“محمد صديق” قصة ضابط فصله الجيش، وأعيد للخدمة في أقل من (24) ساعة بأمر الشعب. وفور إعلان الخبر انتشر بسرعة الضوء في وسائط التواصل الاجتماعي، ودعت بعض المجموعات إلى تسيير موكب غداً (الخميس) باسم مليونية رد الاعتبار للملازم أول “محمد صديق”. يذكر أنه في يوم التاسع من شهر أبريل الماضي، وقبل سقوط النظام نزل الملازم أول “محمد صديق” برفقة جنوده لصفوف الثوار أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، ودعا رفقاءه بالاصطفاف مع الشعب سلمياً، وحينما ردد الثوار (تمسكها أنت) ـ في إشارة منهم لقيادة البلاد، فكان رده: (نحنا ما دايرين نمسكها نحن وقوفنا معاكم عشان تسقط بس والرهيفة تنقد)، وأمس عقب احتجاج الثوار الذين يرون أن إحالة من ساندهم في وقت شدتهم وضيقهم وحماهم من النيران والموت يجب أن لا يكون مصيره الإحالة للمعاش، وهو لازال في العتبات الأولى للقوات المسلحة، قبل أن يراجع مجلس السيادة قرار الإحالة والتراجع عنه وإعادته ليواصل مشواره.
الخرطوم – وليد النور
وسارع الناطق باسم مجلس السيادة الانتقالي “محمد الفكي سليمان” بالإعلان أن الملازم أول “محمد صديق” الذي ورد اسمه ضمن المحالين إلى التقاعد في كشف صدر أمس (الثلاثاء)، سيظل في القوات المسلحة.
وقال “الفكي” في منشور على صفحته بـ(فيسبوك) أمس (الثلاثاء): إن (الملازم أول “محمد صديق” سيظل في صفوف قواتكم المسلحة، حارساً لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام والعدالة). وأضاف أنه تمت مراجعة القرار وإعادة الملازم “محمد صديق” للخدمة.
كشوفات عادية
وكانت القوات المسلحة أعلنت، في بيان عبر (فيسبوك)، أمس (الثلاثاء)، إحالة عدد من الضباط “من رتبة عقيد حتى ملازم “إلى المعاش”.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة في بيان، (إن الكشوفات الصادرة بقرار الترقية والإحالة للضباط مترقبة في هذا التوقيت من كل أفراد القوات المسلحة، ولا تعتبر كشوفات فوق العادة وتنجز بمهنية عالية). وذكر البيان (إن القوات المسلحة أصدرت (الاثنين) الماضي كشوفات تقاعد للمعاش وترقيات حسب ما هو معتاد بداية كل عام جديد، وفقاً للوائح فرع شئون الضباط، وشروط اجتياز حواجز الترقي والاستمرارية بالقوات المسلحة.
وأضاف البيان (إن الكشوفات التي صدرت حالياً، شملت رتب الضباط من رتبة العقيد حتى الملازم وسوف تتوالى بقية الكشوفات لاحقاً”.
ردود أفعال عنيفة
وأثارت الخطوة ردود فعل عنيفة، إذ إن الكشوفات التي أعلنت تضمنت أسماء ضباط، شاركوا في ثورة ديسمبر ضد النظام البائد الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع “عمر البشير”، وظهروا بين المعتصمين والمحتجين أمام القيادة العامة للجيش.
بينما دعا نشطاء على مواقع التواصل إلى تنظيم “مليونية” غداً (الخميس) للاحتجاج على إحالة الضباط الذين ساندوا الثورة للمعاش.
وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي نبأ إحالة أحد الضباط المتضامنين مع المتظاهرين في ثورة ديسمبر السودانية عند اعتصامهم أمام ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة في يوم 6 أبريل من العام الماضي.
مخالفة الأوامر
ويعتبر الملازم أول “محمد صديق” من أوائل الضباط الذين تضامنوا مع الثوار في ساحة الاعتصام، وأعلن مخالفته للأوامر العسكرية في مواجهة الثوار، داعياً جميع القيادات العسكرية للانضمام إلى الثوار في ساحة الاعتصام في ذلك الوقت.
وعبر رواد التواصل الاجتماعي في السودان عن غضبهم، واصفين أن ما حدث يعد “سقوطا آخر للثورة”، في حين دعت بعض لجان المقاومة السودانية إلى تظاهرات مليونية تضامناً مع الضباط الذين ساندوا الثورة السودانية، وأحيلوا في ما بعد إلى المعاش وفقاً لقرار القوات المسلحة.
وقالت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إن كشوفات الإحالة للتقاعد، شملت” أيضاً إحالة بطل الثورة والجيش “محمد صديق إبراهيم أحمد”، الموجود حالياً بمنطقة (جبيت في شرق السودان) وكان “صديق” كتب في حالته على (الواتساب): (عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) تمت إحالتي للمعاش اليوم).