"صلاح مصطفى": تمنيت أن أكون محامياً .. وانفعلت بـ (أكتوبر) بدون انتماء سياسي
قدم أجمل الألحان، وتغنى بأفضل الكلمات (بعد الغياب) و(حبة شوق) و(من الأعماق) و(شارع الصبر)، وتغنى لأكتوبر.. رغم شهرته فهو ما زال زاهداً متواضعاً.. حاولنا أن نتعرف عليه أكثر.. مولده ونشأته.. كيف بدأت علاقته بالفن، والألحان التي قدمها.. وما علاقته بالسياسة.. وغيرها من الأسئلة في هذا الحوار القصير:
{ سألناه من أنت؟
– “صلاح مصطفى محمد الحسين”.. من مواليد مدينة أم درمان.. نشأت وترعرعت، وتلقيت كل تعليمي فيها، ثم دراسات أخرى بإنجلترا.
{ ما هي هواياتك؟
– الشعر، كتابة وقراءة، والرياضة بمختلف ضروبها عدا السباحة.
{ المواد الدراسية التي كانت محببة بالنسبة لك؟
– التاريخ والجغرافيا.
{ ورغم حبك للمواد الأدبية اتجهت إلى مجال الهندسة؟
– عملت بمصلحة التلفونات آنذاك، والسبب كان يرجع للوالد الذي كان يعمل بمصلحة البريد والبرق ووجهني بالالتحاق بالمدرسة الخاصة بالبريد والبرق، وانخرطت في المجال الهندسي.
{ وإذا خُيرت.. ما هو الأفضل بالنسبة لك المجال الأدبي أم الهندسي؟
– إذا خُيرت كانت رغبتي الالتحاق بالقانون.
{ وما هو السبب؟
– كنت مولعاً بالسينما آنذاك وكانت تشدني الأفلام المصرية خاصة الأفلام التي تتناول قصصاً يكون جانبها المحاماة والقضاء، وكانت تعجبني المرافعات والخطابة بين المحامين.
{ نلاحظ أن معظم السياسيين من أهل القانون.. فهل كانت لك ميول سياسية برغبتك في أن يكون لك اتجاه لدراسة القانون؟
– لم تكن لديّ مدرسة سياسية محددة، ولم تشغلني رغم أنني سكنت في حي يجمع كل الزعماء السياسيين. كنت أسكن قريباً من منزل الزعيم “الأزهري” و”الصادق المهدي” و”عبد الله خليل” و”عبد الخالق محجوب”، وكل تلك التيارات لم تكن جاذبة بالنسبة لي، فكنت حيادياً والفنان له العديد من المعجبين بالتيارات السياسية المختلفة، لذا لا أريد أن أصنف مع هذا أو ذاك، وحتى في مجال الرياضة لم يكن لديّ ميول ظاهر للهلال أو المريخ.
{ وكيف دخلت الفن؟
– دخلت كملحن أولاً قبل أن أكون مغنياً.
{ وما هي الألحان التي قدمتها؟
– لحنت أغنية (عشان كده) كتب كلماتها الشاعر “عبد الله النجيب” وغناها الفنان الراحل “صلاح محمد عيسى”، وأغنية (سلام وكلام) كتب كلماتها أيضاً الشاعر “عبد الله النجيب” وغناها “عبيد الطيب”.
{ كثيراً ما يبدأ الفنانون الشباب كمقلدين.. فكيف كنت تنظر إلى التقليد؟
– التقليد عندي كان بغرض التدريب على الغناء وليس تقمصاً للفنان الأصلي، لذلك انتهجت أسلوبي الخاص في الغناء وهذا ساعدني في تكوين شخصيتي.
{ ذكرت أنك لم تكن لديك ميول سياسية ولكن أديت عملاً وطنياً كبيراً (نشيد أكتوبر)؟
– ثورة أكتوبر كان يغلب عليها اليسار، ولكنني انفعلت معها باعتبارها انتفاضة شعبية، والفنان فيها يعبر عما يجري من حوله من إحساس وانفعالات.
{ في وقت مضى كُتبت أجمل القصائد وقدمت أفضل الألحان لكن الآن نجد أن ما يقدم في مجال الفن والغناء أقل من مستوى الماضي.. ما هو السبب؟
– يرجع السبب في ذلك للاستقرار في حياة الكاتب والملحن وحتى الجمهور المتلقي لتلك الأعمال الفنية.
{ ألم يكن هناك تدنٍ؟
– ليس تدنياً، ولكن كل جيل له أدواته ومفرداته التي يعبر بها.
{ هل لديك علاقة بالوسط الفني خارج السودان.. وهل هناك محاولات لأعمال مشتركة؟
– في بيروت كنت قد التقيت بالمطربة “نجاح سلام”، وكان لدينا مشروع فيلم مشترك، وربما كان أحدث تحولاً في مجرى حياتي.
{ مدن في ذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– بيروت خارجيا، أما داخلياً فلا أفضل مدينة عن أخرى، فقد غنيت في معظم مدن السودان.
{ يوم فرح في حياتك؟
– أي عمل فني ونجاح الأبناء أعدّها أيام فرح.
{ ويوم حزن؟
– الإنسان عندما يفقد عزيزاً لديه يعدّ قمة الحزن.
{ أمانِ شخصية وللوطن؟
– أتمنى أن يتحقق السلام لكي يتحقق الاستقرار، والخروج من الأزمات الاقتصادية.