كثرة الخطى إلى المساجد .. ثواب ورياضة وصحة بدن !
د. خالد حسن لقمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» رواه مسلم (251).
وعنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ) رواه مسلم (662 ).
فتأملوا كيف أكد النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من رياضة المشي إلى المساجد بقوله: «وكثرة الخطى إلى المساجد»، وهو أمر نبوي بضرورة الإكثار من المشي إلى المساجد.
ومع هذه الفضائل العظيمة في المشي إلى المسجد من محو الخطايا ورفع الدرجات والأجر العظيم والنور التام يوم القيامة؛ فإن هناك فوائد أخرى عظيمة تعود على البدن:
فقد وجد العلماء بعد دراسات طويلة أن العضلات والركبة تكون بحالة جيدة جداً، كلما حافظ الإنسان على المشي، وبخاصة المشي السريع دون انقطاع.
ووجدوا أن الاستمرار في المشي كل يوم يقوي الركبة، ويقوي عضلة القلب ويعالج السكر وضغط الدم وآلام العمود الفقري وآلام الرقبة ويقوي الجهاز المناعي في الجسم.
كما أن المشي إلى المسجد هو رياضة بحد ذاته، وفوائده لا تحصى؛ وله دور كبير في تقوية الجسم وتنشيطه بإذن الله تعالى؛ ليكون أهلاً لمقاومة الأمراض والآفات.
إن السعي إلى بيوت الله كل يوم في أوقات معلومة متقطعة يكفي لتمرين العضلات وتنشيط الأوصال وتحسين حالة الجسم، كما أن المشي إلى المساجد يساهم في الوقاية من الأمراض التي يسببها الخمول وكثرة الجلوس وعلى رأسها السمن؛ لأن المشي يعمل على إذابة الشحوم.
والدهون ويعالج أمراض القلب، حيث إنه يعطي القلب ـ بإذن الله ـ القدرة على العمل وتحمل الجهود، حيث تكون الدورة الدموية أكثر انتظاماً.
كما أن المشي إلى المسجد علاج للتعب الذهني والتفكير الطويل إذ إنه يعيد العقل إلى حالته الطبيعية، ويساعد على الاسترخاء العصبي والعضلي.