شهادتي لله

من أين أتى هؤلاء الوزراء ؟!

أتت وزيرة التعليم العالي د. “انتصار صغيرون” شيئاً إدّا ، وفعلت ما لا يسبقها إليه الأوائلُ من العلماء السوامق والعالمات الجليلات وزراء التعليم العالي ، منذ أن عرف الناس هذه الوزارة العِلمية التي طالما تسنمها (البروفات) .. رجالاً ونساءً ، فلم نسمع منهم/منهن هتافاً ولم نألف فيهم/منهن غلواً لا في السياسة ، ولا في سائر الانتماءات والولاءات ، فالعلماء دائماً معتدلون ومتزنون وحكماء ، لا يميلون ميل العامة ، ولا يتعجلون عجلة الصغار في الأقوال والأحكام .
قصدت “انتصار صغيرون” ندوة في جامعة أم درمان الإسلامية ، فتحدثت فيها بلسان ناشطة متحمسة ، لا وزيرة دكتورة وعالمة ، أو هكذا ينبغي أن تكون !!
دعت الحضور إلى انتهاج (الشرعية الثورية) في تعيين مديري الجامعات وعمداء الكليات ، مستشهدة بأنهم – كوزراء – إنما جاءوا لمناصبهم بالشرعية الثورية !!
وطبقاً لما فهمنا من كلام “صغيرون ” فإن الثوار و(الكنداكات) هم من حملوها من بيتها مباشرةً إلى مكتب الوزير في وزارة التعليم العالي ، ولم ترشحها أحزاب وكيانات ، في قائمة طويلة تضم مرشحين غيرها ، بعد مفاوضات شاقة ومضنية مع المجلس العسكري الذي يرأسه القائد العام للقوات المسلحة ، وبعد إجازة اتفاق سياسي ، ثم اعتماد وثيقة دستورية ، وتعديلها (مرتين) ، مرة مشهودة ومرة مخفية ، ثم توقيعها بحضور ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ورؤساء دول وحكومات !!
لا .. لم يحدث كل الذي حدث من مفاوضات وإجراءات سياسية ودستورية على مدى أربعة شهور طويلة ، لتصبح بعدها “انتصار صغيرون” وزيرة تعليم عالي ، فقد اقتحم الثوار الوزارة وطردوا الوزير السابق وأجلسوها في مكانه !!
“انتصار صغيرون” ما زالت مأخوذة بـ(اللساتك) المحروقة في الشوارع أيام الثورة ، وتفخر لجمع الأساتذة والطلاب بأن ابنها توعدها (إن لم يشتغلوا) ، فسيحرق لها (لستكاً) في البيت !! يا سلام !!
ولذا فإنها تدعو جميع الثوار في الجامعات أن يلجأوا للشرعية الثورية و(اللساتك المحروقة) لتنصيب مديرين وعمداء جدد !! فلا داعٍ لانتظار قرارات السيدة الوزيرة ، ولا معنى لتعيينها أصلاً ، فالثوار سيختارون وحدهم الدكاترة الأكفاء لشغل المقاعد المستهدفة بالتغيير في كل جامعة !!
عزيزي مدير جامعة أم درمان الإسلامية البروفيسور (…….) .. مكرر إلى كل مديري الجامعات وعمداء الكليات ، لا تنفذوا أي قرار يأتيكم من طرف الوزارة ، فالوزيرة قد فوّضت – على الملأ – سلطاتها لثوار الجامعات ، شوفوا لجان المقاومة واتفاهموا معاهم !!
سيدي رئيس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” .. من أين أتيتم بهؤلاء الوزراء ؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية