كثيراً ما أجد نفسي محرجاً من قبل عدد غير قليل من القراء الأعزاء الذين لدى بعضهم قضايا ملحة يطمعون في عكسها لتجد عند المسئولين إذناً صاغية لمساعدتهم في حلها، وبعض هذه القضايا تبدو قضايا ملحة وشديدة الأهمية لارتباطها بحياتهم المعيشية، على نحو لا يسمح بالإهمال فيها أو التسويف.. ومن بين هذه الرسائل المهمة ما وردني هنا من الأستاذ القانوني “يوسف خضر لقمان”:
الأخ الكريم د. “خالد”
السلام عليكم ورحمة الله .. أرجو شاكراً التكرم بالحديث عن قضية الانقطاع الدائم لمياه الشرب في مربعي (17/16) بحي الأزهري بالخرطوم البلد الذي يقع بين أكبر نهرين في أفريقيا.. نشتري فيه مياه الشرب بالجوز من عربة الكارو التي تجرها الحمير، وقد وصل سعر الجوز الواحد الآن إلى عشرين جنيه.. يعني قروشنا كلها كملت في شراء الموية..؟؟!!
فهلا تكرمت أخي بشرح حالة سكان المربعين المذكورين هنا خاصة وأن انقطاع المياه قد استمر أخيراً على فترات متتابعة لأكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع .. عليه أخي الكريم نرجو منك شاكرين كتابة هذه القضية في الصحف لتحريك المسؤولين لحل هذه المشكلة الصعبة علينا للغاية، بما أحال حياة أكثر من أربعمائة أسرة سودانية كريمة لجحيم حقيقي..).. انتهى حديث الأستاذ “يوسف خضر” .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. بالله يا أخوانا ممكن نقول شنو لهذا الأخ الكريم؟ .. هل نصبره أم ننوح معه ومع هذه الأسر الأربعمائة التي لا تنشد شيئاً سوى جرعة ماء..؟؟!! .. وكما قال هو بنفسه من يصدق بأن هذا الحال يحدث في مدينة أكرمها الله بثلاثة أنهار كبرى تشقها من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها .. من يصدق هذا..؟؟!! .. والله يا أستاذ يوسف هذه كلماتك قد حملتها هذه الزاوية، وقد يلتقطها أحد المسئولين عن الأمر ويتفاعل معها، وقد يقرأها ولا يفعل شيئاً حيالها.. كله في هذا البلد جائز، وقابل للحدوث، ولكنا وعلى أي حال نشارككم صراخكم .. صراخاً من أجل جرعة ماء في بلد النيل العظيم.. آملين أن تجد كلماتك هنا الاهتمام الذي ترجونه .. مع وافر احترامي لشخصك الكريم ولكل الأسر الكريمة في مربعي (16و17) بحي الأزهري ..