على كل حال.. الواجب أن نمنح الحكومة الفرصة والوقت.
كمال على
من حق الحكومة القائمة بقيادة الدكتور “حمدوك” أن تجد فرصتها الكاملة والوقت الكافي لإنجاز ما وعدت به المواطن لتحقيق ولو القدر اليسير من المتطلبات الضرورية اللازمة لحياته ومعاشه.
هذه الحكومة تنوشها الآن السهام والأقلام والكلام، وتعمل في ظروف مأساوية بالغة الصعوبة والتعقيد، وتسير فوق حقل ألغام من الأزمات المحدقة بالوطن ومواطنيها لكنها تعمل وفق كل الظروف المحيطة وبرغم كل العنت والرهق.
هاجمنا الحكومة كثيراً بغية الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ونلنا منها متذمرين ومهاجمين ومنتقدين الأداء، ولكنها وفي صبر ووطنية تتحمل ما تنال من أذى وتمضي نحو غاياتها السامية غير هيابة.
لا نظن خيانة أو خوراً عند أي أحد من أعضاء مجلسي السيادة والوزراء، وثقتنا في وطنيتهم ونبل مقاصدهم لا تحدها حدود، ودعمنا لجهودهما لا سقف له، فقط هناك ضنك مسيطر على الواقع، وأزمات تحدق بحياة الوطن ومواطنيه، تحتاج إلى تفعيل الأداء ومضاعفة الجهود وفق خطط وبرامج مدروسة.
لابد من تفعيل آلية التناغم والتجانس والانسجام بين أداء مجلسي السيادة والوزراء لأن لدى المواطن إحساس بفتور العلاقة بين المجلسين تعكسها تصريحات متنافرة ومتناثرة تصل إلى حد يجعلنا نقلق وهذا ما يضر بمقاصد الثورة والتغيير المنشود.
الإنصاف يحتم أن نحي كل الجهود المبذولة لحل قضايا الوطن ومعالجة مشاكله المزمنة، وقطعاً هو ليس بالأمر السهل أو الميسور، لكنه يحتاج إلى بذل وعطاء ووطنية مع قدرة فائقة لتحمل المسؤولية والأعباء الضخمة الملقاة على العاتق.
المسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطن، فالمشوار طويل والمسير تعتوره العقبات والمعيقات والمصالح والأجندة، ولابد من النظر لذلك كله بعين الاعتبار فوطننا مستهدف وعرضة لتقطيع أوصاله وتمزيقه واستهداف هويته فالواجب الصحوة والانتباهة.
إننا نناشد كل أبناء الوطن الشرفاء للالتفاف حول حكومتهم حماية للأهداف، ودعماً للمقاصد حتى لا يضيع كل الذي تم هباء، ونناشد الخيرين والشرفاء من رجال المال والأعمال والقطاع الخاص إلى تقديم الدعم (اللوجستي) حتى تنفك الأزمة الاقتصادية القائمة الآن وتمسك بتلابيب المواطن، وحتى نعبر باقتصادنا وبلادنا إلى مرافئ الحرية والديمقراطية والخيرات والبركات، فالوطن الآن أحوج ما يكون إلى جهود كل أبنائه حكام ومحكومين.
وللأوطان في دم كل حر يد سلفت.. ودين مستحق.. وهدا أوان سداده.
والله المستعان.