شهادتي لله

عربات (بوكو حرام) .. حرام يا مجلس السيادة

دخلت الخرطوم خلال الأشهر الماضية آلاف السيارات متسللةً عبر الحدود مع “ليبيا” و”تشاد” ، وللأسف تم ترخيصها ، كما سمحت شرطة الجمارك بتقنين أوضاع كميات إضافية من سيارات “ليبيا” و”بوكو حرام” ، خلال الأسبوعين الماضيين (انتهت المهلة) . وقال مدير شرطة الجمارك بولاية شمال دارفور في تصريح نشرته (المجهر) على صفحتها الأولى أمس إن إدارته فرغت من حصر وتسجيل (14) ألفاً و(424) سيارة غير مقننة دخلت البلاد بطرق غير مشروعة. وتأتي الخطوة تنفيذاً لتوجيهات مجلس السيادة وقرار اللجنة القومية لجمع السلاح وتقنين السيارات التي أمهلت أصحاب السيارات أسبوعين لتوفيق أوضاعها وانتهت المهلة (الإثنين) الماضي .
وإذا كانت شمال دارفور وحدها قد رخّصت أكثر من (14) ألف سيارة دخلت البلاد بطرق غير شرعية ، فكم هو عدد السيارات غير الشرعية التي حصلت على تراخيص في بقية الولايات ومن بينها الخرطوم خلال العام الماضي وحتى اليوم؟!
لا شك أنها أعداد مهولة، ولا حصر لها ، والنتيجة تراها بأم عينيك في شوارع الخرطوم التي فاقت شوارع القاهرة في الزحام ، على مدار ساعات اليوم، وفي كل مدن العاصمة وبلا استثناء !!
عاصمتنا بلا طرق مُهيأة ..بلا أنفاق .. بلا جسور كافية ، ورغم ذلك تسمح حكومتها ممثلة في مجلس السيادة بدخول كل عربات عصابات الإجرام والجماعات المسلحة المتطرفة في غرب أفريقيا ، ليتم (غسلها) و(تبييضها) في السودان !!
لم تعد الحركة محتملة في الخرطوم بسبب تزايد سيارات ليبيا ونيجيريا وتشاد ، وقبل أيام نشرنا خبراً عن ضبط الشرطة سيارة مرسيدس في جنوب كردفان ، سرقتها عصابة من جمهورية “ألمانيا” وهرّبتها إلى مجاهل أفريقيا حتى حطت رحالها في جبال النوبة ،فيا ترى كم سيارة نهبتها (بوكو حرام) من دول أوربية وأفريقية تحوم اليوم في شوارع الخرطوم !!
وغير الزحام وإهدار الطاقات والأوقات في الطرقات ، فإن استهلاك البنزين والجازولين (المدعوم) زاد أضعافاً مضاعفة ، في دولة تعجز عن معالجة عطل بأنبوب الخط الناقل للبترول وتعجز في ذات الوقت بسبب (الفلس) عن استيراد ما يكفي حاجة البلاد من المحروقات .
لماذا وافقت الدولة ممثلة في المجلس السيادي على (تقنين) جريمة ؟ لماذا لم يكن القرار هو إعادة تصدير كل السيارات التي دخلت البلاد بطرق غير شرعية ؟ هل السودان في حاجة إلى المزيد من السيارات ؟ ثم لماذا لم تفكر السلطات في تحديد حركة السيارات المرخصة حديثاً في ولايات دارفور بحيث لا يُسمح لها (بموجب حرف ورقم الترخيص) بالانتقال لولايات أخرى ، فتكون في خدمة ولايات طرفية يعاني مواطنها من قلة وسائل المواصلات ، وفي ذات الوقت يمكن تخفيف الزحام على الخرطوم ؟!
ما حدث بشأن سيارات الحدود الغربية تساهل كبير لا يشبه دولة ذات قوانين ونُظم .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية