رياضة

كلمات ومواقف مؤثَّرة وحضور كبير في تأبين “أحمد محمد الحسن”

وزير الثقافة والإعلام يحث تلاميذ الفقيد بالسير على نهجه بنبذ التعصب والإلتزام بالنقد البنَّاء
والي الخرطوم يعدد مآثر الفقيد ويعلن عن تبرعه بمسكن شعبي لأسرته
الخرطوم ــ المجهر
شهد نادي المريخ مساء (السبت)، حفل تأبين فقيد المريخ والإعلام الرياضي الأستاذ الراحل “أحمد محمد الحسن” والذي شرَّفه بالحضور وزير الثقافة والإعلام والمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء الأستاذ “فيصل محمد صالح” كضيف شرف نيابة عن مجلسي السيادة والوزراء، كما حضره راعي التأبين الفريق ركن “أحمد عابدون” والي ولاية الخرطوم.
وشهد الحفل أيضاً رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالخرطوم الدكتور “آدم كبير البشير” ومعتمد أم درمان اللواء شرطة “عادل حسين بلال” وكبار الشخصيات الإعلامية والرياضية في مختلف المناشط الرياضية والاتحادات الرياضية والأندية وأسرة الفقيد الراحل وجمع غفير من أعضاء وأسرة نادي المريخ يتقدمهم زعيم أمة المريخ “محمد الياس محجوب”
وخاطب الجمع وزير الثقافة والإعلام الذي أثنى على إقامة هذا التأبين الذي يؤكد أن خصلة الوفاء لم تغب عن الشعب السوداني عامة وعن نادي المريخ بصفة خاصة، وسرد سيادته مواقف عديدة جمعته بالمرحوم منذ بدايات عمله في صحيفة (الصحافة) في بداية عقد الثمانينيات، واصفاً المرحوم بأنه كان نجماً بازغاً في مهنة الإعلام الرياضي،
وأضاف بأن من الخصال الحميدة التي كان يتمتع بها المرحوم عدم العصبية الصارخة فهو كان يحب المريخ ولا يكره الهلال، وطالب تلاميذه بالسير على درب المرحوم وتطبيق هذه الوسطية في عملهم وضرب مثلاً بأن المرحومين “عمر عبد التام” رئيس القسم الرياضي بـ(الأيام) كان هلالي الهوى وأن “أحمد محمد الحسن” رئيس القسم الرياضي بـ(الصحافة) كان مريخي الهوى، ولكنهما كانا مهنيين بمعنى الكلمة في إدارتهما للقسمين وتبنيهما والتزامهما بالإسهام في بناء وسط رياضي معافى من التعصب والبغضاء.
وفي ختام كلمته أعلن وزير الثقافة والإعلام عن تبرع والي الخرطوم بمسكن شعبي لأسرة الفقيد الراحل، ذاكراً أن هذه الأريحية الكريمة تؤكد أن أعظم شيم الوفاء هي إجزال العطاء لأهل الفقيد.
وألقى والي الخرطوم كلمة ضافية بهذه المناسبة الكريمة التي قال عنها بأنها تعبر عن قيمة أصيلة من قيم المجتمع السوداني، وهي قيمة الوفاء لمن أجزل العطاء، شاكراً أهل المريخ والإعلام وقبيلة الرياضيين على تأصيل هذه القيمة قولاً وعملاً.
وقدم الوالي سرداً مفصلاً ودقيقاً لمسيرة الفقيد الراحل، كما عاصرها معه منذ بدايات عمل الفقيد الصحفي عام 1959 بجريدة الثورة في عهد حكومة (عبود) كمحرر بالقسم الثقافي، وحتى لحظة وفاته في مسيرة امتدت 60 عاماً بالتمام والكمال حتى توج رئيساً لجمعية الإعلاميين الرياضيين السودانية، ونقيباً للصحفيين العرب والأفارقة، وخبيراً في الاتحاد الدولي للصحافة.
وقال الوالي إن استقاء المرحوم ونهله في بدايات عمله من عباقرة جيله أمثال “السر قدور” و”مرسي صالح سراج” ساهم في إضفاء سحر البلاغة وتأثير الكلمة على مقالاته.. كما ساهم مع الأساتذة “عمر عبد التام” و”أدهم علي” و”عمر حسن” في فرض الخبر الرياضي على الصحف السياسية وقتها، ومنها انطلقت الصحافة الرياضية بأخذ حيز مقدر من مساحات الصفحات اليومية ثم انطلقت بعدها لتستقل بنفسها، فكانت (نجوم وكواكب) وغيرها حتى يومنا هذا من الصحف الرياضية المتخصصة.
وتحدث في المناسبة عدد من المتحدثين، فنيابة عن اللجنة العليا المنظمة ألقى اللواء حقوقي “عبد المنعم النذير” كلمة اللجنة، ثم كلمة أهل المريخ ومجالس الإدارات المتعاقبة قدمها زعيم أمة المريخ “محمد الياس محجوب”، أعقبه العميد “مصطفى عبادي” إنابة عن اتحادات المناشط الرياضية المختلفة والذي قدم هدية تذكارية لأسرة المرحوم تسلمها ابنه “محمد أحمد محمد الحسن”، أعقب ذلك كلمة ضافية وصادقة ومعبّرة من الأستاذ “محمد محمود هساي” نيابة عن الإعلام الرياضي، وقدم بعده البروف “بخاري عبد الله الجعلي” مداخلة باسم أصدقاء الفقيد، وتلاه الدكتور “أحمد دولة” الذي تحدث نيابة عن قدامى الرياضيين، وعقبه تحدث “إبراهيم عبد الحفيظ” نيابة عن أسرة الفقيد العزيز،
وقد عدد كل هؤلاء المتحدثين مآثر الفقيد الراحل وخصاله الحميدة وخبراته وإنجازاته في مجال العمل الصحفي الرياضي والمجتمع السوداني بصفة عامة.
كما قدمت فقرات متنوعة من الإنشاد الديني للشيخ “الشفيع محمد” وختمات للقرآن الكريم وقصيدة شعرية لشاعر المريخ “بشرى الصوفي”، كما تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الراحل منذ بدايات عمله في النقد الرياضي عام 1963 في جريدة (الثورة) في عهد حكم “عبود” وحتى وفاته رحمه الله وتخلل الفيلم مداخلات من زملاء الفقيد وتلاميذه الذين عاشروه طيلة سنوات عمره، كما تم توزيع كتيب للحضور يوثق للسيرة الذاتية للراحل المقيم.
وعقب الحفل قدم رئيس اللجنة العليا للتأبين الأستاذ “محمد الشيخ مدني” الشكر والتقدير لوزير الثقافة والإعلام الأستاذ “فيصل محمد صالح” الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء وللفريق الركن “أحمد عابدون” والي الخرطوم على رعايتهما وتشريفهما للحفل وعلى المكرمة التي تفضلا بها بالتبرع بسكن شعبي لأسرة الفقيد الراحل، كما قدم الشكر لكل الحضور بمختلف مقاماتهم السامية وللإعلام بصفة عامة والإعلام الرياضي بصفة خاصة وللإذاعات والقنوات الفضائية ووكالة السودان للأنباء، على كريم تفضلهم بالتغطية المتميزة للتأبين منذ أن كان فكرة وحتى انعقد وتوج بهذا الكم الهائل من الحضور والجمع الكريم، مما ساهم في إنجاحه والوصول به لمبتغاه الذي أقيم من أجله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية