شهادتي لله

اتهام الصحافة بالعدوان .. كلام الحُكام واحد !!

حديث وزير الثقافة والإعلام الأستاذ “فيصل محمد صالح” أمس لصحيفة (القدس العربي) في مجموعه العام ، حديث إيجابي متوازن ، غير أنه لم يوفق حين قال (إن معظم صحف الخرطوم معادية للثورة) !!
ذات العبارات والمعاني كنا نسمعها من قادة النظام السابق من الرئيس إلى مديري جهازي الأمن ، الوزراء ، الولاة وإلى المعتمدين !!
فذات يوم من أيام العهد السابق قبل ثلاث سنوات ، صادر جهاز الأمن والمخابرات (13) صحيفة سياسية في يوم واحد ، ومنعها من الصدور ، واليوم يكرر الوزير الصحفي نفس الكلام ، لأن موقعه تبدل من كرسي ناقد سياسي إلى (حاكم) باسم (الحرية والتغيير) لا يحتمل النقد ومخالفة الرأي !!
ولو طالعتم هذا العدد من هذه الصحيفة ، أو أي عدد منها ، أو من غيرها ، ستجد أن الصفحات الأولى ، الثانية ، الثالثة والرابعة مفروشة بمهنية لتصريحات وحوارات قادة الحرية والتغيير من مجلس السيادة إلى مجلس الوزراء إلى ساستها وناشطيها ، بينما بقية الصفحات منوعات وعالم ورياضة وغيرها مما لا عدوان فيه على الثورة ولا على قادتها ، فمِن أين أتى عزيزنا الوزير “فيصل” بهذا التصنيف الذي عادت به (الإنقاذ) من قبل الصحافة ، فضايقتها وكبلتها بالإجراءات الأمنية ، وحجزت عنها إعلانات الحكومة ووجهتها لصحف أخرى بتصنيفات بليدة ، ثم لاحقتها في السوق فأزالت منافذ توزيعها (الأكشاك) بسلطات المحليات الجائرة ، فخسرتها ؟!
إذا كان “فيصل” يقصد أعمدتنا ، ويعتبرها تمثل (معظم) الصحف ، فهنيئاً لنا بهذا (الوزن) الثقيل ، والجماهيرية العريضة ، غير أنه أيضاً مخطئ ، فنحن لسنا معادين للثورة ، ولكننا ناقدون لأداء وسلوك قوى الحرية السياسي ، ومنهجها العدواني والإقصائي ، وفي نفس الوقت نحن داعمون لحكومة “حمدوك” متى ما أحسنت ، ناصحون لها وموجهون متى ما أخطأت .
هذا باختصار خطنا التحريري والسياسي العام ، فليعيد الزميل “فيصل” قراءاته ، وليعلم أن الصحافة ، في أي بلد بالعالم ، لن تكون داعمة ومؤيدة بنسبة غالبة لأي حكومة ، حتى لو كانت (حكومة ثورة) ، فسيأتيك الهجوم أولاً من (الثوار) أنفسهم ، قبل أعداء الثورة المُتوهمين ، وأظنه قد أتاك – معاليك – قبل أن تؤدي القسم !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية