رأي

من أجل سلامة أفضل

أمل أبو القاسم

ربما الطائرات الوسيلة الأكثر أماناً مقارنة ببقية وسائل النقل براً وبحراً بحسب خبراء، ومع ذلك فإن عدداً لا بأس به مصابون بـ(فوبيا) الأماكن العالية، وربما كذلك أن هذه السمة أي التحليق عالياً لارتفاعات تقدر بالآلاف وتناطح السحاب من خلالها، أمعنت الجهات المسؤولة في عملية التأمين والسلامة على كافة المستويات، فدفع المجلس العالمي للمطارات بفكرة إقامة أسبوع السلامة بالمطارات الإفريقية، وحيث إن مطار الخرطوم الدولي ينضم للمنظومة الإفريقية، فضلاً عن كونه عضواً في مجلس المطارات الإفريقي وملتزم بكل ضوابطه، فقد أقام أسبوعاً للسلامة للعام الثاني على التوالي، ولأنه يهدف هذه المرة لنشر وترسيخ ثقافة السلام بين جميع مكوناته البشرية والآلية والبيئية وغيره، فقد حمل شعار (فلنعمل معاً من أجل سلامة أفضل)، ليستوعب كافة مطلوبات السلامة وترسيخ مفهوم العمل الجماعي بدلاً عن شعار العام الفائت (أعرف مطارك)، وعني فقط بالسلامة المرتبطة بالمخاطر بأنشطة الطيران وتخفيضها للحد المعقول.
كذلك ولأن مطار الخرطوم الدولي يقع وسط المباني السكنية والمؤسسات ومناطق العمران بخلاف مطارات مدن العالم التي تنتحي أمكنة قصية وطرفية، فإن عملية السلامة يجب أن تتوفر بشكل أكبر، فهناك مهددات للطرفين، حيث يؤثر كلاهما في الآخر سلباً أو إيجاباً، لذا فإن أنشطة الأسبوع استصحبت كل ذلك، وعلى رأسها نشر ثقافة السلامة وسط العاملين وشركاء الصناعة ومشغلي المطارات، إلى جانب المخاطر البيئية ثم عرض هذه الفعاليات ضمن مؤتمرات مجلس المطارات الإفريقي القادم بالمغرب.
لعل أهم جانب تطرق له مدير إدارة السلامة بمطار الخرطوم الدولي، الأستاذ “حسن حسين” هو إشراك المجتمع المحيط بالمطار والسلطات المحلية، ومركز عمليات الطوارئ، بجانب البيئة وإدارة النفايات والتي تؤثر سلباً على الأداء بصورة عامة، وهذه النقاط تحديداً استوقفتني خلال مشاركتنا بالحضور لبعض فعاليات هذا الأسبوع، وما سمعنا به يرفع درجة الإنذار والتحذير عالية ومن ثم الشروع في معالجتها برفع درجة التبصير ونشر ثقافة السلامة التي سيشرع فيها فعلياً، وأعني ما قيل به إن من تلكم التأثيرات المحيطة بالمطار ومنها الساحة الخضراء على سبيل المثال وما يخلفه مرتادوها من فضلات أطعمة وقبيل أن يتم جمعها أو التقاعس فيه لفترة تصبح جاذبة للبريات من قطط وطيور، وحيث إن المطار متاخم لها، فإنها لا تتوانى من التسلل إليه وقد تندس بعض الطيور داخل ماكينة الطائرات فيفضي إلى تعطلها، وبالتالي تعطيل الرحلة، هذا طبعاً إن لم تكن الطائرة قد حلقت فعلياً فيتضاعف الخطر، لذا فإن هذا الأمر الذي يحسبونه هيناً له من التداعيات ما لا تحمد، وهذا بمثابة جانب مهدد لسلامة الطائرات، وبالمقابل فإن ذات المطار قد يصبح مهدداً لمحيطه، ومنها المدارس مثلاً التي تمر الطائرات عند الصعود أو الهبوط بها من مسافة قريبة، كذلك قد تصل إليها أجسام غريبة أياً كانت، وعليه فتعزيز مفهوم السلامة ورفع الوعي وإرشاد هذه المناطق ضرورة لا بد منها، وهذا ما سيشمله الأسبوع من خلال زيارات ميدانية.
أيضاً ولأن موضوع سرقة وفقدان أمتعة المسافرين كثر الحديث عنه وأزعج الكثيرين، فقد استفسر الزملاء الصحفية مدير مطار الخرطوم “عصام الدين أحمد الطاهر” عنها، فردهم بأن درجة التأمين بالمطار عالية جداً نظراً للتقنية والأنظمة الحديثة التي تعمل بالمطارات والشركات الناقلة، وأنهم يتعاملون مع أي بلاغ بجدية ويتتبعون مسار المبلغ منذ هبوط الطائرة بعد تبليغ الشركة وحتى دخوله الصالة ولا يهملون البلاغات.
الصالة الجديدة ذات المواصفات التي تواكب التطور الذي تشهده تقنية المطارات العالمية والتي بشر بها مدير عام شركة مطارات السودان القابضة، الفريق ركن ” السر حسين بشير” كانت بمثابة شامة في خد تلكم الفعالية التي رعتها وأسهبت فيها كرماً وتنظيماً وتدقيقاً شركة بدر للطيران، وقد وقف مدير السلامة بها الكابتن “أحمد هاشم حسين” الذي قدم ورقة بعنوان (التعاون والتنسيق في مجال السلامة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية