رأي

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!!

كمال علي

نحن أمة أدمنت عشق الماضي والعيش في ضفافه.. فجميعنا بلا استثناء تجده يتحسر على ما يسميه الزمن الجميل.. وكنا.. وكانت.. حياتنا.. وما زلنا نرسف في أغلال الماضي.. والماضي ولّى ولن يعود على الإطلاق.. وحتى إذا عاد فسنظل نتعامل معه بنفس مستوى الفهم العقيم.
الماضي يصير شيئاً جميلاً يحق لنا أن نتباهى به ولكن في حالة واحدة.. إذا ما طورناه واستمدّينا منه العبر والدروس وصُنّاه وحافظنا على إرثنا الجميل.. وتركنا القبيح للأفضل.. ولكننا وعلى الرغم من أننا نتميز بمزايا أكسبتنا سابقاً احترام الجميع.. لم نواكب الزمن ونطور أنفسنا بما جد.
بل ظللنا نسير في أماكننا ومعظم الأحيان نسير للخلف متباكين متحسرين على ما كان!! ولولا معرفتي بطباعنا أحياناً أكاد أصدق ما يفتريه علينا بعض الإخوة في العالم العربي من حولنا بأننا شعب خامل كسول!! وهي سمة مغلوطة أتحنا لهم المجال بسلوكيات بعضنا في أن يلصقوها بنا.
وبالتأكيد التقوقع والوقوف في مكان ما كان يقف أسلافك وعدم مواكبة الزمن.. كل هذا أعطاهم الحق في هذا الافتراء!!
نحن فعلاً حبانا الله بنعم لا تحصى ولا تعد.. وبدلاً من أن نقدر هذه النعم ونحمد المولى عليها.. للأسف نقف مكتوفي الأيدي حيالها متمسكين أيضاً بأشياء واهية لا تقدم، بل تؤخر كثيراً.
العالم من حولنا يمضي قدماً.. ونحن مكانك سر.. تطاول الناس في البنيان والعمران.. ونحن هدمنا ما بنى أسلافنا!! شغل الناس أنفسهم بكيفية تطوير حياتهم.. ونحن شغلنا أنفسنا بأننا كنا.. عشقنا العلا قولاً.. والدونية فعلاً.. والمرء بما سعى إليه!! والقول لا يقدم، بل المقرون بالعمل والعمل الجاد فقط.. به نسمو.. وبه نرقى لمصاف الشعوب المتقدمة.
قد يقول أحدكم إن الناس على دين ملوكهم.. ونلقي اللوم على الوضع الراهن.. ولكن هل يعني هذا أن كل من حكمنا كان سيئاً؟؟ ألم يصنع بعانخي وترهاقا مجداً دمرناه بأنفسنا ولم تبق غير أسمائهم.. هذا إن ظلت فعلاً باقية.. وكل من تعاقبوا على حكمنا.. ماذا فعلنا لنحفظ لهم حقهم إن كان لهم حق!؟؟ أو لنصلح ما فعلوه إن كانوا قد اجتهدوا وجانبهم التوفيق.
على العموم الأمل ما زال معقوداً على الشباب لنفض الغبار وتغيير المفاهيم البالية وانتشال سوداننا الحبيب..(وليس نشله) وإيقاظه من غفوته التي طالت.
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!!
ونعود

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية