رئيس الهيئة البرلمانية للمجلس "هشام البرير": فوجئنا بوصول الكتاب المقدس لعدد من الأعضاء وحثهم على اتباع (المسيحية)!!
القصة حافلة بالمعاني والدلالات الخطيرة التي لا تخطر على البال، فالحدث غير مسبوق يصاب فيه المرء بالدهشة والحيرة والاستغراب الكثيف، فقد شهد مجلس الولايات في الأيام الفائتة حملة منظمة تتمثل في وصول عدد من نسخ الكتاب المقدس مرسلة بعناوين دقيقة لأعضاء مجلس الولايات بهدف إطلاعهم على التعاليم المسيحية والتبحر في قيم الكنيسة!!
(المجهر) حاورت الأستاذ “هشام البرير” رئيس الهيئة البرلمانية لمجلس الولايات حيث قمنا بتوثيق هذا الحدث الفريد بالصورة والإفادات المباشرة.
كان “هشام البرير” متحمساً وشفافاً وواثقاً من صحة معلوماته وهو يشتكي للصحافة عبر (المجهر) متجاوزاً السلطات المختصة التي حملها مسؤولية التهاون في ملاحقة ظاهرة التنصير.
{ كيف كانت ملامح الدعوة للتنصير في مجلس الولايات؟
– المسألة في البداية لم تكن دعوة للتنصير بالشكل الواضح، بل كانت عملية مخملية ترتكز على تقديم التعاليم المسيحية وإرشادات الكنيسة في إطار خطوات حثيثة ومدروسة لتوصيل رسالتهم بالتدرج دون ضوضاء، ولا شك أنهم يدركون أن الإنسان المسلم صاحب الوعي مؤهل للدفاع عن عقيدته بكل ما يملك؛ لذلك كانت رسائل التعاليم المسيحية تتأرجح بين الصعود والهبوط من قبل عام، غير أنني شعرت أنها بدأت تتكشف هذه الأيام وخلال الأيام الفائتة بالشكل الذي يدعو للقلق والانزعاج.
{ ما هي دلائل القلق الذي ذكرت بأنك تشعر بوجوده؟
– (قال بعد صمت): تصور قبل أسبوع عادت الحملة التنصيرية والدعوة للالتفات والاهتمام بالمسيحية إلى أروقة مجلس الولايات تحمل في طياتها منهجاً خطيراً ورسالة مكثفة بعنوان (30) عضواً بالمجلس تحثهم على مطالعة الكتاب المقدس ودراسة التعاليم والحكمة المسيحية وأدبيات الكنيسة الواردة في الحملة، وقد اتضح أن الدعوة سوف تصل إلى جميع أعضاء مجلس الولايات في المستقبل.
{ من هم أبرز أعضاء مجلس الولايات الذين وصل إليهم الكتاب المقدس؟
– هم دكتور “أمبلي العجب” و”هشام البرير” و”بدوي الخير” و”أبو القاسم محمد إبراهيم” و”محمد إسحق” والناظر “صلاح علي الغالي” و”الشريف التهامي” و”آمنة آدم بركة” و”هاجر عوض السيد”.
{ إذن ما هي الجهة التي تقوم بمحاولة التنصير والاهتمام بتعاليم المسيحية بحسب رأيكم؟
– في تقديري أن هذه الحملة المنظمة من ورائها مجلس الكنائس العالمي، فهو يحاول جذب المسلمين إلى الدين المسيحي في إطار حملة تأخذ البعد التاريخي والرسالي من زاويتهم، فالشاهد أن الجهة التي أرسلت إلينا الكتاب المقدس بتلكم الكميات هي كنيسة القديس المسيح بمدينة (كلورادو) بالولايات المتحدة الأمريكية من كبير القساوسة “تاسان سي جوست” وهذا القديس أرسل إلينا (الإيميل) وعنوانه WWW.org Box 1708 والرقم (7026861180) “كلورادو” سيتي”.
{ ما هي المرفقات الموجودة مع الكتاب المقدس الذي وصل إليكم في مجلس الولايات؟
– وجدنا أن المرفقات عبارة عن أدبيات روحية تحفز المرء على الدخول في الدين المسيحي، فهنالك الحديث عن الصراع بين الحق والباطل وتحذير للأمة من الخسران والطريق للحصول على الراحة النفسية والتحضير للآخرة والسيد المسيح وخصائصه..
{ أليس غريباً أن تتم دعوة الدخول للمسيحية لشخصيات سياسية ناضجة مثل أعضاء مجلس الولايات؟
– قد يكون هذا من وجهة نظرنا، غير أن الأمر يختلف في مفاهيم الكنيسة من خلال السياق الدعوي والروحي..
{ لماذا لم تبلغ السلطات المختصة عندما وصلت إليكم تلك الكميات من الكتاب المقدس؟
– مجلس الولايات الآن في إجازة سنوية وأنا أحضر إلى مكتبي بوصفي رئيساً للهيئة البرلمانية للمجلس لإنجاز بعض المهام والتكاليف، وقد جاءت تلك الكتب خلال هذا الظرف، وقد كان رأيي إبلاغ الإعلام خصوصاً جريدة (المجهر السياسي) لاقتناعي بدورها المتعاظم على صعيد السياسة والمجتمع فضلاً عن ذلكم أسجل صوت احتجاج كبير لوزارة الأوقاف والشئون الدينية وهيئة علماء السودان.. أين دورهم في إيقاف جحافل التنصير في البلاد .. ماذا فعلوا وماذا قدموا؟
{ كلمة أخيرة؟
– تابعت بدقة متناهية زاوية الأستاذ “الهندي عز الدين” (شهادتي لله) وهو يتناول ويلات الردة عن الإسلام بأنه أمر جلل باعتباره خارج جدل الحريات والسياسة، وقارنت بينه ومحاولة التنصير والدعوة الكنسية التي جاءت إلينا في مجلس الولايات – التي لن تنجح بإذن الله – فوجدت الكثير من التطابق وأوجه الشبه من حيث الأبعاد والمضمون.