونية تحت عنوان رد الجميل للملازم أول “محمد صديق” وبذات الحجة (أيقونة الثورة) وهناك من يرى بأن الطبيب “محمد الأصم” هو (أيقونة الثورة) وذات اللقب (أيقونة الثورة) حملته الكنداكة المهاجرة “آلاء صلاح” وحمله إعلامي مواقع التواصل الاجتماعي (شو تايم)، وحمله وحمله الكثيرون لدرجة أننا في السودان ضربنا الرقم القياسي في (الايقونات) لتستحق ثورتنا بهذا العبط لقب (ثورة المليون أيقونة).
{ بالله عليكم إذا كانت هذه هي رؤية الأشخاص الذين يدعون أنهم قيادات الثورة وتيارها المحرك الذين ينتظر منهم المواطن أن يمارسوا الضغط على قيادات الحكومة الانتقالية حتى يعجلوا بالخطط الإسعافية التي تخرج البلاد من دائرة الضيق إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية بما يؤدي للاستقرار المعيشي للجميع ..
{ حقا إذا كانت مطالبات من نصبوا أنفسهم صناع وحراس الثورة مليونيات تحت عناوين بعيدة عن واقع الحال وعن الظروف المأساوية التي يعيشها المواطن، ماذا سيفعل تماسيح السوق من (التجار ورجال الأعمال) الذين ظلوا يتحينون الفرص ويستغلون أي ظرف لإشباع شهوة الثراء عبر رفع الأسعار ومضاعفة قيمة السلع والمنتجات خاصة الضرورية؟!
{ أنصح الثوار الحقيقيين أصحاب الوجعة أن يعيدوا النظر في قيادات الثورة وأن لا ينخدعوا بعد الآن في الخروج لوضع المتاريس في الطرقات وإشعال النيران في (اللساتك) لأجل مطالب هايفة لا تخدم المواطن ولا تصلح أعطال الوطن !!،
{ وأن كانت هناك مليونية مستحقة فلتخرج لتعجّل بعملية الإصلاح والتغيير بدءاً بإبعاد وزراء النظريات الفاشلة والرؤى غير الواقعية والتصريحات المحبطة والمستفزة، والمطالبة بتكليف قيادات جديدة محصنة بالخبرات والتجارب والفطنة والحنكة والهمّة للعطاء والحرص على العمل والإنجاز في كل ما يحقق لمواطن السودان الحد الأدنى من الرفاهية .
} وضوح أخير
{ حقاً بلادنا لم تعد تحتمل الفاشلين الذين ظلوا يسيطرون على الكثير من المواقع، وبدم بارد يقودونها للوراء متشبثين بالكراسي والمناصب و(الترطيبة) دون أن يقدموا إضافة أو يحدثوا تغييراً في محيطهم العملي، بل إن غالبيتهم ساروا على درب الفاشلين في الحكومة الساقطة وساهموا في مضاعفة الدمار والخراب الاقتصادي وزادوا في تشوهات الخدمة المدنية في التراجع والانهيار الذي تشهده الكثير من مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات.
{ حقاً.. من أين أتى هؤلاء الوزراء الفاشلون من أمثال “عباس مدني” الذين لم يستطيعوا تغيير الواقع ومتى يغادرون تلك المواقع ؟
ومتى يحدث التغيير الحقيقي الذي يطمح إليه الشعب السوداني وثار كل تلك الثورة من أجل الوصول إليه ؟!
{ كفانا ضياع.. كفانا ودار.. كفانا مهازل واستهتار.
{ اللهم لا نسألك رداً لقضاء ولكنا نسألك اللطف.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية