رأي

سيدي القائد.. اشرع فوراً في المساعدة 

أمل أبو القاسم 

تجلى نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول “محمد حمدان دقلو” في لقائه مع فضائية (سودانية 24) وكان صادقاً وشفافاً كعادته، وهو يجسد عبارته المشهورة (زمن الغتغتة والدسديس انتهى)، رغماً عن تناقضه في بعض حديثه، وأصبح كمن (يفلق ويداوي) ـــ كما قال المثل.
أكثر ما يلفت في حديثه أن العلاقة بينهم وقوى الحرية والتغيير ليست متناغمة، وهم طبعاً يمثلون المدنيين الذين ظل وفي كل مناسبة يؤكد على متانة العلاقة بينهم، لكن حديثه هذه المرة واضح، ويبدو أن الرجل سئم (الغتغتة) فقرر التنفيس، وكأن لسان حاله (أقول واليحصل يحصل)، سيما أنه صرح بأنهم شركاء في التغيير، لكن ليست هناك شراكة حقيقية، ولو أن (قحت) ترى فيهم عائقاً فالأولى الرجوع لثكناتهم.
لكن “حميدتي” عاد بحديثه مجدداً ليطالب بعمل ميثاق شرف لحماية الفترة الانتقالية، ويردد لن نسمح بأي انقلاب على حكومة الثورة، وقد تواثقنا على ذلك.
وكنت ذات نقاش عام قبيل فترة، قد تساءلت عن (مسك يد) “حميدتي” التي كانت ممدودة، وساهمت بقدر كبير في حل النكبات التي حلت بالبلاد مع حلول الحكومة الانتقالية من فيضانات وأمراض فتاكة، والدعم السخي لقوات الدعم السريع حيالها لا تخطئه عين، لكن سعادة النائب أجاب عنه خلال لقائه بأنهم في المجلس السيادي (ممنوعون) من الدعم والمساعدة، وإن فعلوا ذلك فـ(تحت التربيزة). وأبدى رغبته مجدداً في مساعدة مجلس الوزراء، لكنه ومن أسف تساءل بأن كيف نقوم بذلك؟.
عجبي.. ووجعي، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم أيتها الحرية والتغيير، أمن أجل حفاظكم على صورتكم مشرفة كمدنيين وغير منهزمة أمام العسكر تضرون بالمواطن؟ أليس العسكر والمكون السيادي شركاء في هذا التغيير بل لولاهم لم تم البتة؟ بالله عليكم ماذا يضير إن سمحتم لهم، وهم وبعيداً عن المناصب، مواطنون سودانيون يشعرون بمعاناة مواطنيهم ويتململون، وهم لا يستطيعون تقديم المساعدة لهم بأمركم؟ والمضحك المبكي أنكم منعتموهم وفشلتم فشلا ذريعاً في حل أي من المشكلات الاقتصادية، بل ومعاش الناس أكله وشربه وترحاله، وهو يسعى أطراف النهار وآناء الليل لتوفير ما يقيم أودهم، ثم وبما توفر له لا يستطيع شراء اللازم للأزمة التي تحل به. لكن مالكم أنتم وذلك كله؟ طالما أنكم تأكلون الطيبات وتمتطون الفارهات، وتسعون ما بين صفاء المكاتب المكيفة وكافيهات الخرطوم ومطاعمها الراقية.
مصيبة هؤلاء أنهم لم يكتفوا بمنع مساعدات الفريق أول “دقلو” بل تطاولوا وأساءوا حتى لتلك الدول التي كانت تقدم لحكومتهم الدعم المعني به في الأساس مواطن السودان.
السيد نائب رئيس المجلس السيادي، نحن مواطنو السودان الذي ليس ملكاً أو تركة لأحد، نطلب بأن تقدم ما استطعت من أجل (ستر حال) المواطن الذي أهدرت كرامته في بلده، وبلغ به المبلغ أن يقتل في سبيل الحصول على خبز،، الأمر سيدي القائد تحول لاقتتال فأدركوه. أقول قولي هذا ولا أشك في رغبة الكثيرين في الحلول إن كانت من العسكر أو المدنيين، كلكم حكومة، وكلكم راعٍ مسؤولون أمام الله عن رعيتكم بلا تقسيمات، أما (قحت) فلا تبالوا بهم فقد شبعوا موتاً في نظرنا، والشاة لا يضرها السلخ بعد موتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية