حوارات

وكيل وزارة الصحة الاتحادية دكتور “سليمان عبد الجبار”في حوا ر الصراحة والشفافية مع (المجهر)1-2

*أنا رجل مهني وشاب وبلا انتماء سياسي وحزبي وتبوأت هذا المنصب بكفاءتي

*الصراع داخل وزارة الصحة لا علاقة له بالأجندة الحزبية والسياسية، والتغيير بالوزارة بدأ قبل الثورة بشهرين
* (90%) من الكوادر العاملة بمنظمة الصحة العالمية من الكفاءات التي أبعدت من الوزارة بسبب الصراع و(الشلليات)
*لا نرغب في محاسبة الناس على خلفياتهم السياسية، والمحاسبة يجب أن تتم وفق أسس مهنية.

كشف وكيل وزارة الصحة الاتحادية دكتور “سليمان عبد الجبار”، خبايا الصراع الذي دار بين مجموعتين داخل أضابير وزارة الصحة الاتحادية و لسنوات وقال “عبد الجبار” إن تلك الصراعات أبعدت كفاءات من الوزارة بالرغم من مهنيتهم، كاشفاً عن تعرضه شخصياً لمضايقات خلال مسيرة عمله، ووصف الوكيل في حوار مع (المجهر) بأنه مهني وشاب وبلا أي انتماءات سياسية أو حزبية. وأنه تدرج في إدارات وزارة الصحة، وعمل بعدد من الولايات الأمر الذي مكنه من تبوأ منصب وكيل وزارة الصحة. وقال إنه يتحدى أي موظف بالوزارة يقول إنه حقق مكاسب على الصعيد الشخصي وقطع بأنه لا يمتلك عربة ولا منزلاً. وتناول الوكيل قضايا القطاع الصحي وأبدى استعداده للمحاسبة ومحاسبة أي موظف بالوزارة في حالة ثبوت أخطاء .فإلى نص الحوار.

حوار – فاطمة عوض

*في البدء نود التعرف عليك من هو “سليمان عبد الجبار”؟
دكتور “سليمان عبد الجبار” من مواليد مدينة “كُبم” ومعظم السودانيين والموظفين يعرفون أنها منطقة معروفة بالعسل في جنوب دارفور وهي محلية وجزء من محلية عد الفرسان، وأنا من مواليد  1971 وبالتالي أنا بعتبر نفسي شاباً ، درست الابتدائية والمتوسطة في “كُبم” ودرست الثانوية في مدرسة خور عمر الثانوية القومية في المنظقة العسكرية وادي سيدنا ومنها كلية الطب جامعة الخرطوم وتخرجت عام 1998، وبعد قضاء فترة الامتياز اشتغلت في الخرطوم والبحر الأحمر وجنوب السودان، ثم شمال دارفور في الفاشر وأم كدادة وفي جنوب دارفور اشتغلت في نيالا وبرام وعد الفرسان، ومنها جئت للصحة الاتحادية في عام 2007 وهذا يعني أنني بدأت النظام الصحي من تحت من القواعد وحتى وصلت لوزارة الصحة الاتحادية وفي 2007 جئت الإدارة تخصص طب المجتمع واشتغلت بالريف وكنت مهتماً جدا بالجراحة، ولكن تخصصت في إدارة طب المجتمع ودخولي لهذا المجال جاء من تجربة، وأنا خلال عملي في وزارة الصحة بجنوب دارفور اشتغلت في الصحة كطبيب عمومي في المستشفيات حيث اشتغلت فترة في وزارة الصحة في الولاية وفي هذه الفترة جاءت منظمات كثيرة جداً.
*هل تعاملت معها؟
تعاملت مع بعض المنظمات ومن خلال التعامل معهم عرفت أن التخصص في مجال الصحة العامة وطب المجتمع مجال مهم، وعملياً هو يركز على جانب الوقاية، وجانب العلاج هو مهمة طبيب المجتمع بأن يعمل على توفير الخدمات والمناهج وأن تكون الخدمات بجودة ومأمونية تلبي رغبة المواطن وأن لا يعاني المواطن في سبيل تلقي الخدمة الطبية وهذا يتم من خلال الدراسات والبحوث للتعرف على المشاكل الصحية وانتشارها ومسبباتها ومن ثم وضع الحلول المناسبة وتقليل الوفيات والمراضة وأنا خلصت التخصص في 2010 .
