رحيل عاشق السودان الممثل المصري “إبراهيم فرح” (الخواجة عبد القادر)
كتب: محمد شريف
انتقل إلى الرفيق الأعلى الممثل المصري (إبراهيم فرح) صاحب شخصية (الشيخ عبد القادر) في مسلسل الخواجة عبد القادر الشهير بإحدى المستشفيات الخاصة بالمهندسين بمصر، عن عمر يناهز 68 عاماً، وقالت ابنته “سارة” إن والدها توفي بعد تدهور حالته الصحية، وتلقت أسرته (السبت) العزاء داخل دار مناسبات طلعت القواس خلف قصر عابدين، وحرص الدكتور “أشرف زكي” نقيب المهن التمثيلية رئيس أكاديمية الفنون على أن يكون أول المعزين.
وكنت قد زرت الممثل “إبراهيم فرح” بمنزله بمصر قبل ثلاث سنوات برفقة المخرج السوداني “طارق خندقاوي” مخرج فيلم (فوبيا الفسخ) الشهير، وأجريت حواراً مع الراحل المقيم الذي عرف بأنه عاشق للسودان، وقد ناشد السُلطات في السودان تحقيق أمنيته بأن ينال الجنسية السودانية، وينتمي لأهل الكرم والسماح.
وكان أحبابه بالسودان قد اطمأنوا عليه عبر ابنته “سارة فرح” بعد تعرضه إلى أزمة قلبية وغيبوبة نقل على إثرها إلى العناية المكثفة وأعلن نجله “محمود” أن والده تدهورت حالته الصحية ويحتاج الدعاء،
وقد كسب الممثل الأسواني الذي يشبه في ملامحه إلى حد بعيد أبناء جنوب الوادي، محبة السودانيين من خلال ظهوره في مسلسل (الخواجة عبد القادر) الأكثر شهرة مؤخراً والذي تم تصوير مشاهده في السودان، ولعب دور البطولة فيه الفنان المصري “يحيى الفخراني”، وقد نجح “إبراهيم” في تجسيد شخصية (الشيخ عبد القادر) الرجل السوداني الصالح بصورة متميزة ببشرته السمراء وصوفيته وملامحه السودانية.
وقد كشف الفنان وقتها عن محبة كبيرة للسودان، وقال في حوار عقب نجاح المسلسل (أنا أعشق السودان عشقاً ما بعده عشق وأحب تراب السودان لدرجة أنه بالنسبة لي كحل عيني).
وقد زار “إبراهيم فرح” السودان مرتين، وقال إنه في كل مرة كان يركب الطائرة عائداً إلى مصر كان يحس كأنه مريض وترتفع درجة حرارته، ويتضح لاحقاً أن ما يعانيه كان بسبب مغادرته للسودان، وقال في آخر حوار معه إنه في أول زيارة له للسودان بكى كثيراً، وسأله وقتها الإعلامي “خالد الوزير” عن سبب نزول دموعه هل شوقا لمصر، فقال له بل خوفاً من اقتراب وقت مغادرته للسودان وحباً له.
وقال إنه شاهد بالسودان مسرحية (النظام يريد) التي عكست عبارة الشعب يريد إسقاط النظام، وأنه حضر عرضها لمرتين.
ويحتفظ الفنان بعدد من الأصدقاء من السودان، منهم الممثل السوداني “عبد الخالق محمد عمر” الذي عمل معه في (سرايا عابدين والخواجة عبد القادر) والمخرج “سعيد حامد” والمخرج “طارق خندقاوي”.
وقد ظهر “إبراهيم فرح” في آخر أعماله عبر (الحرباية) و(الزئبق) مع “كريم عبد العزيز” و(اللهم إني صائم) مع “مصطفى شعبان” وقدم ثلاثة أعمال أخرى هي (كفر دلهاب) و(واحة الغروب) مع “كاملة أبو ذكرى” وعمل (حلاوة الدنيا) أحد الأعمال الإنسانية المهمة.
وقد حفظ أبناء السودان ومصر عباراته التي كان يقولها للخواجة “هيربرت الإنجليزي”، في مسلسل (الخواجة عبدالقادر) ليشرح له سر الحُب والمحبة، منها (المحبة تحكم.. ..المحبة تستر.. المحبة سر عجيب)، فكل حُب يتعلق بسبب يزول بزوال السبب، يعني الحُب ما ينفع بسبب لكنه هو نفسه سبب الوجود، (ولو في سبب يوم من الأيام هيزول، الحبيب حبيب، ما عشان جميل ولا كريم ولا لطيف، حبيب بس، حتى لو منع أو بعد أو غاب).
وقال الفنان “إبراهيم فرح” في آخر حواراته إن لون بشرته الأسمر كان سبب اختياره في الكثير من الأدوار التي قام بها، وأنه لم يكن مرشحا لدور “الشيخ عبدالقادر” ولكن كان سيؤدي دوراً صغيراً في المسلسل وهو دور أحد مريدي الشخص الذي يغار عندما يعطي الشيخ عباءته للخواجة، وكان يقوم بدور “الشيخ عبدالقادر” ممثل سوداني يعمل في سوريا، ولكنه لظروف وبعد رفض الفنان “يحيى الفخراني” مشاركة الممثل السوداني، رشح “إبراهيم فرح” لأداء الدور ليكون أحد أهم أدواره وأهم محطات مشوار حياته الفني.