بينما يمضي الوقت - أمل أبوالقاسم

لله درك يا وطني

أمل أبو القاسم 

لم نتابع أو نستمع طيلة سني عمرنا، أو منذ أن تفتقت مداركنا على الحياة، وما يتمخض من تداعياتها على الصعد كافة، أن سمعنا لغواً كثيراً عن المؤسسة العسكرية كما نستمع الآن، فالجيش عندنا وبحسب عقيدته الثابتة كيان منفصل لا يمكن المساس به البتة، فهو حامي حمى الوطن بالداخل والخارج حدوده وبواطنه، وما يتخلل ذلك وكفى.
لكن الآن والآن تحديداً ظللنا نستمع إلى لغط كثيف يدور حوله يتناول في المقام الأول إعادة هيكلته، وهي أن صح التعبير حله البتة. وهو مرمى ربما كان بعيد الأجل والتخطيط له يجري على قدم وساق حتى حانت ساعة الصغر، وهي وضع السودان الآن الذي يبدو أن التغيير الذي طاله بعيد كل البعد عن الدواعي الاقتصادية وضيق العيش إنما لأجل مرامي ظل يكرس لها البعض منذ أمد طويل.
وذاك يؤكده ما استمتعت اليه من تسجيل صوتي لأحدهم وهو يعلق على التقرير المفصل الذي أوردته المخابرات التركية المعروفة بدقتها، وقد تناول موضوع هيكلة أو حل الجيش من قبل منظمات تتبع لدولة غربية عظمى تمول المشروع الذي ولغ فيه شباب يتبع للحزب الشيوعي وتشرف عليه منذ أمد، وقد ذكر التقرير أسماء بعينها بينها الشابة (آلاء صلاح)، أيقونة (الثورة المزعومة) التي فقط بدأ وانتهى دورها بارتدائها لثوب أبيض ووقوفها على سطح عربة و’إلقائها لقصيدة لتصبح وتنطلق بعدها نحو آفاق عالمية، وهي كما بدا تعمل في منظمات الشيوعيين المدربة على مستويات عالية، وربما فعلتها تلك كانت ضمن جدولة عمل الخارج.
المهم في الأمر أن التقرير موجود وسبق أن روج له في (الميديا) يمكن مراجعته.
لكن يبدو أن الأمر واقع فعلي يجري العمل عليه على أعلى المستويات، وتتورط فيه دول أفريقية أو ربما كما يبدو، ولنأخذ هذا مقروناً باتفاق “حمدوك” مع ألمانيا على تدريب الجيش وإعادة هيكلته، هذا إلى جانب حديث “ياسر عرمان” من جوبا لإذاعة (أم درمان) وقد أسرف بالحديث عن إعادة هيكلة الجيش السوداني. والأخطر ما نما عن الشروع في توزيع رتب عسكرية على بعض الشباب في أم درمان مع تسليح خفيف، والأكيد أن ما خفي أعظم.
نوه صاحب التسجيل الصوتي القوات المسلحة إلى ضرورة الانتباه إلى ما يحاك ضدها، لكني أوقن ومن منطلق أن لدينا استخبارات عسكرية قوية ومدربة على أعلى المستويات، وكذا جهاز مخابرات وطني يعد الأول على مستوى الوطن العربي، فلن تفوتهم هكذا مؤامرات، ورغم ثقتنا في وطنيتهم فنحن نعول عليهم في التماسك والتصدي لهذه المخططات التي ستورد أمن البلاد موارد الهلاك، وعندها بلا شك سينفرط العقد ونصبح صيداً سهلاً للاستعمار من عدة دول عربية وغربية، وقد بدأت بوادره فعلياً في حكومة الحزب الشيوعي. ولله درك يا وطني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية