رأي

على فكرة

كمال علي

وزارة المالية.. ماذا هناك ؟

استبشرنا خيراً بمقدم السيد وزير المالية ولازلنا نرجو آملين أن يجري الله الخير على يديه، مستندين إلى عون الرحمن الرحيم أولاً ولطفه، وإلى تعاون المواطن بالإنتاج الذي نأمل أن تتوافر أدواته ومدخلاته مع الإعفاءات الجمركية والضرائبية أو تخفيضها وتسهيلها وإتاحتها للمنتج.
كما يبقى الأمل في علوم ومعارف وعلاقات السيد الوزير وخبراته الدولية المتراكمة، والمشهود لها مثلما يبقى الأمل دفاقاً في حُسن اختياره لمعاونيه ومساعديه حتى تتحقق مقاصد تعافي الاقتصاد السوداني.
صحيح أننا لم نرَ على الأرض برامج وخطط قيد التنفيذ ولم نسمع من السيد الوزير إلى النذر اليسير، وقلنا ندع الرجل وطاقمه يعملون في صمت عسى ولعل أن تستوي الطبخة وينعم المواطن على الأقل في بعض رخاء ولو أمكن الحد الأدنى من الرفاهية.
أزمات السيولة والوقود والخبز وكثير من السلع مع الغلاء الطاحن لاتزال تمثل أزمة خانقة تمسك بتلابيب الوطن والمواطن.
لا بد من تبيين معالم الطريق لإصلاحات آجلة وعاجلة بغية الخروج من النفق وعنق الزجاجة فقد طفح الكيل وما عاد الناس في بلادي قادرين على الصبر ومغالبة الأسى فالفقر يعربد في الطرقات وأسعار السلع الضرورية واللحوم والخضر والدواء والعقارات بيع وإيجار والسيارات والمواصلات والصرف الصحي والصحة وإصحاح البيئة والتعليم كلها مشكلات تراوح مكانها وتعصف بحياة المواطنين.
لابد أن يحس الناس بأن هناك تغييراً ما قد حدث حتى يتمسكون بالأمل وترتفع معدلاته وتدور عجلة الإنتاج المتوقفة على قارعة الإمكانيات.
وزارات الصناعة والتجارة والبنى التحتية والصحة والتعليم لابد لها أن تكون في الموعد وعلى قدر التحديات لو كنا نصبو إلى خير عميم يعم البلاد من أدناها إلى أقصاها.
ننتظر الكثير من وزارة المالية ونخشى أن تغرق في دوامة القروض وأجندة الدول والصناديق المانحة فلا يُسر قريب يأتي من عُسرها.
حكومات الولايات أيضاً ومحلياتها ننتظر منها أن تلعب الدور المنوط بها في أحداث التغيير والنهوض بولايات السودان التي تعاني الأمرين ولا يلوح على الأفق بروق إصلاح ولا آمال تنمية مستدامة فالمشاكل هناك تحاصر الحكومة والمواطن في آن واحد والمركز غائب لا يدعم بل يستنزف موارد الولايات.
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فنرجو يا “حمدوك” أن تنعش في أهل السودان ذلك الأمل حتى لا يموت ونقول الصيف ضيعت اللبن ونبكي على الحليب المسكوب، وهذا أوان الشد وأوان الجد وأوان أن نسمع ونرى من السيد وزير المالية بشريات.
والله الموفق

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية