عز الكلام

وما زال مسلسل التسول متواصلاً!

ام وضاح

واحدة من أسوأ الخيارات التي اتخذها نظام الإنقاذ كوسيلة للخروج من المأزق الاقتصادي والأزمات الطاحنة التي واجهته في السنوات الأخيرة كانت خيار (الشحدة)، والرئيس السابق تحول إلى (شحاد) عالمي، وشال كورته وطاف بها كل دول الخليج الحد الذي أفقدنا قيمتنا وهيبتنا ومكانتنا، ووصل ببعض الدول الحال أنها كانت تستقبل الرئيس بشكل مهين، بسبب هذا الانبراش المعيب في حق شعب وبلد حدادي مدادي تتحدى ثرواته وخيراته كل شعوب الأرض، لكنها ظلت عديمة القيمة، لأن غالبها الأعظم غير مستغل، وحتى الذي استغل ضاع في دهاليز الفساد و(الخبت والبلع)، لذلك سعدنا وفرحنا بثورة ديسمبر ليس لأنها أزاحت نظاماً فاسداً وفاشلاً فقط، ولكنها أعادت للشعب السوداني هيبته وقيمته وسط الشعوب، وكنت اتصور أن تمضي الحكومة في هذا الاتجاه وأقصد اتجاه الكرامة والاعتماد على الذات والاعتداد بالنفس، وأن تبدأ في تفجير الطاقات البشرية واستغلال الموارد المدفونة والاستفادة من روح الثورة في اندياح ثورة صناعية وزراعية تجعل من السودان دولة ناهضة، تمتلك كل مقومات الدول الكبرى بمساحة زراعية واسعة وثروات مائية وحيوانية ومعدنية وأيادٍ عاملة تنتظر من يطرد عنها الكسل والتثاؤب، ويؤذن لها (حيَّ على الفلاح) لكن الذي حدث كان محبطاً ومؤلماً وحكومة “حمدوك” حتى الآن لا تملك من الحلول والبدائل سوى خيار التسول العالمي الذي لا يتحرج وزير المالية عن إعلانه واعتماده كبند أول في ميزانيته ومخرج طوارئ أساسي في سياسته الاقتصادية، والرجل ظل يقول إنهم سيعتمدون على الأصدقاء الداعمين لإيجاد الحلول للأزمات الاقتصادية، والأصدقاء الداعمين ديل هم بالدارجي (الناس المشحتننا ومديننا وكاسرين عينا)، والرجل ظل في حالة فرح وانتظار للفرج بانعقاد مؤتمر للمانحين في أبريل لكن يا فرحة ما تمت، وقد تم تأجيل المؤتمر حتى يونيو وطبعاً هؤلاء لا يتخدون قراراً كقرار التأجيل ما لم يكونوا راقدين ليهم فوق فهم ورأي، وهذا ما قلناه أكثر من مرة إنو ما في زول بديك حاجة حسنة لله ما لم يكن أمامها مقابل، ومن لا يملك قوته لا يملك قراره، لكن “ود البدوي” ما عائز يفهمنا، ولا يدينا فرصه نفهمه أن حلول الأزمة الاقتصادية لهذا البلد ليست في الاستدانة والتبطل والتعطل على بوابات الحكومات والمنظمات، حلنا ياحضرات السادة في الانتاج والاعتماد على الذات وتسخير طاقات الشباب نحو ثورة اقتصادية عارمة، وحكومة الثورة كنا ننتظرها حكومة تختلف عن كل الحكومات لتصبح بعيدة عن الروتين والتقليدية والحلول الركيكة ببساطة، كنا نريدها حكومة قادة وزعماء كما “غاندي” و”مهاتير” و”مانديلا” وأسماء كثيرة صنعت التاريخ، وليس حكومة موظفين كل عمل وزرائها التوقيع على دفتر الحضور، وكأنك (يا أبوزيد ما غزيت) لنبدل حكومة فشلت في أن تستنهض همم الشعب السوداني بأخرى تسير على ذات الطريق، ونبدل رئيساً متسولاً بوزير مالية لا يملك حلولا أو معالجات أو مبادرات، وهو الآخر شائل قرعته (ولافِّي بيها) ياخي تباً لكم جميعاً فضحتونا و(شرطتوا عينا).
كلمة عزيزة
كون السيد وزير التجارة والصناعة “مدني عباس” لجنه سمَّاها لجنة مراقبة الأسواق، وهي لجنة ولدت ميتة من يومها ولم يحس بها المواطن لأن الأسواق لازالت تواصل الغلو والانفلات، وأكبر دليل على ذلك أنه منذ أسبوع تضاعفت كل أسعار البهارات التي تدخل في صناعة (الآبري) لأن التجار يعرفون أن الأسر بدأت في الاستعداد لصناعته استقبالاً للشهر الكريم، وهو استغلال غير كريم من التجار لاحتياجات المواطنين، أها يا “حسن أبوعوف” رئيس اللجنة الكلام ده عارفه ولا أول مرة تسمع بيه؟
كلمة أعز
بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة في موضوع الملازم أول الذي تمت إقالته في كشف دوري واعتيادي بيان قوي وواضح جدد مسؤولية القوات المسلحة وهيبتها، وأنها مؤسسة ذات إرث عظيم لا ترضخ للابتزاز ولا تعرف الفوضى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية