عندما يتحدث الأغنياء عن الفقر!! يتحدثون بلغة تشبههم وبمفردات تناسبهم، ومن ذلك ما روته الحكايات الشعبية عن المأسوف عليها “ماري أنطوانيت” زوجة الإمبراطور لويس (رقم كم مش عارف).. وهي تدعو شعبها لتناول الكيك إذا لم يجدوا الرغيف.. إن الفقراء حتى في اللغة يمدون رجلهم على قدر لحافهم.. وما عبارة ( قدر ظروفك) إلا ترجمة رسمية لحالة اللحاف السوداني.. في الولايات المتحدة وإبان أزمة الطاقة عام ١٩٧٣م.. اضطرت سيدة أمريكية برجوازية لترك سيارتها، بعد أن نفد وقودها، وركبت المواصلات العامة.. لأول مرة في حياتها على الأرجح.. وقد سمعوها تحكي لصديقتها وهي تبكي وتقول:
(هل تصدقين يا عزيرتي أنني وجدت نفسي وآخرين في باص، وكأنه علبة كافيار)!! ولم تقل على عادة الطبقات الأقل (كأنه علبة ساردين).. لأنها وبحسب صحيفة (الصن) معذورة لأن الكافيار هو ساردين الأغنياء!!.. وفي عهد الديمقراطية الثالثة، وقفت نائبة برلمانية من كتلة المعارضة الإسلامية وقالت: (سيدي الرئيس لقد عجز الشعب عن شراء (قفة) الخضار..!!) ولكن الأستاذ “نقد” له الرحمة، لم يشأ أن يدع (القفة) حتى في الكلام، تمر مرور الكرام.. فقد طلب فرصة وقال: (سيدتي الفاضلة شعبنا لا يعرف قفة الخضار مثلكم.. إنه يعرف كيس الملاح)!!.. وفي مقالة كتبها الملياردير الأمريكي “بيل قيتس” أغنى رجل في العالم ذات يوم، يتحدث فيها عن (سلة) السلع.. ويقول:
(من الصعب للغاية مقارنة قيمة سلال السلع عبر فترات زمنية مختلفة.. ففي أمريكا كان اقتناء مجموعة من الموسوعات في عام ١٩٦٠م أمراً مكلفاً.. ولكنه يحمل قيمة عظيمة بالنسبة للأسر التي يواظب أبناؤها على الدرس والتحصيل.. أستطيع أن أتحدث من واقع تجربتي الشخصية، حيث أنفقت ساعات طويلة في القراءة في مجلدات لموسوعة كتاب العالم التي اشتراها والداي لي أنا وأختي.. الآن بفضل الانترنت أصبح بوسع الأطفال الوصول إلى أعظم قدر من المعلومات مجاناً..)
سيد “قيتس”.. متى سيكون بوسع أطفالنا الوصول إلى الغذاء والدواء مجاناً..؟!!
شكرااا “حمدوك”..!!