تقارير

استقالة “الصادق المهدي” من رئاسة نداء السودان

مراجعات أم تراجع؟

الخرطوم ـ فائز عبدالله

دفع الإمام “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة القومي ، رئيس تحالف نداء السودان ، دفع باستقالته من رئاسة التحالف ، وعلل لذلك بالاستعداد لمتطلبات المرحلة المقبلة.وطالب في بيان صحفي بضرورة مراجعة مواقف التحالف ، وتحالفاته مع القوى الوطنية الأخرى .
وأجمع محللون سياسيون بأن تأثير استقالة الإمام “الصادق” من رئاسة نداء السودان على التجمع نفسه وتؤدي إلى حله، وقالوا إن الحراك الآن يشهد متغيرات كبيرة ويجب حل جميع هذه التحالفات والكيانات لأن وقتها الآن انتهى، وهذه المرحلة جديدة وليست مرتبطة بالنظام البائد، وقالوا إن الإمام يريد حماية نفسه من التورط في أي مرحلة مقبلة.
وأعلن الإمام “الصادق المهدي”، استقالته من رئاسة تحالف “نداء السودان”، ودعا مكونات التحالف إلى اجتماع عاجل لبحث مراجعات الموقف وهيكلة التحالف وعلاقته بالتحالفات الأخرى حسب ما تتطلبه المرحلة الحالية.
وقال “المهدي” الذي انتخب في مارس 2018 رئيساً للتحالف، في خطاب ــ تلقت (المجهر) نسخة منه أمس : إن المرحلة الحالية تتطلب مراجعات للمواقف بما في ذلك هيكلة نداء السودان وتحالفاته مع القوى الوطنية الأخرى.
وأضاف: (استعداداً لمتطلبات هذه المرحلة أعلنكم باستقالتي من رئاسة نداء السودان، وأرجو أن نجتمع بأعجل ما يكون لبحث الهيكلة الجديدة والخيارات المتاحة الآن).
ولفت “المهدي” إلى أن تحالف “نداء السودان” صار أضخم تحالف بين قوى سياسية ومدنية وقوى مسلحة، وجمع بين ممثلي المركز وقوى الهامش، وجغرافياً صار جسراً بين أهل النهر وأهل الظهرــ حسب قوله.
وبارك “المهدي” نتائج اجتماعات جوبا بين المجلس السيادي والجبهة الثورية وحركة تحرير السودان برئاسة “عبد العزيز الحلو”، داعياً إلى تجنيب عملية السلام مآخذ الانتقاء والحضانة الخارجية، قائلاً إن النهج المنتظر لعملية السلام أعمق وأوسع.
ودعا إلى عقد مؤتمر شامل للسلام داخل الوطن بعد تنفيذ إجراءات بناء الثقة، على أن توجه الدعوة لحضور جيران السودان والاتحاد الأفريقي والأسرة الدولية كمراقبين.
وقال محللون سياسيون إن استقالة “الصادق المهدي” من رئاسة نداء السودان تعتبر خطوة صحيحة وأتت في وقتها بسبب استمرار الحركات وقيادات الجبهة الثورية في مواقفها المضطربة وعدم تحديد رؤيتها التي تناضل من أجلها بجانب تحديد الأهداف والمشكلة الأساسية التي تخاطب قضايا الوطن، وأضافوا إن استمرار الحركات في مواقفها سيؤدي إلى تورط “الصادق المهدي” بحجة أن هذه الحركات تحمل السلاح وموقف حزب الأمة هو الحوار .
وقالوا إن استقالة الإمام تأتي لحماية نفسه من خروقات الحركات التي قد تحدث في ظل حملها للسلاح، وأضافوا إن موقف حزب الأمة ليس متضامناً مع موقف الجبهة الثورية والحركات المسلحة.
وقال السفير السابق والمحلل السياسي “الرشيد أبوشامة” إن الخطوة التي دفع بها الإمام “الصادق” باستقالته تعد سليمة لأنه سيتفادى تورطه في ظل استمرار هذه الحركات في حمل السلاح ، وأضاف إن حزب الأمة موقفه مختلف عن نداء السودان في توجهاته وبعيد عن الخلافات ، وقال إن الحركات والجبهة الثورية غير مضمونة في مواقفها في كل مرة تأتي بموقف جديد . وأشار إلى أن قياداتها طالبت بحكم فدرالي ذاتي، وزاد : إن هذه المطالب مثلها مثل موقف زعيم الحركة الشعبية الراحل “جون قرنق” مع التحالف الوطني الديمقراطي عندما خانه، وأضاف إن هذه الحركات تنظر إلى أن الخلافات والمشكلة الأساسية هي حكم الشرائح النيلية التي تشكل هاجساً كبيراً لدى هذه الحركات.
وأوضح أن الحركات بين الحين والآخر تتغير وتتحول مواقفها بصورة غير واضحة في من تفاوضه المجلس السيادي أم قوى إعلان الحرية ؟ ، وقال إن “الصادق المهدي” اتخذ موقف صحيح يدفعه إلى السلام في ظل رفض الحركات باستمرار للسلام واستمراريته كعضو في تجمع نداء السودان يساعده على حل الخلافات الداخلية لنداء السودان، وأضاف إن هذه الحركات والجبهة الثورية تشتت وليس لها تأثير على المشهد لأنها لا تمتلك موقفاً موحداً ولا تثبت على موقف .
ويرى المحلل السياسي “صلاح الدومة” أن الاستقالة أتت بسبب التحولات والتغيرات في المشهد السياسي والحركات ، وأضاف إن هذه التحولات كبيرة جداً لابد أن تكون هناك مواقف جادة مثل موقف الإمام “الصادق المهدي” من تجمع نداء السودان، وأردف إن موقفه موقف راديكالي مثل موقف الحزب الشيوعي وانتفاضة الجبهة الثورية على الوثيقة التي رفضتها في جميع هذه المواقف أتت بسبب الحراك والتحولات الكبيرة التي يعاني منها تجمع نداء السودان.
وتوقع “الدومة” أن تؤثر هذه الاستقالة من رئاسة نداء السودان على التجمع نفسه وتؤدي إلى حله، وقال إن الحراك الآن متغير وكبير ويجب حل جميع هذه التحولات والكيانات لأن وقتها الآن انتهى وهذه المرحلة جديدة وليست مرتبطة بالنظام البائد.
وقال إن الفترة الراهنة تشهد تغيرات وتحولات ولا تنتظر وتمهل هذه التجمعات والكيانات وخيبة المواطنين في هذه الحركات والجبهة الثورية، وأشار إلى أن استقالة “الصادق” لحماية نفسه من تورطه من خروقات الحركات في المرحلة المقبلة، وزاد: إن هذه الحركات تحمل السلاح الآن ولا تنتظر عملية السلام التي دعت إليها الحكومة الحالية.
وأشار إلى أن التجمعات والتحالفات لا تضيف أي تقدم للبلاد في هذه الفترة، وأوضح أن الفترة الراهنة تتطلب قراءة جيدة لا تمسكاً بمواقف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية