هل ينجح “حمدوك” في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
بعد الدعم الدولي الكبير للحكومة الانتقالية
في ظل النظام السابق وضعت واشنطن اسم السودان في قائمة الدول الراعية، وحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن هذه القائمة مسؤول عن وضعها وزير الخارجية الأمريكي، وتشمل العقوبات الناتجة عن الوضع فيها قيوداً على المساعدات الخارجية الأمريكية وفرض حظر على صادرات ومبيعات الدفاع، بالإضافة إلى ضوابط معينة على صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج؛ والقيود المالية وغيرها من القيود.
بعد تكوين الحكومة الانتقالية، بدأت الخرطوم تحركاتها لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، باعتبار انتفاء أسباب الوضع في القائمة، وجددت مطالبها وسط دعم دولي لافت في اجتماعات الأمم المتحدة أمس الأول، فهل ستستجيب واشنطن وترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
تقرير – ميعاد مبارك
عقد رئيس الوزراء، دكتور “عبد الله حمدوك” ووزيرة الخارجية “أسماء عبد الله” والوكيل المساعد للشؤون السياسية بوزارة الخارجية، السفيرة “إلهام شانتير” والوفد المرافق عدداً من اللقاءات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت طالب قادة عدد من الدول واشنطن خلال كلماتهم، برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيدين بالثورة السودانية وضرورة دعمها.
أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” دعا واشنطن خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكداً أن بلاده تثمن الاتفاقات التي تمت بين الأطراف السودانية وثقته في مقدرة الشعب السوداني على تجاوز المرحلة الانتقالية الحساسة، وجدد “تميم” التزام بلاده بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني، داعياً كافة القوى الإقليمية والدولية إلى دعم السودان لتحقيق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية، وطالب الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” كذلك برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تقديراً للتحول الإيجابي الذي يشهده، وبما يمكنه من مواجهة التحديات الاقتصادية من خلال التفاعل مع المؤسسات الاقتصادية والدولية على حد قوله.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” قد طالب واشنطن بإلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، وإزالة جميع القيود والعقوبات المفروضة عليه بسرعة.
وأبدى أمله في مؤتمر صحفي (الأربعاء) الماضي، بمناسبة الدورة (74) للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن يكون هناك حشد كبير لدعم السودان للتغلب على الوضع الاقتصادي الصعب للغاية الذي يعاني منه.
} واشنطن
في السياق كشف مصدر مطلع لـ(المجهر) عن تحضيرات للقاء مرتقب بين “حمدوك” والرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” في واشنطن، بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
إلى ذلك قال القيادي في تجمع المهنيين “أمجد فريد” لـ(المجهر): (السودان لم يكن دولة راعية للإرهاب، بل الذي كان يرعى الإرهاب هو النظام السابق الذي اختطف السودان واختطف الدولة واختطف الحكومة ورعى الإرهاب، ذلك النظام أسقطه الشعب السوداني وحيداً ومنفرداً بمعركة باسلة، لم تسقطه واشنطن أو غيرها، لذا فاستمرار معاقبة الشعب السوداني على جرائم النظام السابق الذي انتفض وثار ضده، سيكون أمراً غير أخلاقي من واشنطن أو المجتمع الدولي، الشعب السوداني كتب بمداد من نور صفحة جديدة من تاريخه ولا ينبغي تحميله وزر النظام السابق).
} المسارات الخمسة:
وكانت الخرطوم وواشنطن قد بدأتا حواراً ارتكز على مسارات خمسة في الخامس عشر من يونيو 2016، على أن ينتهي في الخامس عشر من ديسمبر 2016، بقيادة وزير الخارجية السابق، بروفيسور “إبراهيم غندور”، وكانت اللجنة تجتمع كل أسبوعين برئاسة وكيل وزارة الخارجية السابق “عبد الغني النعيم”، مع المعنيين في السفارة الأمريكية، وكانت تعقد اجتماعاً شهرياً يرأسه وزير الخارجية.
وشملت المسارات الخمسة مكافحة الإرهاب، ووقف دعم جيش الرب، ودعم السلام في جنوب السودان، وتحقيق السلام في السودان، والشأن الإنساني والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاعات في جنوب كردفان، والنيل الأزرق.
ليضاف إليها فيما بعد قطع العلاقات مع كوريا الشمالية.
أسفر ذلك عن رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان في يناير2017، وقد شمل الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، قرارين، الأول يتعلق بإلغاء القرار رقم (13067) الذي أصدره الرئيس الأسبق (بيل كلينتون) في العام (1997)، بخصوص تجميد الأصول السودانية في الولايات المتحدة، والثاني الذي يتعلق بإلغاء القرار رقم (13412) الصادر في 2006، الذي أصدره الرئيس الأسبق “جورج بوش” بفرض عقوبات اقتصادية إضافية على الخرطوم، ونص القرار على فك تجميد الأصول والتحويلات البنكية والمصرفية، وكل المعاملات التجارية، وإلغاء العقوبات الاقتصادية.
إلا أن القرار الأمريكي ظل حبراً على ورق في انتظار المرحلة الثانية من الحوار السوداني الأمريكي المتعلقة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
} قائمة الدول الراعية للإرهاب
وحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن قائمة الدول الراعية للإرهاب هي قائمة مسؤول عن وضعها وزير الخارجية الأمريكي والتي تتضمن بالإضافة للسودان، كلاً من إيران وسوريا وكوريا الشمالية، وتزعم واشنطن أن هذه الدول تقدم الدعم المتكرر لأعمال الإرهاب الدولي بموجب ثلاثة قوانين: البند ((6 من قانون إدارة التصدير، والمادة (40) من قانون مراقبة تصدير الأسلحة، والمادة (A620) من القانون الأجنبي وقانون المساعدة مجتمعة، وتشمل الفئات الأربع الرئيسية للعقوبات الناتجة عن الوضع في هذه القائمة، قيوداً على المساعدات الخارجية الأمريكية وفرض حظر على صادرات ومبيعات الدفاع، بالإضافة إلى ضوابط معينة على صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج؛ والقيود المالية وغيرها من القيود، وكانت سوريا أول من وضعت في هذه القائمة في تاريخ (29/12/1979)، بعدها وضعت إيران (19/1/1984) ومن ثم وضع اسم السودان (12/8/1993) وأخيراً أضيفت للقائمة كوريا الشمالية (20/11/2017).