تقارير

في محاكمة قتلة “أحمد الخير”: المتحري يجب شطب البلاغ في مواجهة (24) متهماً

أحد المتهمين: قلت لمدير الجهاز سيموت أحد المعتقلين جراء الضرب فقال (شوفوا شغلكم)

تقرير الشفاء أبو القاسم

لليوم الثاني على التوالي واصلت محكمة أم درمان وسط أمس محاكمة المتهمين الـ(41) في قضية معلم خشم القربة الأستاذ “أحمد الخير” الذي قتل تحت تعذيب أفراد جهاز المخابرات العامة، والمخابرات العامة لوحدتي كسلا وخشم القربة، واستمعت المحكمة بحضور كافة أطراف القضية بعد تسجيل حضورهم في محضر المحكمة.
الجلسة كانت محددة لسماع قاضي الاستئناف “الصادق عبد الرحيم” الذي ينظر في ملف القضية، إفادات وكيل النيابة الثالث الذي تحرى في البلاغ “أبوبكر عثمان سعيد” والذي بين للمحكمة أنه بعد تحرياته حول البلاغ أوصى في (14) يوليو الماضي بتوجيه الاتهام تحت مواد القتل العمد والاشتراك الجنائي لعدد (17) متهماً وشطب الاتهام في مواجهة باقي المتهمين ، لافتاً إلى أن توصيته جاءت بناء على استئناف تقدم به الدفاع لإلغاء الاتهام في مواجهة المتهمين استناداً على أن بعض المتهمين أنكروا أقوالهم الواردة في يومية التحري، بينما أقر البعض في اليومية بضرب المجني عليه، وقدم المتحري (14) مستند اتهام بينها مخاطبات بتسليم المتهمين وصور لمكاتب جهاز المخابرات مرفقة بكروكي حيث اعترض الدفاع عليها وفصلت فيها المحكمة بقبولها لحين مناقشتها.
تفاصيل تولي المتحري للبلاغ
المتحري في البلاغ “أبوبكر سعيد” أوضح للمحكمة أنه تسلم ملف القضية المحول من ولاية كسلا لولاية الخرطوم بموجب قرار صدر من النائب العام بتاريخ (5) يونيو الماضي ، مشيراً إلى أنه قام بمخاطبة المدير العام لجهاز المخابرات العامة لرفع الحصانة عن ثلاثة متهمين أساسيين في البلاغ من الأول حتى الثالث، كما خاطب مدير المكتب التنفيذي لجهاز المخابرات أيضاً لمد النيابة بأسماء أعضاء جهاز المخابرات العامة الذين كانوا متواجدين بخشم القربة في يوم الحادث، والقوة التي تحركت من كسلا لخشم القربة، حيث تم تنفيذ أمر القبض والتحري مع المتهمين الثلاثة في (16) مايو ، وتم استجواب الشاكي في البلاغ وثلاثة شهود، وأشار إلى أنه قام باستجواب الطبيب الشرعي، ومن ثم قام بزيارة لمسرح الحادث وتم رسم كروكي للموقع قدمه للقاضي كما قدم صورة لمباني جهاز المخابرات العامة بمدينة خشم القربة، وواصل إفادته ، مشيراً إلى أن إجراءات البلاغ قد تمت بقسم الخرطوم وسط، وقدم طلباً للمدير التنفيذي لجهاز المخابرات الوطني لاستعجال تسليمهم المتهمين الذين تم رفع الحصانة عنهم وتم القبض على (12) منهم وتم استجوابهم ، مبيناً أنهم قاموا بتسليم (14) متهماً لمندوب “عماد الدين” بموجب خطاب رسمي.
دماء على ملابس الضحية
المتحري قدم عدداً من المستندات للقاضي بينها إفادة صادرة من المعامل الجنائية تتعلق بفحص ملابس المجني عليه والعينات التي وصلت إليهم في فبراير ، مؤكداً أن التقرير أثبت وجود دماء بشرية على ملابس المرحوم، بينما أشارت النتائج إلى أن عينة الدم التي وجدت على الملابس توافق النمط الجيني للمجني عليه.
أقوال المتهمين
المتحري قام بتلاوة أقوال المتهمين الواردة في يومية التحري ،عندها أنكر مدير جهاز المخابرات العامة بمحلية خشم القربة بعض أقواله وأقر ببعضها ، وبين المتحري أن المتهم برتبة نقيب قال في أقواله إن مظاهرات اندلعت في (31) يناير بخشم القربة وإنه وجه باعتقال عدد من الأشخاص من بينهم “أحمد الخير” وتم إدخال المعتقلين الحراسة.
وقال المتهم في أقواله بحسب المتحري (تلقيت بعدها اتصالاً من رائد يخبرني بأن هنالك قوة من وكسلا قد تحركت لخشم القربة)، وأنكر معرفته بالمرحوم كما أفاد أنه لا يعلم بأنه كان مريضاً بعد اعتقاله.
ومن جانبه ذكر المتهمون من وحدة خشم القربة أن القوة التي جاءت من كسلا قامت بضرب المعتقلين بالخراطيش بعد صلاة العصر، وظلوا يضربونهم لساعات حتى خارت قواهم وسقطوا على الأرض وانعدمت لديهم المقدرة على الحركة، كما أنهم لم يتناولوا وجبة الغداء .
لم يستبن النصح
بحسب حديث المتحري لقاضي المحكمة فإن أحد المتهمين أشار خلال التحري معه إلى أنهم قاموا بتقديم النصح لمدير جهاز المخابرات العامة بأن أفراد القوة التي جاءت من كسلا سيتسببون في قتل أو إعاقة أحد المعتقلين، لكنه كان يرد موجهاً حديثه لقوة كسلا (شوفوا شغلكم).
ولفت إلى أن المتهمين قالوا في أقوالهم إن قوادهم أمروهم بالتسلح بالخراطيش وأخرجوا المتهمين من الحراسة طالبين منهم أن يقوموا بعملهم تجاههم بالضرب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية