شهادتي لله

حزب الأمة والحركات .. العواطف المعوِّقة !!

طلب حزب الأمة القومي من المجلس العسكري وحلفائه في قوى الحرية والتغيير تأخير برنامج تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية المعلنة في جدول يبدأ تنفيذه اعتباراً من يوم (17) أغسطس الجاري ، حيث تجري مراسم الاحتفال بتوقيع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية بحضور رؤساء دول وممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ، هو طلب غير موضوعي ، وعاطفي ، يميل نحو إرضاء قادة الحركات المسلحة شركاء حزب الأمة في تحالف (نداء السودان) .
إن أي تأجيل يطرأ على جدول تشكيل مجلسي السيادة والوزراء مُضر بالمواطن السوداني الذي ظل ينتظر قيام الحكومة المدنية لأكثر من ثلاثة أشهر طويلة ، سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحى ، سالت دماؤهم الطاهرة فداءً للوطن ، ومهراً لعُرس الانتقال للحكم المدني الديمقراطي .
إن سياسة المحاصصات مع الحركات وثقافة المفاوضات الطويلة ذات الجولات المتعددة التي لا تنتهي ، هي أهم أسباب تطاول أمد الحرب في دارفور وجنوب كردفان .
وقد أدى سلوك (الإنقاذ) المعيب في التفاوض مع حركات التمرد من أجل السلطة والثروة ، إلى انشقاقات لا تِعد ولا تُحصى في أجسام هذه الحركات التي بدأت في العام 2003 بحركتين فقط ، (تحرير السودان) و(العدل و المساواة) ، فإذا بها تتناسل ، لتصبح اليوم عشرات الحركات تحمل أسماء مشتقة عن العدل والتحرير !! حيث لا عدل ولا تحرير !!
إذا كان الهدف هو السلام وليس المناصب ، فإن المبادئ العامة لتحقيق السلام والعدالة قد أُخذ بها في الوثيقة الدستورية وفي ملحق السلام ، وقد قرر الاتفاق والوثيقة تخصيص الستة أشهر الأولى من عمر الحكم الانتقالي للسلام ، واعتباره أهم أولويات الفترة الانتقالية ، فعلام الضجة والاحتجاجات من الحركات ؟!
على حزب الأمة القومي أن يترك العواطف جانباً ، وينظر لمصلحة الوطن العليا ، ويراعي معاناة المواطنين الذي بلغ بهم الضرر مبلغاً جراء غياب الحكومة ومستويات الحكم المحلي لأكثر من ثلاثة شهور .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية