تقارير

تيار نصرة الشريعة .. تهديدات تلوح في الأفق

هاجموا (قحت)

الخرطوم: نجاة إدريس
جدد تيار “نصرة الشريعة ودولة القانون” أمس الأول، هجومهم على قوى الحرية والتغيير، وذلك على خلفية دعوة بعض قياداتها لفصل الدين عن الدولة وعدم تسمية الدين كمصدر للتشريع واللغة العربية كلغة للدولة داخل حيثيات الوثيقة الدستورية، وأكد التيار أنهم سيقفون سداً منيعاً أمام ما أسموه “سياسات العلمنة وإقصاء الشريعة”، مضيفين أنهم سيدافعون عن الشريعة بكل الوسائل المتاحة، مهددين بأن كل الخيارات التصعيدية متاحة لديهم، ودعا التيار لمسيرات واحتجاجات سلمية.
} اختراق ثم اختطاف
وقال رئيس تيار “نصرة الشريعة ودولة القانون”، د.”محمد عبد الكريم” في مؤتمر صحفي، إن ثورة أبريل اخترقت ثم اختطفت من قبل اليسار، مشيراً إلى محاولات لإقصاء الشريعة الإسلامية، مؤكداً أن أي محاولة لذلك تمثل ما أسماه “رجوع للجاهلية”، مضيفاً أن هناك اتجاهات لفرض أيديولوجيا واحدة على الشعب، واصفاً الحديث عن التطبيع مع إسرائيل بأنه “جريمة العصر”.
} انتقاد
وانتقد نائب رئيس التيار “حسن رزق” بشدة، الدعوة للاعتراف بإسرائيل، مشيراً إلى خسارة كل الدول التي اعترفت بإسرائيل، مضيفاً أنه يعتبر إسرائيل دولة “عدو” وكان تيار “نصرة الشريعة ودولة القانون” قد تمسك بعضويته في تنسيقية القوى الوطنية المعارضة للحكومة، وعاب التيار على الحكومة عدم الجلوس معهم باعتبارهم قطاعاً عريضاً يجمع عدداً من الأحزاب السياسية، واعتبر التيار أن التصفيات في المؤسسات لن تقود البلاد للأمام.
} نقد شرعي
وكان قد سبق لتيار “نصرة الشريعة ودولة القانون” أن قدم ما أسماه “نقداً شرعياً للمذكرة الدستورية ونقداً قانونياً للوثيقة”، مؤكدين أنهم يقدمون نقدهم، هذه شهادة لله والتاريخ وإبراء للذمة، مضيفين أنهم لا يسعون لمناصب أو محاصصات، مؤكدين أنهم أعلنوا عدم مشاركتهم في الفترة الانتقالية.
} انتزاع
وكان تيار “نصرة الشريعة ودولة القانون” قد قابل حديث د.”عائشة موسى” عضو المجلس السيادي، بهجوم عنيف بعد أن راجت فيديوهات مجتزئة من حوار لقناة خارجية يدعي مروجوها بأنها ترفض الشريعة الإسلامية، ولكن المشاهد للحوار ككل والذي جاء بعنوان “بلا قيود” بقناة البـ(ي بي سي)، أنها قالت إن الشريعة الإسلامية لم تكن مطبقة بصورة صحيحة، ولكن حديث “عائشة” كان قد انتزع من سياقه رغم أنها لم ترفض تطبيق الشريعة.
} استفزاز
ومن التصريحات التي استفزت تيار “نصرة الشريعة ودولة القانون”، أن “قحت ” ستعمل على إلغاء الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع، ما قاله القيادي بقوى الحرية والتغيير مولانا “إسماعيل التاج” حول حديثه بأن شهادة المرأة تعادل شهادة الرجل.
ونقل عن “التاج” قوله” (إذا استطعنا أن ندفع بامرأة إلى سدة القضاء، فهذا يعد دفعة قوية جداً جداً في وضع المرأة في إطار المساواة من حيث الشهادة في كافة القضايا).
} فلاش باك
وكان تيار “نصرة الشريعة ودولة القانون” – منذ سقوط الإنقاذ واعتصام الآلاف حول القيادة حتى تنفيذ مطالبهم – قد رفض تفاهم المجلس العسكري مع قوى الحرية والتغيير وسيّر مسيرة سلمية إلى القيادة العامة سماها بـ”جمعة الرفض” – أي رفض تنحية الشريعة الإسلامية – ورفعوا شعارات “لا للإقصاء”، “لا للعلمانية”، “لا للوصاية الخارجية”.
} مبررات
وكانت قوى الحرية والتغيير قد أكدت أنها لم تغفل الدين ولم تقصيه من المشهد السياسي، ولكن قضايا الدين والهوية لم تناقش ضمن تفاصيل الوثيقة الدستورية، لأنه تمت مناقشة أمر الكليات فقط، أما الوثيقة والدين فستكونان من قضايا المؤتمر الدستوري.
} مزايدة سياسية
الأكاديمي والمحلل السياسي، د.”صلاح الدومة” أشار إلى أن الوثيقة الدستورية ليست دستوراً حتى ترد فيها كل التفاصيل، وبالتالي هناك أشياء لم ترد فيها، وأضاف “الدومة” في حديثه لـ(المجهر السياسي) أمس، أن تيار نصرة الشريعة والقانون هم من ألد أعدائها، لأنهم أغفلوها تماماً عندما كانت مكتوبة في الدستور ولم تطبق على أرض الواقع، مضيفاً أن موقفهم الأخير هذا يصب في باب “المزايدة السياسية”.
} صراع سياسي
أشار المحلل السياسي والكاتب الصحفي “أحمد يوسف التاي” إلى أن تجربة الإسلاميين في الحكم لم تكن فيها جدية وافتقدت للصدق، حيث رفعوا شعارات الدين وخرجوا على مقاصد الشريعة في العدل والحرية والمساواة، مضيفاً أنهم فشلوا في تطبيق روح الشريعة عند ممارستهم للحكم بصورة عملية لمدة ثلاثين عاماً، وأَضاف “التاي” لدى حديثه لـ(المجهر) أمس، أن التجربة العملية هي التي حكمت بفشل الإسلاميين في الحكم وعدم تطبيقهم للشريعة الإسلامية، مضيفاً أنهم لم يكونوا صادقين في توجهاتهم، وبالتالي فإن حديثهم بأنهم حماة للشريعة و”أن الشريعة الآن في خطر” هو نوع من المزايدة السياسية لاستدرار المشاعر، وكأن هناك خطراً آت لهدم الدين، مضيفاً أن هذا يصب في باب الصراع السياسي بين اليمين واليسار، مضيفاً أن كل طرف من هذين الطرفين يحاول إقصاء الآخر، لأن بينهما عداءً تاريخياً، مؤكداً أن الإسلاميين يستقطبون الجماهير بأنهم حماة للشريعة الإسلامية وحمايتها، وفي ذات الوقت فإن اليسار يختزلون الإسلام وسماحته بتجربة المؤتمر الوطني في الحكم والتي لا تعبر عن جوهر الدين، وبذلك يسعون لحرق أنفسهم، لأن الشعب السوداني متدين بطبيعته، لأن الحكم على الإسلام لا يقيم بتجربة المؤتمر الوطني في الحكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية