رأي

فنجان الصباح

أحمد عبد الوهاب

هل يفعلها “الطيب مصطفى” ؟

(ليت صافي ﻻ تكمل رحلتها.. ليتها ﻻ تفقد شبابها) “أحمد بهاء الدين” عن “صافيناز كاظم”..
بيني وابن العم الأستاذ “الطيب مصطفى” ود موصول. فغير مهنة الصحافة ، فهو أب لشهيد، وأنا شقيق لشهيد.. وكلانا ليس على وفاق مع المؤتمر الوطني.. خدمت ظروف طيبة الأستاذ “الطيب” ففات المؤتمر آسفا .. وخذلتني ظروف ففارقت المؤتمر فراقاً غير وامق.. وقبل عقد من الزمان كتبت أقول: (إنني لو رأيت الإنقاذ وحزبها ، في فم كلب لما قلت له جر).. حتى ساقت المقادير ذلك العهد وجرته جراً نحو حتفه، وﻻ أظن أن أحداً ذرف عليه دمعة حرى وصادقة أبداً..
كان الأستاذ “الطيب” من أهل الصدق في وﻻئه في العشرية الأولى ، مثله مثل كثيرين .. فلما ضربهم (تسونامي) المفاصلة الكبرى هاموا على وجوههم ، وتفرقوا- وا رحمتاه لهم- أيدي سبأ.. إنني أحمد للأخ “الطيب” دعوته لي لتولي رئاسة تحرير (الصيحة).. بعدما طلب الأخ الدكتور “ياسر محجوب” اللجوء السياسي في لندن.. وقد اعتذرت له لظروف صحية وسياسية..
من موقعه في قيادة التلفزيون الرسمي ، كان “الطيب” يكتب مصوباً وناقداً وناصحاً .. وكان صادقاً فيما يقوله ويكتبه، وما ينقده أو يصوبه.. وكنت في (ألوان) أقال الله عثرتها أحجز له صفحة كاملة فيكتب فيها ما يشاء.. وفي بعضها ابتدر حملته التي انتهت إلى جنوب غاضب، فصل ترابه، وفارق أحبابه ( فما انتفعوا بالعيش من بعده وﻻ انتفعا) . وكنت أقول لبعض أصدقائي وأصدقائه، إن دعوة الأخ “الطيب” برمزيته وقربه من رئيس البلاد (عمل كارثي).. فقد كان بميسور أي شمالي آخر أن يتبنى الدعوة، وﻻ تكون مؤلمة وجارحة ومحرجة، بمثل ما تكون من خؤولة الرئيس.. كنت احس بها مرة وصادمة على قلوب أهل الجنوب.. خاصة بعد أن أسس “الطيب” منبره وأصدر صحيفته .. وكان “تعبان دينق” أسوة بنخبة جنوبية كبيرة، ترى في “الطيب” ناطقاً باسم الرئيس، وترى أن صحيفته تمثل رأياً وقناعات “البشير” شخصياً.. ولم يكن الأستاذ “علي عثمان”- فك الله أسره -راضياً عن الصحيفة، وعن صاحبها ومنبره.. وقد قال لنا بصراحة وألم شديد، في أمسية محضورة بالقاهرة عام 2010م( إن الذين ناصبوا اﻻتفاقية العداء، وأقاموا لها المنابر، وأصدروا الصحف ، قد آذوا قضية الوحدة اذى بالغا).. وكنت أتمنى على الأستاذ “الطيب” أن يتخلى عن دعواه، ويغادر صحيفته باكراً، إن لم يكن لصالح الوطن ووحدته، فلأجل “البشير” وحزبه.. فقد كان “البشير” يتغنى بالوحدة صباح مساء، ويلبس أزياء أهل اﻻستوائية، وكان الجنوبيون يرون في كل ذلك مجرد ضحك على الذقون.. وكانت النخبة الجنوبية ترى في “البشير” ما تراه في خاله، مع الفارق بين بين خال (مقاتل) وابن أخت (مخاتل). لم يترك “الطيب” دعواه -للأسف -حتى انفصل الجنوب وفقد (اﻻنتباهة)، وخسر (الصيحة) ، وسقط “البشير”.. وبسقوط “البشير” ونظامه ، يفقد “الطيب” 99 بالمائة من أوراقه لأي مستقبل سياسي.. ويصبح وضعه في روزنامة السياسة، كوضع “سيف الإسلام القذافي” في ليبيا ما بعد (ملك ملوك أفريقيا).. ولو كنت مكانه لنفضت يدي عن السياسة للأبد.. فما لم يتحقق له في عهد “البشير”، سيكون كالبحث عن (لبن الطير) و(عود اﻻكسير) في زمان الحُرية والتغيير..
هذا مع حبي وتقديري للأستاذ “الطيب”.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية