ربع مقال

أديس أبابا .. من يقلب السمكة .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. والطرفة تقول إن ثلة من الأصدقاء في أم درمان وفي حي الموردة المتاخم لشاطئ النيل الكبير درجوا على تناول الفطور معاً وكان أحدهم مغتاظاً من شخص دوماً لا يدفع نصيبه في تكلفة الفطور وفي إحدي المرات وقد كان للسمك الأم درماني الساخن حضور بارز ( مع أول الشهر طبعاً ) فإذا بالشخص الذي ما كان يدفع نصيبه يقوم بقلب السمكة الكبيرة المتوسطة لصينية الفطور على جانبها الآخر .. هنا لم يتمالك ذلك المغتاظ منه إلا وأن انتهره قائلاً له : ( أنا جني وجن زول ما دافع يقلب السمكة ..!!!! ) .. ما يحدث الآن في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا يبدو أنه يحاكي الآن جلسة هؤلاء الأصدقاء، ولكن ليس في مقابل صفحة النيل الكبير بل في أحد منابعه الهادرة على الهضبة الإثيوبية .. وفد قوى الحرية والتغيير التي نسيت في لحظة أو تناست حجم ما تمثله الحركات المسلحة من أهمية في هذا التوقيت (الانتقالي ) وجدت نفسها الآن ودون أن تشعر في تنازع شرس على ( كيكة السلطة الانتقالية ) بينها و بين الحركات المسلحة التي يفترض التعامل معها كإحدى مكونات قوى الحرية والتغيير، وعبر وجهة النظر هذه تطالب هذه الحركات الآن بنصيبها في كل مستويات الحكم في الفترة الانتقالية حتى قبل بداية الستة شهور الأولى منها و التي خصصت لمعالجة ملف السلام .. هذا تحديداً ما يعطل الانتهاء من ما يدور من مباحثات الآن في أديس أبابا .. يعني تنازع مناصب وتشاكس في وضح النهار على كيكة مقاعد الفترة الانتقالية ..!! .. ويبدو ووفق هذا الصراع المبكر على مقاعد السلطة أننا سنسمع نغمة جديدة على وزن ( هي لله .. هي لله ) تقول : ( هي للوطن .. هي للوطن ) .. وبالفعل هتف بهذا الهتاف بالأمس القريب “عمر الدقير” الذي أصبح قريباً جداً الآن من منصب رئيس الوزراء ..!! .. ولكن هنا وإذا عدنا من المصب إلى المجرى واستدعينا مشهد أم درمان والسمك الساخن على راحتيها .. من هو الشخص غير الدافع لنصيبه في وجبة الفطور الآن في منبع النيل الأزرق في أديس أبابا الذي يريد أن يقلب السمكة دون أن يكون مؤهلاً لذلك ..؟؟ .. صدقوني تعلو الأصوات الآن في أديس أبابا حول هذا السؤال بين فريقين ينتظرهما شعب ما عاد يستطيع أن يشتري حبة طماطم واحدة بعد أن بلغ كيلو هذا السيد الأحمر (300) جنيه وبلغ سعر الكرتونة منه ثلاثة آلاف جنيه .. !! .. ( صراع على السمكة ) .. هذا هو اسم الفلم الذي تعرضه الآن العاصمة الأثيوبية أديس أبابا .. اللهم إنا لا نسألك رد قضاء يأتينا من ( أديس ) ولكنا نسألك لطفاً ننتظره هنا في ( أم در ) التي ننتظر فيها فرجاً قريباً قبل أن يقلب أحدهم السمكة أمامنا دون أن يكون من الدافعين لنصيبه فيها ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية