الصادق المهدي: نقول لدعاة العناد والانفراد " يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا"
وجه رئيس حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” في خطبة أمس (الجمعة) بمنطقة “أم مرابيع” بولاية النيل الأبيض انتقادات جديدة لوثيقة (الفجر الجديد) التي وقعتها المجموعات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان (الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور) المتحالفة تحت مسمى الجبهة الثورية. وقال الصادق: (أما مجموعة “كمبالا” فنحن نقول لهم بوضوح إن أي نظام جديد يقوم نتيجة لاجتياح عسكري أو انقلاب عسكري فسوف يكون هو نفسه محتكراً للسلطة ولن يعامل الآخرين كأنداد،نحن ضد المؤتمر الوطني وحكومته وهذا لا يعني تصفية مؤسسات الدولة العسكرية والقضائية بل إعادة هيكلتها لتصير قومية ومحررة من السيطرة الحزبية، ولا مجال لإطلاق تقرير المصير كآلية لتمزيق ما بقي من السودان ولكن العمل على إقامة سودان موحد عادل في توزيع السلطة والثروة وفي المساواة في المواطنة واجب وطني).
كما نبه الإمام “الصادق المهدي” إلى أن الإسلام عقيدة أغلبية أهل السودان، وأضاف قائلاً: (وهو الجزء الأكبر من المحمول الثقافي الوطني فلا معنى لإبعاده ولكن التطلع المشروع هو التوفيق بين المساواة في المواطنة وتطلعات المسلمين). وأشار إلى أن الاجتماع الذي ينبغي أن يضم القوى كافة المتطلعة لنظام جديد ينبغي الاتفاق على أجندته ومكانه وزمانه قبل الدعوة إليه.
ولفت “الصادق” في خطبته – التي تلقت (المجهر) نسخة كاملة منها الأنظار- إلى أنه مع بيان هذه الحقائق لكنه يواصل الحوار مع كل الأطراف الوطنية بهدف الاتفاق على المصير الوطني ونظام الحكم الجديد ووسائل تحقيقها، وقال للمصلين:(نحن ندعو ونعمل لنظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل في السودان ووسيلتنا لذلك الضغط بكل الوسائل باستثناء العنف والاستنصار بالأجانب، الله معنا والشعب معنا وإخفاقات النظام معنا وحركات الإصلاح بداخله معنا والقوى الحية الإقليمية معنا والشرعية الدولية معنا، ونقول لدعاة العناد والانفراد مقولة نوح عليه السلام ( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا”).
وأضاف “الصادق”:(النظام الحاكم الحالي ساهم بسياسات قصيرة النظر في تأجيج النزاعات الحالية، لذلك فإنه ليس محل ثقة لحلها، والنظام الحالي لا يستطيع حل المشاكل مع دولة الجنوب لأسباب أهمها أن الحكومتين في الخرطوم وجوبا على طرفي نقيض من الناحية الفكرية، وكل منهما يؤسس شعبيته في بلاده على أساس عدائه للطرف الآخر، كما أن لكل طرف حلفاء خارج السودان هم على طرفي النقيض والنظام الحالي غير مؤهل لإقامة علاقة دولية إيجابية لأن قيادته ملاحقة دولياً). وأشار “المهدي” إلى أنه لا خلاص للسودان إلا في إقامة نظام جديد يطلع بتلك المهام، وقال: (وهذا ما نعمل لتحقيقه عبر مائدة مستديرة تضع خارطة طريق للنظام الجديد، أو إذا أصر الحكام على العناد والانفراد عن طريق الاعتصامات، والإضرابات، حتى الإضراب العام، دعوتنا هذه لا يزحزحنا منها وعدٌ بإغراءات مشاركة في السلطة أو وعيد كما نسمع هذه الأيام من بعض المسؤولين، فقد جربوا الوعد والوعيد فوجدونا صامدين في مبادئنا نحرس مشارع الحق وندفع الثمن مهما كان غالياً).