(أنا ما بسامح في الأطفال…. لو شفت طفل مهمَل بحس بالذنب اتجاهه حتى لو ما كنت بعرفه)..
هكذا قالت صديقتي، ونحن نتبادل ملاحظاتنا حول أطفال اليوم… خاصة أولئك الذين يعيشون بالخارج… في عالم شبه مغلق…
أطفال اليوم الأذكياء الذين يدهشوننا في التعامل مع هذه العولمة وينعتوننا بالجهل أحياناً إن دعى داعي (النعت)..
قادنا لهذا الحديث شكوى صديقة لنا إن ابنتها أضحت منطوية إلى حد مثير للشفقة…. لا تجيد التعامل مع المجتمع وتفشل في تركيب جملة مفيدة واحدة رغم أنها تجاوزت الرابعة من العمر….
بادرت بسؤال تلك الأم عن العمر الذي بدأت فيه ابنتها باستخدام المحمول.. فأجابت إنها تقريبا قبل أن تكمل عاماً….
أجي؟؟؟
يعني ذلك أنها بدأت في تدمير مقدرات ابنتها قبل أن يكتمل تكوينها في دماغها…؟؟؟
تذكرت إصراري ومنعي لـ(خالد) من استخدام التلفون البتة عندما كان في الثالثة من عمره….. ليس لأنني غير متحضرة.. أو لأنني ضد التكنولوجيا.. ولكن لأن هذا مستقبله… مهاراته التي لا تعوضها السنين…. ولأنني على علم بأن لكل شيء أوانه….
مع ذلك… حرصت على أن افتح له البرامج التعليمية في سن الثانية…. من القرآن حتى الحروف والأعداد باللغتين العربية والإنجليزية الأمر الذي انعكس على مستوى فهمه منذ السنين الأولى ولله الفضل…
ذلك إن دل إنما يدل على أننا(كأمهات) لسنا ضد العولمة ومنتجاتها.. غير أن التعاطي معها يجب أن يكون بحذر…
تماماً مثل الأدوات الحادة.. بل وأكثر… لأن جرح الجسد يسهل التئامه.. عكس تلف خلايا الدماغ التي لا يمكن تجديدها بأي حال حتى الآن… وقد أثبت الباحثون بما لا يدع مجالاً للشك أن أول أسباب قلة الذكاء في الأطفال يرجع لتدمير خلايا المخ بواسطة بعض الألعاب التي (تسرح وتمرح) في كل آيباد أو جوال طفل….
لذا…..
أنصح نفسي وكل الأمهات بالعودة إلى قصص الأطفال المشوقة….حكايات الحبوبات التي يفتقدونها…. ومتابعة ما يتابعه الأطفال خاصة في بواكير أعمارهم.. أي ما دون العاشرة…
الليلة لابسة توب أم
وكده
اتحملوني حبة
ولكم الود