*إلى أين اتجهت بعد التخصص؟
تم استيعابي في وزارة الصحة الاتحادية في إدارات مختلفة في الرعاية الصحية الأساسية واشتغلت في المكتب التنفيذي الوزاري في 2013 وأكثر نشاط واستثمارفي هذا المجال في مجال التخطيط، وعينت مدير إدارة فرعية للتخطيط ومنها تم انتدابي للمجلس القومي للأدوية والسموم في الإدارة العامة للتخطيط والمعلومات والبحوث وهذه الفترة جعلتني أطّلع على القطاع الصيدلاني والدواء والرقابة الدوائية والإمداد الدوائي وقضايا الصيدلة والسموم، وأيضاً نلت تجربة عندما كنت مديراً عاماً لوزارة الصحة بالولاية الشمالية لمدة عامين 2016- 2017 وجئت الخرطوم في 2018 وعينت مديراً للإدارة العامة للتخطيط والتنمية الصحية لمدة عام، وبعدها حصلت تنقلات في نهاية 2018 ونقلت للإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية وهي من أكبر الإدارات في الوزارة وبها(7) إدارات منها صحة البيئة والرقابة على الأغذية وإدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة وإدارة تعزيز الصحة وإدارة التغطية الشاملة وخدمات الرعاية الصحية الأساسية وإدارة صحة الأم والتحصين والتغذية والصحة المدرسية، وإدارة مكافحة الأمراض وإدارة المتابعة والتقييم وهذه من أكبر الإدارات ومنها تم تكليفي بمنصب وكيل وزارة الصحة
*وكيف جاء قرار تعيينك ؟
ربما قدروا تجربتي وتدرجي في الإدارات وطبعا كان الاتجاه أن يتم اختيار الوكلاء من داخل الهيكل وكان سابقا يتم تعيين الوكلاء من خارج الوزارة.
*وزارة الصحة معروفة بأنها موبوءة بالصراعات ..هل واجهتك تلك الصراعات؟
فعلاً الصراعات كانت موجودة، وأنا عاصرت جزءا منها وقبل أن أجيء للوزارة كانت آخر محطة لي كنت مدير إدارة المستشفيات بجنوب دارفور ومنذ ذلك الوقت كنا نتابع أن هنالك صراعات وهنالك مجموعات متصارعة وصراحة أنا بموجب الالتزام المهني والأخلاقي (الأنا عارفو) كانت هذه المسألة بالنسبة لي مزعجة جدا أن يكون هناك صراع، ففي تقديري ناس الصحة (ديل) مفترض أن يكونوا قدوة ونموذجاً للآخرين، والصحة نفسها لها ثلاثة أبعاد؛ بدني ونفسي واجتماعي، ومنظمة الصحة عرفتها بأنها اكتمال السلامة البدنية والاجتماعية والعقلية، والضغوط النفسية تسبب الأمراض وأنا كنت متابعا الصراعات، وكنت أسمع بها و(لمّن) دخلت وزارة الصحة في الولاية كنت (بسمع) أن هناك صراعات بين مجموعات وفعلا عندما جئت الوزارة وجدتها موجودة، وكانت هنالك مجموعة تحاول احتكار كل المواقع ، وعدم إتاحة فرصة للمجموعة الأخرى، وعندما جئت لم أكن طرفاً في أي من المجموعتين، ولكن بحكم اهتماماتي اتيحت لي فرصة ودخلت ولكن كنت أركز على عملي وأتعاون مع أي زول، وكان عندي -والحمد لله- استعداد عال جداً أشتغل بنفس الطريقة (الشغال بيها) الآن ، أحضر للوزارة  الساعة السابعة صباحا و(بطلع) (12) مساء. وأنا بطبيعتي بحب العمل ومنذ بداية حياتي العملية ومنذ كنت طالباً بدأت هكذا واحتمال قبول الناس لي أنا؛ أولاً (بشتغل) وثانيا ما كان عندي غرض بالصراعات .
*كيف وطنت نفسك في خضم هذه الصراعات؟
ماعندي أي موقف ضد هذا أو ذاك وأتعامل مع أي شخص بإيجابية ويمكن هذا كرت المرور أو شارة المرور أني أدخل وزارة الصحة وأتدرج في الإدارات المختلفة، في تقديري تدرجي ودخولي المواقع، لم يكن وراءه أي أبعاد سياسية لأني ليس لديّ أصلاً نشاط  أو عمل سياسي، وعلاقتي بكل الناس في إطار العمل داخل مؤسسة الصحة وهناك الكثير من مديري الإدارات في الصحة لم يكونوا سياسيين، وكانوا مهنيين والصراع الكان موجوداً من خلال تجربتي العملية، كانت هنالك حساسية بين المجموعتين وكانت هنالك خطوط محددة وموجهات ومسار للعمل إذا لم يلتزم بها الشخص يتم إبعاده ومضايقته وإذا كان هنالك شخص مهني لا يتم استيعابه بدليل أن هنالك أشخاصاً ماسكين إدارات مهمة ومن الكفاءات وغير سياسيين الآن يعملون في المنظمات و(90%) من الاصطاف بمنظمة الصحة العالمية ما كانوا سياسيين، وكانوا ماسكين إدارات، والبعض هاجر للعمل بالخارج وأنا في اعتقادي أن الصراع الذي كان موجوداً ليس من أجل الحزب وفي الفترة الأخيرة الحزب ذاتو كان متضايقاً جدا من الصراع، وكانت تعقد اجتماعات عامة، يحضرها قيادات من الدولة ويعلقون بأن الصراعات في الصحة (ماكويسة) وأنهم ما (مرتاحين)  .
*هناك حديث يدور بأن الدولة العميقة متمكنة داخل وزارة الصحة ؟
لا أفتكر أن هناك دولة عميقة بالمعنى وصراحة عندما جئت مدير إدارة عامة يمكن الصراع والحساسية حول المواقع ظهرت لي بعد أن جئت مديراً للإدارة العامة للتخطيط وأنا عندي مواقف عندما كلفوني بمهام إدارات أنه أولاً أن الصحة قسم للجميع ومتاحة لأي شخص للعمل طالما كان سودانياً والصحة ليست مجال او ميدان للعمل  السياسي وفي اعتقادي ان الصراع الحاصل كان مفتعلا وكانت هذه مواقفي وبسببها عوقبت وأنا صبرت وهنالك صعوبات كبيرة (مريت) بها في الوزارة ولولا أني كنت مؤمناً ومتوقعاً حدوث المشاكل في سبيل أن أقدم رسالة لأني كنت طبيباً وكنت أعالج، وتركت مجال الطب السريري وبالتالي يجب تحمل تبعاتها وأصلا ما فكرت أنسحب من الميدان وصبرت وتحملت كثيرا من المضايقات بسبب مواقفي أن (الصاح صاح والغلط غلط) وهذا صحيح وهذا غير صحيح وما كنت أخفي وأقول مواقفي في الاجتماعات أمام كل القيادات؛ الوزير و الوكيل وآرائي معروفة وكلامي هذا ليس جديداً، وما لأنه حصلت ثورة والناس غيروا .
*وهل الصراعات موجودة الآن بالصحة ؟
صراحة التغيير في الصحة بدأ قبل قيام الثورة والآن الإدارة في الصحة ليسوا هم السابقين وكل الإدارات جديدة والتغيير في الصحة بدأ منذ شهر(10) من العام 2018 والثورة انطلقت في ديسمبر، وكانت هنالك قيادات بسبب التغيير فقدوا مواقعهم؛ مثلا الوزير “أبوزيد” والوزيرة “سعاد الكارب” بغض النظر عن اختلاف الناس أو اتفاقهم هم شاركوا وكانوا جزءا من النظام، لكن العمل الذي نفذوه في الصحة يستحق الاحترام والتقدير والإشادة، والوزير ضحى بكرسي الوزارة لأنه وقف موقفا في سبيل ألّا تكون هنالك أخطاء في الصحة وأن تكون هنالك عدالة في الإدارات. وهذا الإجراء بموجبه انتقلت من إدارة التخطيط إلى الرعاية الصحية الأساسية، والصحة فيها تحول كبير جدا وهناك إدارات ليس لديها انتماء حزبي أو علاقة بالمجموعات المتحكمة السابقة، ونحن منهجنا لا نظلم أحدا  وهناك ناس كان عندهم التزام صارخ جدا بنهج المجموعة أو (الشلة) وفي الوقت الراهن الظروف تغيرت والآن المجال لا يسعهم بحكم الخلفية التاريخية بأن يكون جزءا من المواقع القيادية أو هيكل الوزارة وهذه من المصلحة العامة والآن التحول الحاصل في البلد أن الناس ينأون بقدر المستطاع عن الصراعات طالما هم (جايين) من خلفية صراعات أنا أرى أنهم ما الأصلح لأن يكونوا في اي مواقع إدارية أو قيادية والتجربة التي خاضوها كافية، وفي تقديري إذا أخذنا التجربة كلها و(دي) المحصلة التي وصلنا لها وفي الآخر معيارنا النجاح في الأداء هي المواقف ونحن ماعندنا مشكلة شخصية  مع زول وعلى الصعيد الشخصي (بنحترمهم) جدا وعندنا معهم علاقات تواصل على مستوى الأسر، ولكن هذا (كوم)، أما المصلحة العامة عشان ما نُساءل بعدين حتى لو ما سُئلنا هنا ربنا بسألنا أنه نحن عشان حاجاتنا الشخصية وعلاقاتنا غلبناها على المصلحة العامة يعني حرصنا على المصلحة الخاصة (أضرينا) بمصلحة الأغلبية وهذا هو المبدأ وأفتكر أن الناس أخدت فرصة كافية ،الآن نفتح فرصة حتى ولو الناس قدرت أننا ما مناسبين لأسباب نتحاسب وأنا أحترم أي اتجاه إذا رأوا أنني لست الأصلح في الوقت الراهن بمنهجنا وطريقة عملنا وتفكيرنا مامناسبين أن نكون جزءا من هذه المرحلة والناس قدروا ذلك، فنحن نحترم ذلك التقدير تماما لأنه نحن في الآخر نريد المصلحة العامة والفرص كتيرة وموجودة وكلام أن دولة عميقة موجودة في الوزارة فهذا غير صحيح ولو أنتم (متابعين) أيام الاعتصام والوقفات الاحتجاجية الناس نفذوا عددا من الوقفات الاحتجاجية بالوزارة، والصحة أكثر وزارة وبكل أقسامها نفذوا وقفات، ونحن كنا (بنسأل) إذا كان هؤلاء الذين نفذوا وقفة احتجاجية تضامنا مع الحراك الثوري فأين الدولة العميقة ونحن الآن في إطار المسئولية المضطلعين بها إذا لم يظهر أن هناك شخصا يعطل مصالح الناس ويعطل الإجراءات لا نظلم أحدا ولا نريد أن تكون المحاسبة سياسية، بل تكون محاسبة مهنية والآن بعد أن تغيرت السلطة الأكبر، والتغيير بمنهج جديد وإذا كانت هناك أخطاء سياسية أو مهنية أو مالية يجب أن نتحاسب وأنا أول زول يتقدم للمحاسبة وأتحدى أي موظف في هذه الوزارة بأني حققت مكاسب على الصعيد الشخصي فأنا حتى الآن لا أملك عربة ولا بيتاً ملكاً، وعندي حيازة في منطقة الصالحة اشتريتها عام 2003 وكنت في ذلك الوقت طبيبا عموميا أعمل في عيادة وعندي قطعة أرض في نيالا (400) متر، وهذا كل ما أملك وأفراد أسرتي ناس (بسيطين جداً) هذا إذا مسكنا الجانب المالي .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية