فنجان الصباح.
. أحمد عبدالوهاب
السودان في عين الإعصار.. وقلب العاصفة!!!
ويح السودان، وويح شعبه المسلم، مما يُحاكُ له من مخططاتٍ آثمة، ومؤامراتٍ غاشمة.. تقلب نيلَه الأبيضَ إلى دمٍ، والأزرقَ إلى دموعٍ.. وتحيلُ سلامَه المشهودَ، وأمانَه المعروفَ إلى خوفٍ طويلٍ، ورعبٍ ثقيلٍ.. وويحه وقد أظلته مرحلةٌ دقيقةٌ، وأوقاتٌ عصيبة.. ورفرف فيها لواءُ الباطل.. وارتفع صوتُ المنكر.. وصالَ فيها كلُّ ذئبٍ أغبر.. مرحلة وجد شعبنا فيها نفسه كالأسد الجريح، وسط قطيعٍ من الذئاب، وجيشٍ من الكلاب.. واقفاً من أسف شديد، بين السيفِ والنطعِ قرباناً لمؤامرةٍ كونية، وأطماعٍ إقليمية، يشعل نارَها كيدُ أمراءٍ بالخارج، وتؤجج إوارَها أطماعُ أُجَراءٍ بالداخل.. لقد أوفى الدكتاتور القابع في كوبر، نذرَه المشؤومَ حين أوصل القافلة الغافلة، إلى ساحةِ القتلِ ووادي الموتِ، وحين سلَّم البلادَ مجاناً إلى المؤامرة الملعونة، ووضعها في عينِ العاصفة المجنونة.. لقد سلم الطاغية شعباً كريماً وإرثاً عظيماً على طبقٍ من ذهبٍ إلى الفوضى الخلاقة، ومرحلة اللا عودة.. وقد آنَ لك يا سيادة المشير أن تنامَ قريرَ العين، فقد خنتَ الأمانة، فلا تلومنَّ من عبَّدت لهم دربَ الخيانة.. وأضعتَ القضية، يوم سلمت مقاليدَ البلادِ إلى كل مغفل بليد، وخائفٍ رعديد، فأسلموها إلى الفشل التام، وأسلموك لمنصة الإعدام.. فتعساً لك، وسُحقاً لهم..
ففي كل يوم تقترب بلادُنا، ما لم تتداركها عنايةُ السماء، من مخططٍ مجرم يمزقها لدويلات متعادية، ويوزعها لشظايا غير متآخية..
على (جاموس الخلا) السوداني، الشديد الباس الصعب المراس.. تتكالب كالضباع قوى دولية وإقليمية ومحلية.. وتتألب عليه جيوشُ الأعداء، كما يجتمعون على قصْعةٍ من المُزة والمرَق، وقعدة في قائمتها الدخانُ والشيطانُ..
هنيئاً لقادة البلاد، وهم يزفون خِيرة شعوب الأرض وأجنادها، للوحوشِ الكاسرة، ويهدونها للقوى الكافرة.. كأعظم قربانٍ في مذبح الشيطان..
فاللهَ اللهَ، في بلد تتلقفها الأيادي العابثة، وتتقاذفها الأمواجُ العاتية، وقد تاه الملاحُ الخبير، وفقد النصير، وضاعت البوصلةُ، واقتربت الصوملةُ.. ونخشى أن يكون في جوبا جوابُ المسألة.. لقد نجح أمراءُ الحرب، وقادة التمرد في تشتيت القطيع، والاستفراد بالدعم السريع.. وسيكون قد جنى على نفسه، يوم يكشفُ ظهرَه بتفكيك الجيشِ الوطني لصالح (بلاك ووتر) السودانية.. وسيسهل عليهم ابتلاعُه مثل سندوتش لذيذٍ من (لذيذ)، يوم يكمل المهمة بتسريح المنظومة العسكرية والأمنية.. ويومئذٍ لن يجد الجنرالُ “حميدتي” أرضاً تقله، ولا شجرة تظله.. فالتوقيعاتُ المليونية جاهزة، ومذكرةُ تسليمه لـ(فاتو بن سودا) حاضرة..
شكراً جزيلاً قيادة البلاد، على تسريح قوات هيئة العمليات.. وشكراً طويلاً على التخلص من كتائب مدخورة للملمات، والليالي المدلهمات.. والمركوزة ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرٍ.. أيها السادة لم يبق لكم سوى المربع القوي (الجيش).. فحذارِ ثم حذارِ من كسر المربع السوداني العصي..
يا أهل السودان يا أهل سورة (البقرة) و(آل عمران) و(يس) و(الحواميم) عليكم بالدعاء، والقنوت.. والكافات، والقافات..
وإلى الله المُشتكى..