ربع مقال

انتبهوا .. أنتم في أعظم أيام الله .. !!

د. خالد حسن لقمان

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللهِ ورسولِه. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال جهادٌ في سبيلِ اللهِ. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ) يُبين الحديث النبوي أنّ الحج الذي يفعله المسلم ويكون خالصاً لوجهِ الله سبحانه وتعالى هو الحج الذي يقبله الله، وذلك لأنه يكون خالياً مما يؤثر في قبوله مِن الرِّياءِ والسُّمعةِ والمالِ الحرامِ، كما يبيّن ظاهر الحديث أنّ الجهاد في سبيل الله مقدّم على الحج من حيث الأفضلية، وقد حمل العلماء هذا على حج النافلة، لا حجّة الإسلام، أما إذا كان الجهاد فرض كفاية لا فرض عين، فإنّ حجّة الإسلام مقدمة على الجهاد. وعَن أبي هُريرة رضي الله عنه، قال: سَمعتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: (مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث، ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه). يبيّن الحديث النبوي الشريف أنّ المسلم إذا حجّ ولم يفعل في حجه ما يُبطله من جماع، أو إتيان بمعصية، أو ذنوب، عاد كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب مغفوراً له.قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (جِهادُ الكبيرِ، والصَّغيرِ والضَّعيفِ والمرأةِ: الحجُّ والعُمرةُ). يبين الحديث النبوي الشريف أنّ جهاد كلٍّ من: المُسِنِّ والصَّغيرِ الَّذي لم يبلُغْ والضَّعيفِ صاحبِ المرَضِ والمرأةِ هو الحجُّ والعُمرةُ، فهم يُؤجَرونَ بتأديتهم للحجِّ والعُمرةِ بمِثْلِ ما يُؤجَرُ به مَن يَخرُجُ للغزوِ والجِهادِ في سبيلِ اللهِ، وقيل إنّ المراد أنَّ الجِهادَ المفروضَ على هذه الفئة هو أداءُ الحجِّ والعَمرةِ. وعَنْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (يا رسولَ اللهِ، نرى الجهادَ أفضلَ العملِ، أفلا نجاهِدُ؟ قال: لا، لكنَّ أفضلَ الجهادِ حجٌّ مبرورٌ). وعن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه، قال:(…أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلت: ابسُطْ يمينَك فلْأُبايِعْك، فبسَطَ يمينَه، قال: فقَبَضْتُ يَدي، قال: ما لَك يا عمرُو؟! قال: قلتُ: أردتُ أن أشتَرِطَ، قال: تشتَرِطُ بماذا؟ قلتُ: أن يُغفَرَ لي، قال: أمَا عَلِمْتَ أنَّ الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قَبْلَه، وأنَّ الهجرةَ تَهدِمُ ما كان قبلها، وأنَّ الحَجَّ يهدِمُ ما كان قَبلَه؟ وقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:(العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ). يبيّن الحديث الشريف أنّ الحج المبرور الخالي من الرياء، والرفث، والفسوق، جزاء صاحبه الجنة. وقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النار، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ، فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟) . . يبيّن الحديث الشريف أنّه ليس هناك يوم يُعتِق فيه الله سبحانه وتعالى من النار أكثر من يوم عرفة. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تابِعوا بين الحجِّ والعُمرةَ فإنَّهما يَنفيان الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكِيرُ خبثَ الحَديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ، وليس للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلَّا الجنَّةَ وما من مؤمنٍ يظلُّ يومَه مُحرِمًا إلَّا غابت الشَّمسُ بذنوبِه). في الحديث النبوي الشريف حثٌّ على المتابعة بين الحج والعمرة والمقاربة بينهما، لما في المقاربة بينهما من إزالة الفقر، ومحو الذنوب. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أيها الناسُ، قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا فقال رجلٌ: أكل عامٍ يا رسولَ اللهِ، فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتُ: نعم لوجبت ولما استطعتم…).. يبيّن الحديث النبوي الشريف أنّ الحج مفروض على المسلم مرة في العمر، وفي ذلك تيسير على المسلمين وتسهيل عليهم و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طاف بهذا البيتِ أسبوعًا فأحصاه، كان كعِتقِ رقبةٍ، لا يضعُ قدمًا، ولا يرفعُ أخرى، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، و كَتب له بها حسنةً).

‏‫

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية