تاريخ انتهاء الصلاحية!!
{ هل يكفي وضع (ديباجة) تحدد تاريخ انتهاء صلاحية (سلعة) ما، لتأكيد (الصلاحية)؟! الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن تكون (مشروع عمل) متكامل للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس.
{ قبل أسابيع اشتريت علبة معجون أسنان من ماركة شهيرة، من سوبر ماركت معروف بمدينة “بحري”، ولكنني فوجئت في اليوم التالي بأن أنبوب المعجون (متفجر) داخل الغطاء الكرتوني، والمادة متجمدة، رغم أن العلبة مغلقة بشكل جيد، وتاريخ انتهاء الصلاحية يؤكد أن العام (2015) هو الموعد المحدد لنهاية صلاحية استخدام هذا (المعجون)!!
{ قبل أيام لم تستجب السيدة طريحة الفراش بأحد المستشفيات الحكومية لعقار (الأنسولين)، وظل السكر مرتفعاً في الدم، ما أدهش الطبيب، فلجأت الأسرة إلى شراء (الأنسولين) من صيدلية (خارجية)، فكانت النتيجة هبوط السكر، مع أن تاريخ صلاحية (الدواء الحكومي) يشير أيضاً إلى العام 2015!!
{ لا أظن أن سوء التخزين هو السبب الوحيد لعدم (فاعلية) الأدوية، وفساد السلع الغذائية والمستحضرات الصحية والطبية، بل هناك أسباب أخرى يجب أن تكشفها هيئة المواصفات، والأمن الاقتصادي، والمباحث، والملحقيات (التجارية) والامنية بسفاراتنا في “الصين” و”السعودية” و”الإمارات”، و”الأردن”، و”مصر” و”تركيا” و”الهند” ودول أخرى.
{ (مافيا) السوق ترتبط – دائماً – بشبكات دولية وإقليمية منظمة، لا تبالي بحياة البشر، أو الإضرار بصحتهم، بل تسعى دائماً إلى تحقيق أكبر معدلات من الأرباح، تقفز بقادة هذه (العصابات) إلى مراكز متقدمة في دنياوات المال والأعمال.
{ سلع كثيرة تدخل السودان عبر الموانئ والمطارات، وهي في الأصل (منتهية الصلاحية)، تتحرك من مخازن (الراجع) و(التالف) في دول المنشأ، بعد أن يتم (تزوير) ديباجات وأختام تاريخ انتهاء الصلاحية، لتكون النتيجة المحتومة (موت) الآلاف من المرضى في بلادنا، بسبب عدم فاعلية الأدوية، أو الإصابة بأمراض الدم والسرطانات بمختلف أنواعها، بسبب فساد المواد الغذائية العابرة للبحار!!
{ هل لدى هيئة المواصفات (معامل) بالعدد الكافي والكفاءة اللازمة لكشف (جرائم) وتجاوزات السوق، من “بورتسودان” إلى “الخرطوم”؟!
{ هيئة المواصفات تفرض رسوماً على فحص (جودة) ورق طباعة الصحف في ميناء بورتسودان، لكنها في الحقيقة لا تفحص شيئاً، ولا يعرف مندوبوها أنواع الورق، وتمييز الجودة، وتحديد معاييرها!!
{ انتشرت السرطانات وأمراض الدم في السودان، بدرجة مذهلة خلال السنوات الأخيرة، وفشل الخبراء والمختصون في تحديد الأسباب.
{ المواصفات والمقاييس ومجلس الصيدلة والسموم مسؤولون أمام الله والشعب عن صحة وسلامة الإنسان السوداني.