حوارات

أستاذ القانون الدولي رئيس مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان دكتور “أحمد المفتي” في حواره مع (المجهر)

السلام ليس مجرد توقيع وله مطلوبات وحكومة تعجز عن توفير الخبز لمواطنها ماذا ستفعل حيال القادم؟

لكن بعد أن توقع أين ستذهب بهؤلاء الناس الذين يحملون السلاح ؟ هل ستتركهم يدخلون المدن بأسلحتهم

تناول الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء دكتور “عبد الله حمدوك” إلى الأمم المتحدة بشأن وضع السودان تحت الفصل السادس بدلا عن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وقدّم قراءة قانونية لخطوة رئيس الوزراء وقال” إن الطلب أراد منه الدكتور “حمدوك” دعم ومساعدة السودان بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول للدول الأعضاء في المنظومة الدولية الحصول على دعم ومساعدة لمواجهة مطلوبات السلام حين لجوء أي بلد إلى خيار الحل السلمي ونبذ الحرب والعنف وأكد أنه لا يشتمل على أية وصاية دولية أو ولاية للأمم المتحدة على الدول ، موضحاً أن البنود الخاصة بالوصاية الدولية في ميثاق الأمم المتحدة تأتي في الفصلين(12 و 13 من المادة 75 وحتى المادة 91 ) أما الفصل السادس بمواده (33 وحتى المادة 38) فهو خاص بالمساعدات والدعم حين الانتقال إلى الحل السلمي : 1 من 2

حوار : سوسن يس

* ما في حاجة اسمها وضع السودان تحت البند السادس !
ما فعله “حمدوك” هو طلب مساعدات بموجب الفصل السادس لمواجهة مطلوبات السلام !

* هذه مكايدات سياسية ولا علاقة لهذا الأمر بالوصاية ولا بالولاية الدولية !

* أشيد بمطلب “حمدوك” الذي تقدم به إلى الأمم المتحدة وأدعمه !

* السلام ليس مجرد توقيع .. فأين سنذهب بحملة السلاح بعد السلام هل نتركهم يدخلون المدن بسلاحهم ولا يجدون الرغيف لتقوم حرب أهلية ؟!

* هناك حوالي مليون فرد يحملون السلاح وهناك لاجئون وهناك ألغام – هذه الأشياء سيفعلها البند السادس !

أوضح أستاذ القانون الدولي الدكتور “أحمد المفتي” أن الطلب الذي تقدم به الدكتور “عبد الله حمدوك” إلى الأمم المتحدة هو طلب دعم ومساعدة بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول للدول الأعضاء في المنظومة الدولية الحصول على دعم ومساعدة لمواجهة مطلوبات السلام حين اللجوء إلى خيار الحل السلمي ونبذ الحرب والعنف ، وكشف في حوار أجرته معه (المجهر السياسي) أنه و خلافاً لما راج على نطاق واسع فإن الفصل السادس لا يشتمل على أية وصاية دولية أو ولاية للأمم المتحدة على الدول ، موضحاً أن البنود الخاصة بالوصاية الدولية في ميثاق الأمم المتحدة تأتي في الفصلين(12 و 13 من المادة 75 وحتى المادة 91 ) أما الفصل السادس بمواده (33 وحتى المادة 38) فهو خاص بالمساعدات والدعم حين الانتقال إلى الحل السلمي في النزاعات والحروب ، واصفاً ما يتم تداوله على نطاق واسع من حديث عن وصاية دولية وولاية للأمم المتحدة على البلاد بموجب الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء إلى الأمم المتحدة ، والانتقاد الواسع الذي قوبل به بأنه ” مكايدات سياسية ” وأضاف قائلاً : “أنا ما قادر أستوعب أن المناكفات السياسية يمكن أن تصل إلى هذه الدرجة”.
وقال الدكتور “أحمد المفتي”: “الناس يعتقدون أن السلام هو توقيع فقط .. لكن للسلام مطلوبات كثيرة ، فبعد أن توقع على السلام ماذا ستفعل لهؤلاء الذين يعيشون بالمعسكرات .. كيف ستنقلهم إلى الوطن هل ستنقلهم “بطيارتك السودانية الواحدة دي ؟” من أين ستطعمهم ؟ الذين يحملون السلاح حوالي مليون فرد أين ستذهب بهم ؟ هل ستتركهم يدخلون المدن بسلاحهم “و يجوا يلقوا رغيف مافي ؟ عايز تعمل حرب أهلية؟ ” من الذي سيستلم سلاحهم ومن الذي سيقف على حاجاتهم ويقوم باحتياجاتهم المختلفة ويدمجهم ويأويهم ؟ المناطق المزروعة بالألغام من الذي سيقوم بنزع الألغام ؟ الأمم المتحدة بموجب الفصل السادس ستقوم بذلك وبكل مطلوبات السلام وهي لديها برامج لنزع السلاح وبرامج لإزالة الألغام وبرامج كثيرة جداً. هذا هو الفصل السادس”.
وأشاد دكتور “المفتي” بخطوة رئيس الوزراء التي قام فيها بمخاطبة الأمم المتحدة طالباً مساعدة بموجب الفصل السادس وقال ” أنا أشيد بها وأدعمها. رئيس الوزراء لا يريد أن يترك مباحثات السلام الجارية معلقة في الهواء لذلك قدم هذا الطلب.. لأنه بمجرد توقيع السلام فهناك مطلوبات للسلام علينا أن نقوم بها في اليوم التالي مباشرة”.

إلى مضابط الحوار :

# بلغة يفهمها المواطن العادي الذي لا دراية له بالقانون الدولي ماذا يعني الطلب الذي قدمته الحكومة للأمم المتحدة بوضع السودان تحت البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة..؟
– بلغة يفهمها المواطن العادي – السودان ما طلب وضعه تحت البند السادس، السودان طلب مساعدة ودعماً بموجب الفصل السادس . الميثاق مقسم لفصول والفصل السادس خاص بالدعم والمساعدة .. لأنه إذا تم توقيع السلام في جوبا اليوم فهذا السلام له مطلوبات .. هؤلاء اللاجئون الموجودون بالخارج من الذي سينقلهم إلى أرض الوطن .. من الذي سيطعمهم ؟ الحكومة الآن ليس لديها خبز يكفي للمواطنين الموجودين بالداخل دعك من هؤلاء الذين سيأتون من المعسكرات فمن أين سيتم إطعامهم ؟ الناس الذين يحملون السلاح وهم حوالي مليون فرد من الذي سيستلم سلاحهم ومن الذي سيقف على حاجاتهم ويقوم باحتياجاتهم المختلفة ويدمجهم ويأويهم .. الأمم المتحدة بموجب الفصل السادس ستقوم بكل ذلك.
الناس يعتقدون أن السلام هو مجرد توقيع ! لكن بعد أن توقع أين ستذهب بهؤلاء الناس الذين يحملون السلاح ؟ هل ستتركهم يدخلون المدن بأسلحتهم ؟
الأمم المتحدة عندها الطائرات التي تنقلهم ولديها برامج كثيرة وبموجب الفصل السادس ستقوم بكل هذه الأشياء . هذه هي القصة .

# لكن الأخبار الصادرة عن الحكومة وعن المتحدثين باسمها والأخبار المتداولة في كل مكان تقول إن حكومة السودان طلبت من الأمم المتحدة وضع السودان تحت البند السادس، دون أن توضح أن هذا البند خاص بالمساعدات أو أن الحكومة طلبت مساعدات .. لماذا جاء الخبر بهذه الطريقة التي خرج بها ؟

– جاء بهذه الطريقة بسبب المكايدات السياسية . هذه هي المكايدات السياسية ( ومش لو طالب بالبند السادس حتى لو ما طالب أصلا سينتقدونه ). هذه هي السياسة .

# لكن الحكومة لماذا لا تقوم بمواجهة هذه المكايدات السياسية بالتوضيح والتبيين والحديث بطريقة واضحة ؟

– وضحت وضحت وضحت ” قالها هكذا ثلاثاً ” ثم تابع : وأنا قرأت حديث مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة الموجود في نيويورك . وأعرفه معرفة شخصية . أصدر بياناً طويلاً وعريضاً وضح فيه كل شيء ومجلس الوزراء وضح كل شيء لكن وكما يقولون ” الما بدورك في الضلام بيحدر ليك”. فهذه هي السياسة ونحن مركز حقوق نقول البينة ونبرز الحقيقة .. وحديثنا هذا ليس دعماً لحمدوك ، ” نحن ما عندنا شغلة بحمدوك وسياسته عندنا شغلة بالوطن والمواطنين” . وهؤلاء الناس مواطنون سودانيون . شخص نزح إلى تشاد أو إلى أفريقيا الوسطى أو إلى غيرها ألن تعيده إلى وطنه وتوفر له احتياجاته ؟ .. الآن إذا قلت للناس الذين ينتقدون هذه الخطوة ماذا ستفعلون لهم بعدما يعودون لن أجد لديهم إجابة . أنا أقول لهم بموجب الفصل السادس عندنا ما سنقدمه لهم فأنتم ماذا عندكم لهم ؟

# الأخبار الآن متضاربة والصورة معتمة تماماً .. هل هناك فرق بين القولين :
“السودان طلب من الأمم المتحدة وضعه تحت البند السادس”
و”السودان طلب من الأمم المتحدة تقديم مساعدات بموجب البند السادس”..؟ هل هناك فرق بين العبارتين ؟

– أنت تطلب مساعدات بموجب الفصل السادس .. ” تضعه تحت البند السادس دي معناها شنو كدي اشرحيها لي”.

# أنا جئتك لتشرحها لنا .. هذا هو الخبر المتداول في كل مكان الآن فقانوناً ماذا يعني هذا الكلام ؟

– مافي كلام زي دا !

# ماذا يقول البند السادس في ميثاق الأمم المتحدة ؟

– البند السادس يقول: الحل السلمي للمنازعات وبالتالي عندما تحل سلمياً فهذا له مطلوبات .. عندما أقول البند السادس فأنا أقول حل المشاكل بالوساطة والطرق السلمية وألا يلجأ الناس للقوة وللعنف وأن هذا السلام عندما يتحقق فهناك أشياء لا تنفصل عنه .. نزع سلاح المتحاربين من الذي سيقوم بهذا العمل .. عندك ناس في ليبيا في جبل مرة في كذا في كذا هل لديك القدرة لجمع أسلحتهم ؟ الأمم المتحدة لديها برنامج اسمه نزع السلاح. الأماكن التي يقيم بها هؤلاء المحاربون مزروعة بالألغام من الذي سيزيل هذه الألغام ؟ الأمم المتحدة لديها برنامج اسمه نزع الألغام.
# هل البند السادس يشتمل على وصاية على البلاد أو ولاية دولية كما تقول الأخبار المتداولة بكثافة الآن ؟

– الناس يتكلمون ويقولون وصاية ! الوصاية عندها بنود في ميثاق الأمم المتحدة،( الفصلان 12 و 13 ، المواد من المادة 75 وإلى المادة 91 ) هذه اسمها الوصاية الدولية .
أما البند السادس هذا مواده من(33 وإلى 38).. فكيف شخص طلب شيئاً بموجب المواد(33 وإلى 38) تقول له هذه وصاية !!؟
الكلام لا يطلق هكذا ! قلت وصاية فأنت تتكلم عن المواد من (75 و حتى 91). قلت مساعدة فأنت تتكلم عن المواد (33 إلى 38). قوات دولية المواد التي تتحدث عنها هي كذا و كذا. لذلك عندما يقدم خطابه هو يوضح أي فصل يعني .لذلك أنا أقول لك الحديث عن وصاية وولاية هذا كيد سياسي.

# إذن البند السادس لا يشتمل على أي ولاية دولية أو وصاية للأمم المتحدة على البلاد ؟

– إطلاقاً.

# الفهم الذي وصل إلى قطاع كبير من الناس الآن هو أن الحكومة طلبت الوصاية الدولية بموجب البند السادس وأنه بموجب هذا الطلب سيكون السودان تحت ولاية الأمم المتحدة هذا هو الفهم العام الآن والحكومة تبدو ضعيفة في مسألة إجلاء الأمر وتبيين الحقائق وتوضيح ما طلبته بالضبط من الأمم المتحدة بموجب البند السادس .. ؟!

– “ما بكون عندها خبرات .. نحن نعمل شنو .. دا ربنا و دي حكمته” . نحن ما نستطيع عمله هو أن نقول رأينا للوطن وللمواطنين .

# دكتور، ما علاقة البند السابع الذي فرض على السودان بسبب تجاوزات حكومة “البشير” السابقة بالبند السادس الذي تطالب به الحكومة الانتقالية الآن.. هل هناك علاقة بينهما ؟ وهل وجود السودان تحت السابع يستلزم إتباعه بالسادس أم ماذا ؟

– لا . هذان أمران مختلفان . البند السابع إجباراً و قسراً. يجبروك عليه وإذا لم تقبل ينفذونه بالقوة . والسادس شيء اختياري ، طلب مساعدة . وهي الآن تقوم بالمساعدة، فبرنامج الأمم المتحدة بشارع الجامعة أصلاً موجود ويقوم بهذه الأشياء ولكنه يقوم بها في إطار ضيق وبإمكانيات ضعيفة جداً. وهناك ملايين الدولارات تأتي سنوياً عبر الأمم المتحدة للإغاثة. (800) مليون دولار في السنة. فهل هذه وصاية أم ماذا ؟
الآن مباحثات السلام هذه هو لا يريد أن يتركها معلقة في الهواء لذلك قدم هذا الطلب.. لأنه بمجرد توقيع السلام فهناك مطلوبات للسلام في اليوم التالي مباشرة وهناك أناس ستعيدهم إلى وطنهم فهل ستعيدهم “بطيارتك السودانية الواحدة دي ؟؟”.

# معنى هذا أن هذه الخطوة التي قام بها رئيس الوزراء “حمدوك” خطوة جيدة ؟
— “مش جيدة بل ليس هناك غيرها !”. لذلك نحن نقول من كان لديه بديل لهذه الخطوة فليأتنا به . من أين ستطعم هؤلاء الناس هل ستأتي بهم بسلاحهم إلى المدن (ويجوا يلقوا رغيف مافي ، عايز تعمل حرب أهلية ؟ ) .
– أنا لا أستطيع أن أستوعب أن المناكفات السياسية يمكن أن تصل لهذه الدرجة !
هذه الخطوة أنا أشدت بها وأدعمها . لكن مسألة تحويل القضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية أنا لا أدعمها فأنا مع تلك الخطوة لكن هذه لست معها ولا أدعمها ولأسباب.

# أنت ضد تسليم الرئيس المخلوع والمطلوبين معه للمحكمة الجنائية الدولية ؟

– نعم هذه أنا ضدها ( فأنا لا أؤيد الحكومة عمياناً ) .

# ضدها لماذا.. ما هي الأسباب ؟

– ضدها لأنه حينما تأخذ هؤلاء الناس إلى المحكمة الجنائية الدولية معنى هذا أنك تقول ” إن قضاءنا قضاء ما نافع “. في السابق عندما أصدر مجلس الأمن قراراً بالإحالة قال السبب هو ” أن القضاء بتاع الإنقاذ ما نافع عشان كدا أحيلهم للمحكمة الدولية “.
هذا قاله مجلس الأمن عن قضاء الإنقاذ والآن أنت جئت في عهد جديد فكون أن تأخذهم إلى المحكمة الجنائية هذا اعتراف بأن ” قضاءك ما نافع ” . لأن المحكمة الجنائية الدولية هي قضاء تكميلي وليس ” قضاءً أصيلاً ” . قضاء للقضاء غير القادر وغير الراغب.. فهل الحكومة ستقول قضاءنا الآن غير نافع ، غير راغب وغير قادر؟
” طيب قضايا الفساد وفض الاعتصام حتوديها وين ؟ المجرمون ديل حتوديهم لقضائك الما نافع دا ؟! حتوديهم وين ؟!” .
لكن من ناحية مصلحة شخصية فالأفضل للمطلوبين المحاكمة في المحكمة الجنائية فهي أولاً ما فيها حكم بالإعدام .. ثانياً المكان الذي سيضعونهم فيه مكان أفضل به تلفزيون وصحف وملايات و و . وأنا لو كنت في مكانهم كنت سأقول حاكموني في المحكمة الجنائية . والشيء الآخر – أنا متأكد (100%) أن حكم المحكمة الدولية لن يرضي أسر الضحايا.. أهااا ماذا ستفعل حينما تحاكمهم المحكمة الجنائية وتحكم عليهم بحكم أقل من الذي يتوقعه أسر الضحايا ويقولون لك لسنا راضيين بهذا الحكم ؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية