مليونية استقلال القضاء .. الآلاف يطالبون بالقصاص العادل لشهداء الثورة
تهتف أمام القصر الجمهوري (حقنا كامل وما بنجامل)
الخرطوم ـ فائز عبد الله
سير الآلاف مسيرة هادرة اتجهت صوب القصر الجمهوري تطالب بتعيين رئيس القضاء والنائب العام بجانب القصاص العادل لشهداء الثورة والمصابين والمفقودين، وتندد بعدم تشكيل لجنة التحقيق المستقلة في أحداث القتل التي صاحبت تظاهرات الثورة وعملية فض اعتصام القيادة العامة، وسلم المتظاهرون مذكرة إلى المسؤولين بالقصر الجمهوري.
وحمل الثوار الذين خرجوا استجابة لدعوة أطلقتها اللجنة الميدانية لتجمع المهنيين بخصوص المطالبة بالقصاص العادل لشهداء ثورة ديسمبر ومصابيها والمفقودين، شعارات كتب عليها (استقلال القضاء يعني الدولة المدنية)، و(مليونية السلطة القضائية)، و(أين لجنة التحقيق المستقلة)، كما ردد المحتشدون (حقنا كامل ما بنجامل)، و(الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية)، بجانب صور الشهداء، ولافتات تطالب بالقصاص لهم، بجانب حملهم لإطارات السيارات.
وضربت قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول الشوارع المُفضية إلى القصر الجمهوري، وأبعدت المتظاهرين مسافة (100) متر من بوابة القصر، وحولت الحركة من شارع الجامعة الذي يمر جنوب القصر إلى شوارع جانبية ما خلف زحاماً كبيراً.
واحتشدت مركبات شرطية، وناقلات جنود أمام تقاطعات تؤدي إلى القصر الرئاسي، في وقتٍ جرى نشر الأسلاك الشائكة في عدد من فرندات السوق العربي لحجز المشاركين في المليونية من الوصول إلى القصر الجمهوري.
وتحركت المواكب من وسط الخرطوم وتحديداً من ميدان الأمم المتحدة وموقف جاكسون واستاد الخرطوم وصينية القندول باتجاه القصر الجمهوري، لكن الشرطة أغلقت الطريق دون أن تحتك مع المحتجين.
وقال عضو مجلس السيادة د. “صديق تاور”، الذي خاطب المحتجين أمام القصر الجمهوري أمس، إن الحكومة الانتقالية مهمتها الاستماع لصوت الجماهير وتحقيق مطالبهم، وأوضح أن تعيين رئيس قضاء مستقل ونائب عام من أولويات الحكومة لجهة أن تحقيق العدالة يعد واحداً من مطالب الثورة حتى تتم المحاسبة العادلة لكل من ارتكب جرماً في حق الشعب والبلاد خلال حكم النظام السابق.
وقالت قوى “إعلان الحرية والتغيير” في بيان تسلمت (المجهر) نسخة منه أمس، إن ثورة ديسمبر ما جعلها عصية على التراجع والخنوع لتفشي الظلم واليأس من أجهزة الدولة العقيمة على العدل وعدم قدرتها على إنصاف المظلومين بسبب تخفيها في جلباب السلطة ما جعلها صدًى للنظام.