رأي

فنجان الصباح

أحمدعبدالوهاب

جهاز المخابرات الوطني.. لأجل وطن عزيز

(إذا أمكن لدولة أن تستغني عن مصلحة البريد والضرائب والكهرباء يمكنها أن تستغني عن جهاز أمنها..) (الكسندر سوليجستن..صاحب رواية أرخبيل الجولاج).
بشعاره الجديد المصمم بفهم وذوق ومكتوب تحته بالخط الفارسي الجميل (جهاز المخابرات العامة).. يمكنه أن يفترع عهداً جديداً ومشاوير موصولة من السهر فوق جسور من التعب.لأجل عيون السودان. (سي آي اي )أو (اف بي آي) يعرفها كثيرون حول العالم أنها (وكالة المخابرات المركزية).. و(مكتب التحقيقات الفيدرالي) مثلما يعرفونها في بريطانيا بـ(ام آي 6) وفي روسيا بـ(كي جي بي)..وقد كفاهم الاختصار الروسي مؤونة اسم معقد ومركب وطويل وبالروسية يقرأ (كومتيت جوسوداراسفنوي بازوباستي)..أي (لجنة أمن الدولة).. لا أدري لماذا يحاول الشيوعيون السودانيون إشراك بعض السذج والبسطاء ليشاطروهم خوفهم وكراهيتهم لأجهزة الأمن والمخابرات الوطنية ..فقد ظل الشيوعيون خاصة ،واليسار السوداني عامة ، في خانة العداء لكل الأنظمة الوطنية ، وشيطنوا بالحق والباطل كل جهاز أمن وطني، بالرواية والحكاية.. بالمتوهم وغير المعقول.. وبالمنظوم والمنثور..مع أن كل الدنيا مثلما تفخر بعلمها ونشيدها الوطني ومنتخباتها الرياضية فهي أيضاً تفخر بأجهزة مخابراتها . ماخلا بعض الرفاق الحمر .
استبق جهاز المخابرات السوداني الثورة بسنوات طوال ، اقترب فيها من المواطن ،كان ذراعه الاقتصادي يحمي ثروات البلاد ويحقق انتصارات أو يحبط مؤامرات ، مثلما كان فريقه الرياضي يحقق نتائج طيبة على المستطيل الأخضر ..وكان على الجانب الأكاديمي يهدي للجامعات مراجع لا تقدر بثمن في مختلف التخصصات كان دون الوصول إليها خرط القتاد.. وكان مدهشاً أن يفتتح الجهاز مكتباً لتلقي الشكاوى.. وكانت إعلانات التجنيد لضباط أو أفراد لا تشتمل مطلوباتها على غير الشهادة الأكاديمية والميلاد والجنسية..حلت الكفاءة العلمية والعملية عنده محل القبيلة .. ولذلك لم يك غريباً على هذه المؤسسة القومية أن تضم بين صفوفها أبناء السودان كله . كان نائب المدير العام أحد أبناء الجنوب قبل الانفصال ،ويحمل رتبة (فريق) ..وكان ولازال كثير من أبناء شرق وغرب البلاد ، من أفضل منسوبي الجهاز ..وسرني أن أحد فرسان ( الرشايدة) القبيلة الكبيرة ، يعمل ضابطاً بالجهاز ، وقتها برتبة عقيد. .حيث لا حجر على الطموح.. ولا قيد على الترقي. وكان لافتاً طلب الجهاز من قيادة (الحزب الشيوعي) ترشيح بعض شبابهم للانضواء تحت مظلته ، بدل هذا التجمد التاريخي في محطات شيطنة ،ولعن كل مؤسسة وطنية. إشارة عبقرية تنبئ بتغيير قادم .رسالة لم يستطع (الرفاق) فهمها أو التقاطها للأسف . لقد كان أداء الجهاز مشرفاً ، قبل ، وأثناء ، وبعد الثورة ، وأكمل جميله بأن أوصل الثوار لميدان الاعتصام .وكان تعهده المسبق للمعتصمين بالحماية، سبباً رئيساً لنجاح الاعتصام وسقوط النظام. وحسناً فعلت قيادة البلاد، حين أعلنت أنه لا مناص من وجود جهاز أمن فاعل ، وذكي، كشرط لازم لتتويج الثورة ،ونجاح حكومتها ، في هذه المرحلة المفصلية.ممسكة بيديها ورجليها على مؤسسة لا تبدأ كالآخرين من الصفر ..وإنما تنطلق بحمد الله من خبرة تراكمية .. وتجارب نوعية أهلت الجهاز، ليصبح واحداً من أفضل أجهزة المخابرات بالقارة ، من حيث التخصصية، والمهنية ، والقدرات الفنية ، وإنجاز المهام الوطنية..
أعطني جهاز مخابرات مهني وقومي وشاطر، كما هو عند السودان ، أعطك وطناً عزيزاً مستقراً.. واقتصاداً مزدهراً.. ونظام حكم ديمقراطياً .. وشعباً عاملاً ومنتجاً.. ومستقبلاً زاهراً..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية